سيد عبدالعال:
وقف الرئيس السادات في مواجهة “التجمع” لدرجة أنه لن يترك أي عضو في الحزب إلا و يتم اعتقاله
– بعد تأسيس الحزب بشهرين تم القبض على الآف اليساريين فى انتفاضة 1977 و استمرت المواجهات حتى نهاية حكم السادات فى 1981
– عبر مسيرتنا الحزبية لم نخض حربا مع أحد الا مع ” الاخوان ” و الرئيس السادات هو من بادر بالخصومة لنخوض ذلك الصدام
– إعلان السيسي مبادرة إعادة اعمار غزة ” ضربة معلم ” .. و مساندة الشعب الفلسطيني هو حماية للشعب المصري
45 عامًا مضت على تأسيس حزب التجمع الذي، شارك في وضع اللبنة الأولى للحياة الحزبية في مصر، خاض خلالها معارك وحروب ضد أنظمة وحكومات يدافع عن أبناء وطنه منحازًا عبر مسيرته النضالية للبسطاء والفقراء وأصحاب الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل، محملًا بأحلامهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتنمية الشاملة وإقرار الحقوق الوطنية من صحة وتعليم وأجور عادلة وفرص عمل مناسبة وعيش كريم. فكان بحق مكبلًا بهمومهم ومعبرًا حقيقيًا عن مشاكلهم ومن ثم نصرتهم في الدفاع عنها بما لا تخضع لأي تنازلات أو مساوات ليستقوى نفوذه جماهيريًا من قلب الشارع ليقف على أرض صلبة ضد محاولات التضييق عليه وتقييده لتفكيكه وتدميره..
مواقف حافلة من النضال الوطني الشريف سجله حزب التجمع برموزه الوطنية في سجلات وصفحات التاريخ؛ للحفاظ على كيان الدولة المصرية ومؤسساتها والتصدي للفساد وكل معوقات التوجه نحو الدولة المدنية الحديثة؛ للوقوف على طبيعة التحديات التي واجهها حزب التجمع عبر مسيرته الوطنية. لأي مدى كان المناخ السياسي الذي نشأ فيه كان مرحبا بذلك التأسيس؟ و كيف تعاملت معه الأنظمة المختلفة؟ و ما وضعه السياسي ضمن خريطة الحياة الحزبية لاسيما أنه يعد أحد أبرز الأحزاب اليسارية فى مصر ؟ وما وضع تيار اليسار المصرى ؟ كان ل ” وطنى ” لقاء مع سيد عبد العال – رئيس حزب التجمع و عضو مجلس الشيوخ , فكان هذا الحوار ...
+ و نحن بصدد الاحتفال بمسيرة حزب التجمع عبر 45 عامًا.. ما الذي تستدعيه ذاكرتك في هذه المناسبة؟
++ تأسس الحزب في لحظة تاريخية في أبريل 1976 , كان خلالها النظام السياسي ينتقل من الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية، ونشأ في هذا التوقيت ثلاثة أحزاب هم الوسط والتجمع والأحرار الاشتراكيين. منذ اللحظة الأولى لتأسيس “التجمع” ظهر الاحتياج لوجوده بضمه فورًا وبدون سابق ترتيب نخبة من الفنانين والمثقفين وأساتذة الجامعات والسياسين القدامى خاصة اليسار، إلى جانب معظم كوادر الحركة الشبابية والطلابية في الاتحاد العام لطلاب مصر والنقابات والاتحادات الفرعية في المحافظات.. أيضًا توجه جيل من اليسار كان ظهر في الحركة الطلابية بدء من عام 1972 وحتى 1975 إلى ” التجمع ” بما استشعرناه أنه كان معبرًا حقيقيًا عن أزمة وطنية يمر به الوطن في تلك الفترة، لاسيما في تحول الرئيس السادات بمصر بعد نصر أكتوبر من علاقة قوية بقضايا الوحدة الوطنية وقضايا العروبة والقومية العربية ومشروع حركة الانحياز الإيجابي وعدم الانحياز عالميًا إلى الحليف الأمريكي خارجيًا وتقوية علاقته بنظم الرجعية العربية، ومن جانب آخر محاولة إعلاء شأن الحس العنصري لدى الشعب المصري في مواجهة الجنسيات الأخرى برفع شعار “مصر .. أولًا” في مواجهة الشعوب العربية، إضافة إلى حديثه عن مصر بكونها لها هوية دينية وأنه رئيس مسلم في دولة مسلمة، ومن ثم إعادة إحياء جماعة الإخوان المسلمين بعد أن تم تصفيتها في الخمسينيات والستينيات، كل ذلك في مواجهة المشروع الوطني القومي الثابت الذي كان يقوده الرئيس عبد الناصر فضلًا عن السياسات الاقتصادية للرئيس السادات، والتي كانت تتوجه إليها في هذه الفترة خاصة بعد إصداره قانون استثمار رأسمال عربي وأجنبي بكونها لا تعمل على استنهاض الاقتصاد المصري وتقويته وإنما قائم على تصفية المؤسسات المملوكة للدولة اقتصاديًا وخلق طبقة جديدة يعتمد عليها.
