أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن مساعدات بريطانية، بقيمة 430 مليون جنيه استرليني لدعم تعليم الأطفال الأكثر تضرراً في العالم وخاصة الفتيات، حيث يشهد أكثر من مليار طفل في دول العالم الأكثر فقرا تحولاً في فرصهم التعليمية بفضل 430 مليون جنيه إسترليني من المساعدات البريطانية الجديدة التي أعلن رئيس الوزراء البريطاني تقديمها.
وفي قمة مجموعة السبع ، بحث الزعماء كيفية النهوض بشكل أفضل من آثار جائحة فيروس كورونا، وبطريقة تجلب الفرص للجميع، وضمان حصول جميع الفتيات على تعليم جيد هو أمرٌ أساسي لتحقيق هذا الهدف.
لقد تسببت جائحة فيروس كورونا بأزمة تعليم عالمية غير مسبوقة، حيث لم يتمكّن 1.6 مليار طفل في أنحاء العالم من الذهاب إلى المدارس في ذروة الجائحة. وكانت الفتيات هنّ الأكثر تضرراً حيث أدت الجائحة إلى تفاقم العقبات التي تواجههنّ أصلاً في الحصول على التعليم، ومنها الفقر والعنف القائم على نوع الجنس وزواج الأطفال.
والدعم الذي أعلنت عنه المملكة المتحدة سوف سيكون مساهمة في صندوق الشراكة العالمية من أجل التعليم، وهو أكبر صندوق مخصص للتعليم في البلدان النامية.
ساهمت الشراكة العالمية من أجل التعليم منذ تأسيسها في عام 2002 في أكبر توسع في التاريخ في مجال التعليم الابتدائي والإعدادي، حيث ساعدت في التحاق 160 مليون من التلاميذ الجُدُد بمقاعد الدراسة. وفي البلدان التي تنشط فيها الشراكة العالمية من أجل التعليم، ارتفع عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس بنسبة 65 في المئة.
وفي الشهر المقبل، تشترك المملكة المتحدة وكينيا في استضافة قمة التعليم العالمية في لندن والتي تهدف إلى المساعدة في جمع 5 مليارات دولار لدعم جهود الشراكة العالمية من أجل التعليم على مدى السنوات الخمس القادمة. وزيادة التمويل الذي تعهدت به المملكة المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى ستقطع شوطا طويلاً نحو تحقيق هذا الهدف.
إن مساعدة الفتيات على الالتحاق بالمدارس يعتبر من أسهل الطرق لانتشال البلاد من الفقر، ومساعدتها على التعافي من أزمة فيروس كورونا – فالطفل الذي تستطيع أمه القراءة يتضاعف احتمال ذهابه هو نفسه إلى المدرسة، وفرصته بالتحصين ضد الأمراض تزداد بنسبة 50%. ومع كل سنة دراسية إضافية واحدة، يمكن أن يرتفع دخل المرأة بمقدار الخُمس.
ومن هنا، يعتبر دعم تعليم الفتيات بمثابة حجر الزاوية خلال رئاسة المملكة المتحدة لمجموعة السبع. و قد جددت دول مجموعة السبع تأكيد التزامها بالأهداف التي حددها اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في مايو لمساعدة 40 مليون فتاة أخرى على الالتحاق بمقاعد الدراسة، ومساعدة 20 مليون فتاة أخرى على القراءة لدى بلوغهن 10 سنوات من العمر في السنوات الخمس القادمة. وسوف يكون لجهود الشراكة العالمية من أجل التعليم دور محوري في تحقيق تلك الأهداف.
وقد دعا رئيس الوزراء زملاءه الزعماء إلى التعهد بالتزاماتهم الكبيرة لتحقيق هذه الأهداف، بالإضافة إلى تحقيق الطموح المتمثل في ضمان حصول كل فتاة في العالم على 12 سنة من التعليم الجيد.
كما تعهدت إيطاليا والمفوضية الأوروبية بالفعل بتقديم 25 مليون يورو و700 مليون يورو على التوالي للشراكة العالمية لأجل التعليم.
قال رئيس الوزراء بوريس جونسون: “إن أفضل سبيل للمساعدة في انتشال البلاد من الفقر وقيادة التعافي على مستوى العالم هو بالاستثمار في التعليم، لا سيما تعليم الفتيات. إنه من العار على العالم أن نرى في كل يوم في أنحاء العالم أطفالا يزخرون بالمواهب والإمكانات يُحرمون من فرص أن يصبحوا عمالقة في الصناعة، أو رواد علم، أو قادة في أي مجال آخر لمجرد أنهن فتيات، أو بسبب انخفاض دخل أولياء أمورهم، أو بسبب المكان الذي وُلدوا فيه. إنني أهيب بزعماء العالم الآخرين، بمن فيهم الزعماء الحاضرون لقمة مجموعة السبع هنا، إلى إعلان تبرعاتهم ووضعنا على المسار الثابت تجاه إلحاق مزيد من الفتيات بمقاعد الدراسة، ومعالجة الانتكاسة الهائلة في التعليم العالمي التي سببها فيروس كورونا، ومساعدة العالم في النهوض بشكل أفضل.”
المساعدات البريطانية الجديد التي أعلن عنها والبالغة 430 مليون جنيه إسترليني ستكون مساهمة لدعم جهود الشراكة العالمية من أجل التعليم خلال السنوات الخمسة القادمة في 90 من البلدان ذات الدخل المنخفض، والتي فيها 1.1 مليار طفل. وتهدف الشراكة العالمية من أجل التعليم مع مرور الوقت إلى تدريب 2.2 مليون من المعلمين الإضافيين، وبناء 78,000 فصل دراسي جديد، وشراء 512 مليون كتاب مدرسي.
هذا التعهد بالتمويل لصالح الشراكة العالمية من أجل التعليم منفصل عن التمويل البالغ 400 مليون جنيه من المساعدات البريطانية التي سوف تُنفق هذه السنة على الجهود الثنائية لتعزيز فرص الفتيات في الحصول على التعليم.