صورة جميلة لمجموعة من الصلبان والأشكال الهندسية المصنوعة بشكل احترافي لفتت أنظار متابعي وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك ،وعند البحث عن مصدر الصور وجدنا ايضاَ وجود تصميمات لـ”مخدع الصلاة”،وتصميمات لـ “مغارة” الطفل يسوع ،وغيرها الكثير والكثير من الأشكال التي تسهل على الأطفال شرح صلاة القداس ،ويظهر فيها بوضوح دقة ومهارة يد الفنان ..
جمال الأشكال المصنوعة كان ورائها قصة اجمل ، حكتها لوطني صاحبة الأشكال الفنية، والتي في البداية عرفتنا بنفسها قائلة :”أنا اسمي مارينا مجدي ماهر عندي 27 سنة خريجة كلية تخطيط عمراني جامعة القاهرة ،وكنت بحب مجال التصميمات جداً وحصلت على تقدير عام الخمس سنين جيد جدا مرتفع ، وحصل مشروعي على تقدير امتياز وكان عن الاسكان الاخضر اللي يجمع بين بيئة عمل وسكن صالحة لجامعي القمامة في مصر وكانت منطقة الدراسة عشش الزبالين بالخصوص”.
وتتابع مهندسة”مارينا مجدي” وتقول بعد التخرج واجهت صعوبات في إيجاد فرص عمل جيدة حتى اني قمت بالعمل في أماكن مختلفة من أجل فقط فهم طبيعة سوق المقاولات،وحتى اني اتذكر اني عملت لمدة شهر بمكتب تصوير الأوراق التابع لإحدى الكنائس،وحرفياً كان احلي شهر في حياتي ، لاني كنت اعمل داخل الكنيسة،وانا استمع لكل القداسات ،واقوم بتشغيل ترانيم أثناء عملي ،وانا لم اكن اريد في حياتي أكثر من هذا”.
وتقول “مارينا “:”بعدها مباشرة اراد الله اني التحق باحدى الشركات الانترنشونال ،وكنت سعيدة جداً وقتها نظراً لحجم المرتب الكبير ،ولكن بعد مرور عام من عملي تركت المكان لاني كنت سأتزوج والسبب الاهم اني لم اجد نفسي او شغفي الحقيقي الذي اريد ان اقدمه وابدع فيه “.
وتحكي وتقول :” بعد الزواج والحمل لم يكن فكرة العمل في شركات واردة نظراً لوضعي الحالي ، وكأن الله كان يرتب لي شئ لكنه لم يكن ظاهر وقتها ،وقتها فكرت بالعمل من المنزل ،وهنا تذكرت ايضاَ فترة العمل في الكنيسة ،و تذكرت كمية السلام النفسي الذي كنت أشعر به وقتها ،فقررت ان اعمل في شئ يكون مرتبط بالكنيسة ،وبما اني احب التصميم ،اذن سيكون المنتج شئ كنسي وتصميم تظهر أعمال الله، لكني لم اكن قد توصلت للفكرة النهائية”.
وتابعت “مارينا “:”عندما وصلت ابنتي الى سن الـ 6 أشهر كنت اريد تعريفها كلمات مثل كنيسة ابونا- شماس- صليب – قداس.. وكان كل المتاح وقتها في الاسواق اشكال مثل abc و 123،وهنا جلست افكر في كيفية تعليمها عن القديسين وكيف اشرح لها عن القداس وجماله وكيف ,, وكيف ,, ،ومن اين احضر لها مخدع صلاة مناسب بالألوان ،وبالفعل بحثت لكني وجدت اشياء بسيط جداً، واشياء تعتبر سطحية لن تعطي معلومات، او توضح شي، خصوصاً اني أري ابنتي تتجاوب معي رغم سنها الحديث،واري انها بتفهمني اوي ،والطفل يقبل اي معلومات ،وهذة قناعتي “.