فجاء حزب التجمع برؤية وبتجميع للقوى الوطنية المعارضة للرئيس السادات وسياساته ومن ثم تبنى الرؤية الوطنية على أساس وحدة الأرض والشعب وترسيخ مفهوم المواطنة أيضًا اعتبارنا جزء من محيط عربي وجزء من دول البحر المتوسط.
كما أن لنا بُعد أفريقي، فكان الحزب متنفسا لكثيرين من القوى الوطنية وما ساعد على تناسق الحزب وتفاعل كل القوى المشاركة فيه هو أن رأس هذا الحزب ومؤسسه الزعيم خالد محيى الدين – أحد مؤسسي تنظيم الضباط الأحرار و أحد ثوار ثورة يوليو – و كان محل اتفاق الكل .
+ لأي مدى المناخ السياسي العام الذي نشأ فيه الحزب كان مرحباً بذلك تأسيس ؟
++ نشأنا في لحظة لم تكن مريحة جماهيريًا، فمنذ اللحظة الأولى وسلطات الدولة اتخذت موقف حاد في مواجهة الحزب باعتقاد الرئيس السادات، أنه تكوين لمجموعة شيوعيين إلى أن تفاجأ بضمه لنخبة كبيرة من القوى الوطنية ليقف الرئيس ضد الحزب واتخاذ موقف حاد في مواجهته، حيث وصلت هذه الحدة إلى أنه لن يترك أي عضو في الحزب إلا و يتم اعتقاله دون سبب سوى انضمامه لحزب التجمع.. وهو ما كان واضحًا بعد تأسيس الحزب بشهرين والقبض على آلاف اليسارين في انتفاضة الشعب المصري في يناير 1977 لتستمر المواجهات حتى عام 1981 حتى نهاية حكم السادات .
+ ماذا عن فترة ملاحقة آلاف اليسارين والقبض عليهم و لم يمضِ على تأسيس الحزب سوى شهرين مع اندلاع ” ثورة الجياع ” التي وصفها الرئيس السادات بـ”انتفاضة الحرامية”؟
++ كانت فترة تقييد على الحزب وحركته بترهيب الناس ومحاولة إقصائهم عن مشاركتهم في الحزب بملاحقة الألاف والقبض عليهم وإيداعهم في السجون بعد خروجهم في يناير 1977 بانتفاضة ضد غلاء الأسعار وضد قرارات التحول الاقتصادي التي يقودها الرئيس السادات في هذه الفترة، مما أدى إلى التناقص السريع في عضوية الحزب الذي بلغ عدد أعضائه أثناء التأسيس لحوالي 170 ألف عضو , و هو ما تفهمناه وقدرنا موقفه باعتبارهم مواطنون وطنيون كانوا يودون المشاركة في العمل السياسي دون إلحاقهم بأي مخاطر، وكان يعتقد “السادات” وأجهزته الأمنية أن الحزب تصفي بالحبس والقبض على قياداته في يناير 1977 ومن ثم في مارس ويونيو من نفس العام، في محاولة للقضاء عليه وتفكيك كيانه وهو ما كان كافيًا لتدمير الحزب لولا إيمان أعضائه بدوره وما يقدمه للمجتمع لذا كان عضو التجمع فى هذه الفترة بمثابة 100 عضو وفقًا لما أعلنه الزعيم خالد محيي الدين في أحد المؤتمرات حينما سؤل من أحد الوكالات الأنباء العالمية عن عدد الأعضاء، فقال “لا تسألني عن عددنا بل عن صلابة عضويتنا.. إحنا العضو عندنا ب 100 واحد ” .
كان بحق تخاض صدمات شديدة ضد الحزب في المقابل كانت مواقفنا ومعاركنا واضحة طمأنت أبناء شعبنا بأن هناك آخرون على استعداد لتقديم كافة التضحيات في مواجهة ما يحاول أن يفرضه الرئيس السادات من سياسات جديدة عن السياسات الوطنية القائمة .
+ كيف كانت ملابسات الإفراج عن المتهمين المقبوض عليهم خلال هذه الفترة ؟
++ كان القضاء عظيمًا، فمن خلال كتيبة ضخمة من المحامين تمكنا من إثبات أن هذه الاتهامات “ملفقة” ولا أساس لها من الصحة ولا توجد تنظيمات سرية أو اسلحة أو أي محاولات للتخريب، كما يدعى وإنما الإعلان عن موقفهم الرافض بشكل علني في مؤتمرات ومظاهرات بشأن بعض السياسات المتبعة، فكان يتم الإفراج على ذمة القضايا، وظلت “مفتوحة” هكذا لحين تولى الرئيس “مبارك” الحكم لتغلق ملفات القضايا تمامًا .
يشهد في قضية عام 1977 المتهم فيها كل رموز القوى الوطنية، وجود قاضي عظيم يُدعى المستشار منير حكيم صليب كان يراعي ضميره المهني كقاضى، حيث استماعه جيد للمتهمين بجانب قرأته لتقارير الأمن ليحكم بالحكم العادل والمنصف ليس فقط بإعلانه حكم بالبراءة وإنما إقراره في حيثيات حكمه إدانة السلطة باعتبارها المسئولة عن خروج هؤلاء في المظاهرات ولم يكن المشكلة فيمن يقفون خلف القضبان، فكان حكم تاريخي وعظيم من القضاء .
+ لعل الحزب كان في حالة حرب مع نظام الرئيس السادات ؟
++ العكس صحيح، فالرئيس السادات هو من كان في حالة حرب مع الحزب، فعبر مسيرتنا الحزبية لم نخض حرباً مع أحد إلا مع “الإخوان”.. بما يعنى أننا كحزب التجمع لم نبادر بخصومة مع “السادات” ولم نكن نود خوض ذلك الصدام معه لكنه أمر فرضه علينا. كما أننا لم نبادر بالخصومة مع “مبارك” ولكن كانت لنا مواقف واضحة ضد سياساته وبالتالي بادر بالخصومة معنا في المقابل بادرنا بالخصومة مع “محمد مرسي” ونظام الإخوان.
+ كيف كانت تحديات الزعيم خالد محيي الدين في تأسيس حزب التجمع برأيك ؟
++ انضمينا للحزب تحت قيادة الزعيم خالد محيي الدين مع وجود نخبة كبيرة من مثقفين مصر واساتذة جامعة بما يدعنا القول إنه كان لدينا تخمة في القيادات السياسية من جيل الأربعينيات والخمسينيات، كل منهم لديه تاريخ طويل وعريق، وهنا كان التحدى في محاولة اختراق السلطة الحزب واستقطاب بعضهم على الأقل أن لم يكن بجانب السلطة فتكون المصلحة في تذكية خلاف داخلي ولم تنجح محاولتهم وباءت بالفشل .
+ قضيت أكثر من نصف عمرك في حزب التجمع.. في رأيك ما أبرز المحطات التي تحتسب بمسيرته ؟
++ خاض الحزب معارك كثيرة طيلة مسيرته النضالية عبر 45 عامًا باعتباره جزء من الموقف الوطني العام التراثي والتاريخي، وبالتالي لم يسقط من حساباته ومحل اعتباره بأن مصر دولة تاريخيا محددة الشعب والأرض ونتيجة لإعلاء ذلك المفهوم دفعنا الثمن ولايزال ندفع ثمنه، ومن أبرز القضايا التي نادى من أجلها الحزب ودافع عنها هي قضايا العمال والفلاحين والفقراء أيضًا قضايا الاستقلال الوطني وقضايا الوحدة الوطنية إلى جانب تناوله ملف الدفاع عن الحقوق والحريات ومنها حقوق المرأة والأقباط وحقوق الطفل بما يعنى الحقوق العامة، إضافة إلى التصدي لسياسات الغلاء ورفع الأسعار ومساندة الفقراء والشرائح الكادحة من المجتمع ..
دائما ما نعتز بمعاركنا ولم نساوم بشأنها لكونها واجب وطني في المقام الأول وليست قضية حزبية، ولم يتوقف نضالنا في هذا الاتجاه حتى أثناء فترة اعتقالنا ودخولنا السجون لن يثنينا الأمر عن أهدافنا النبيلة دفاعاً عن مصالح شعبنا .