تحكي “مارينا” :”وهنا بدأت أفكر في الألعاب العادية لأطفال ولكن بشكل كنسي بحت، وصنعت طبقات الصليب ،وقولت لزوجي اريد طباعته وساعدني زوجي كثيراً في الوصول لشخص يبيع الأخشاب وشخص آخر يقوم بالتقطيع بالليزر، وكلها كانت اشياء أولية ، واتذكر اني كنت انام لمدة 4 ساعات ف اليوم ،لاني كنت اعمل عندما تكون ابنتي نائمة ،وكانت فترة متعبة جداً لدي ،لكن الاغرب اني بالرغم من التعب كنت داخلياً أشعر بالرضاء عن نفسي لاني كنت اصنع شي مفيد وجيد “.
وتتذكر “مارينا”وتقول :”اتذكر ان هناك يوم اضطريت للعمل منذ الساعة الحادية عشر صباحاً وحتى الثانية بعد منتصف الليل ،وسهرت الليل في تجميع كل الشغل ،وفي الصباح عرضت العمل على زوجي الذي لم يكن يتصور حجم الشغل ،ولم يكن مصدق نفسه،وكنت سعيدة جدا ، ووقتها شعرت اني حرة وأني وجدت شغفي الذي كنت ابحث عنه وقت العمل “.
وعن لقائها مع قداسة البابا تواضروس الثاني تحكي “مارينا” :”كان هناك قداس سيتم فيه رسامة سيدنا الانبا سيداروس بالعاصمة الادرايه، وتم دعوتي انا وزوجي من ضمن الحضور ،ووقتها قررت عمل هدية لقداسة البابا وأنها ستكون فرصة للتصوير معه ،وبالفعل قمت بعمل الهدية وذهب إلى الكنيسة ، لكن المفاجأة اني شعرت بتعب شديد ،ولم اقدر على المشي خطوة واحدة ،ورجعت الي البيت وانا متضايقة جدا ،لاني لم التقي قداسة البابا ،وحتي اني كنت اتسأل واقول لما يحدث هذا يارب ؟!..،ولكن حدث شئ مفرح جداً بعدها ، وهو ان ابونا اعطي الهدية لقداسة البابا تواضروس مع ورقة بها اسمي ورقم تلفوني ،وقام مكتب البابا بالتواصل معي ،واعلمني اني سوف اقابل البابا في يوم الجمعة ،وكنت اشكر الله لانه كان يرتب لي وقت افضل لمقابلة البابا “.
كلام البابا تواضروس لي
عندما قابلت البابا فرح جدا الاشكال المصنوعة وقال لي :”ازاي المستوي العالي كده وازاي عملتيه جنب طفله وف اربع شهور ،وكان كل كلامه لي يحمل التشجيع والمحبة،وهو ما فرق معي بشكل كبير “.
وقالت “مارينا” عن أحلامها:” حلمي الان هو ان اعمل “مخادع صلاة” داخل كل البيوت ،وفي الوقت نفسه تناسب الأطفال والكبار، واعمل العاب للاطفال تعلمهم كل تفاصيل عقيدتنا وجمال طقوسنا الارثوذوكسية،بشكل لعب جميلة مليئة بالمعلومات الصحيحة والمفيدة”.
وتنهي مهندسة “مارينا” كلامها قائلة :”انا داخلياً اعرف اني اخترته لنفسي مجال مختلف ،وانا سعيدة به، لكن في الوقت نفسه أشعر بالمسئولية ،حتى اني عندما اقوم بعمل اي لعبه عن القداس مثلا ،فلابد اني اولاً اكون قرأت ورأيت وسمعت كل العظات و الفيديوهات التي تشرح هذه التفصيلة في القداس حتى اقوم بتوصيل المعلومة بشكل صحيح ، واحلم ان توصلي اعمالي لكل مكان “.
أخبار ذات صلة
“مارينا مجدى” تكشف عن “ماكيت” كاتدرائية السمائيين بشرم الشيخ