+ أين حزب التجمع من الحياة السياسية الآن.. و ما الذي يقدمه لخدمة قضيته داخل المجتمع؟
++ بطبيعة الحال لدينا خطوط حمراء تزعج الحكومات حيالنا كحزب التجمع، بما تضعنا في مرتبة الأقلية السياسية دون إتاحة الفرصة أمامنا للتعامل مع الحكومات بشكل أكبر، رغم أن قناعاتنا تراها أمور ملحة لم ولن تخضع لأي تنازلات..
أولها يتمثل في الأمن القومي المصري بما في ذلك حقوق الشعب الفلسطيني، والثاني في ضمان حقوق الأغلبية الشعبية ممثلة في الطبقة الوسطى طبقة العمال والفلاحين وحقوقهم في العمل والسكن والتعليم والصحة، إلى جانب الملكية العامة باعتبارها خط أحمر، حيث الاهتمام بتطوير المصانع الكبرى والمؤسسات الصناعية الاقتصادية الكبرى دون بيعها. كما حدث خلال فترات سابقة ولايزال يحدث حاليا بتصفية مصنع الحديد و الصلب، وهو ما نرفضه لكوننا بحاجة للتوسع وليس التقليل.
أما عن الخط الأحمر الثالث فيتمثل في الوحدة الوطنية بما يعني إقرار حقوق المواطن كاملة بصرف النظر عن ديانته إلى جانب حق المرأة في مساواتها بالرجل، وهنا نثنى على قرار الرئيس السيسي الأخير بشأن بدء عمل العنصر النسائي في مجلس الدولة والنيابة العامة اعتبارًا من أول اكتوبر المقبل خطوة ايجابية نحو تمكينها ودعمها ومساواتها بالرجل دون تمييز . أيضًا إقرار حقوق الطفل المصري من رعاية صحية وتعليم . فضلًا عن الوقوف وبحسم ضد أي محاولة لاستخدام الدين في العمل العام باعتباره الخط الأحمر الرابع الذي لن نسمح بالتراجع عنه، ومن هنا كانت خصومتنا مع جماعة الإرهاب الإخوانية والسلفية وصولا للحكومات نفسها حينما كانت تبادر بفتح ذلك الملف .
+ لأي مدى راض عن أداء الحزب عبر 45 عاما ؟
++ بالتأكيد أجده مشوار نضال حافل بمواقفه ومعاركه التي خاضها دفاعاً عن وطنه ومن ينتصر لأجله.. وبالتالي راضي عن أدائه بشكل كبير ونطور من أوضاعنا، فربما احتسابنا كحزب اليسار في مصر أمر يضعنا في منطقة محددة وتحكمنا ظروف تجعلنا مقيدين بعض الشىء بشكل لا تسمح لنا القيام بحملات إعلامية عن نشاط الحزب ودوره، لكن في ظل تلك التحديات نجد اتجاهنا وهدفنا واضح ومؤثر، فربما عددنا لم يكن كبيرا كحجم اعضاء فى الوقت الحالي بكونه يتراوح ما بين 55 ألف إلى 65 ألف يحتسب من بينهم القلب النشط والفعال ما يقرب من 10 إلى 21 ألف في “دولاب” العمل الحزبي اليومي، ورغم قلة العدد إلا أن العبرة بقوة التأثير وهو ما نقيس به معيار نجاحنا ووصولنا لشريحة كبيرة من المجتمع ترى في الحزب المصداقية والعدالة والشفافية .
+ بالفعل حزب التجمع يُعد الأب الشرعي تنظيمياً لحركة اليسار المصري.. لكن هناك صورة ذهنية عن الحركة اليسارية بشكل عام بكونها تنظيماً كثيراً وإنتاجية قليلة. . ما تعليقك ؟
++ التجمع ” يُعد الأب الكبير الحاضن للجميع”، أما فكرة قوة حركة اليسار أو ضعفه فهو أمر مرتبط بمدى اقتراب الجماهير منه ومن أفكاره , فلا مجال لتحرك اليسار من تلقاء نفسه دون طلب المساندة من أصحاب المشكلة ذاتها، وليكن على سبيل المثال حينما قررت السلطة والحكومة الحالية تصفية مصنع الحديد والصلب، أعلنا كحزب موقفنا الرافض لهذا الاتجاه على اعتبار أن هناك بدائل وحلول يمكن اتخاذها وبمجرد تحرك العمال واحتجاجهم اتخذنا موقف وقمنا بمساندتهم والوقوق بجانبهم .
من غير المنطقي أن ينوب اليسار عن صاحب المشكلة ومطالبته باتخاذ المبادرة والتحرك فالعكس صحيح، وهو ما حدث خلال فترة سابقة بوجود مشاكل خاصة بالمعاشات وثورة أصحاب المعاشات، فما كان من حزب التجمع إلا والتصدي للمشكلة وتأسيس اتحاد أصحاب المعاشات الذي تخطى حجم عضويته حاليًا أكثر من 500 ألف بانحاء الجمهورية، و من ثم في القضايا الجماهيرية الناس بتجد حزب التجمع هو السند .
قوتنا منسوبة لدرجة الوعي لدى الجماهير، فكلما ازداد وعى المواطنين بمشاكلهم وقضاياهم كلما توجهوا لمن يستشعروا فيه الصدق لطلب المساندة، وبالتالي فالاتهام لم يكن في محله لكونه متعلق بالثقافة والمناخ السائد باعتباره غير مشجع للمواطنين على اتخاذ مبادرات للمطالبة بحقوقهم , فلابد من التغيير والمطالبة بالحقوق وتقوية المجتمع المدني وإتاحة المجال لوجود إعلام حر ثم نتحدث عن اليسار في حالة قوة أم ضعف .
+ ألا تراه اختزالًا مخلًا وفي غير محله؟
++ لا ننكر أن اليسار ضعيف ولكن من في المقابل يُعد قويًا على الساحة، لا أحد وجميعنا نعلم أن دور ” الليبرال ” متقلص ولم يقم بدوره كما يجب وهنا لا أعنى رجال المال والأعمال و إنما أين المفكرين وقادة الرأي ؟ للدفاع عن القيم الليبرالية ومدنية الدولة والعلمانية بما يعني فصل الدين عن الدولة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية وإقرار المساواة بين الرجل والمرأة وأيضًا حقوق الطفل بصرف النظر عن ديانته ولونه .
البعض يرى وجودهم داخل الأحزاب الليبرالية، ولكن ما مدى القوة في ذلك، فربما فى لحظة ما يختفي الحزب، كما احدث خلال فترات سابقة ومنها اختفاء الحزب الوطني. أيضًا الحال مع حزب المصريين الأحرار بعد مشاركته في مجلس النواب عام 2015 ب 64 نائب تجده يغيب عن المشهد بعدم تمثيله بأي عضو داخل المجلس الحالي في المقابل حزب مستقبل وطن نجده ممثل بعدد نواب ليس بقليل في البرلمان الماضي ليشارك بأكثر من نصف عدد النواب في المجلس الحالي.
و السؤال هل كل من يشارك يعتبروا “ليبرالين” بالتأكيد ” لا ” والسبب هو أننا في مصر نعرف نوع واحد لليبرالية، و هي ” الليبرالية الاقتصادية ” .. وبالتالي لا مجال للحديث عن أن اليسار ضغيف بكون المجتمع السياسي والحياة السياسية بشكل عام ضعيفة بضعف المجتمع المدني وغياب الدولة المدنية نفسها.. صحيح بيحكمنا الرئيس السيسي وحكومة وبرلمان ومجلس شيوخ منتخبين لكن الثقافة السائدة لا تنم عن ثقافة دولة مدنية .
+ يحسب لك تحقيق إنجاز عظيم في تحييد معظم تيارات اليسار داخل الحزب التي تريد مقاطعة العملية السياسية لحين تطبيق مصر معايير سويسرا والسويد.. كيف حققت ذلك ؟
++ قناعاتنا تؤمن بأنه لم يكن هناك مجتمع مشابه للآخر بما يصعب نقل تجربة من دولة لأخرى فلكل دولة ظروفها وتحدياتها، ومعيارنا الذي نحتكم إليه بسيط، يتلخص في أن على كل القوى المستنيرة في مصر وليس كتيار يسار فقط المناضلة معا من أجل مدنية الدولة المصرية ومراجعة كافة القوانين لتصحيحها بحيث لا تتعارض مع متطلبات الانتقال للدولة المدنية، وأن يصبح كل ما هو دين داخل الكنيسة.
+ بشكل عام كيف ترى تيار اليسار في مصر ؟
++ طالما هناك محاولات لتخريب النسيج الوطني، فالتيار اليساري موجود وقوي، وقوة التيار اليساري أمر مرهونة بالمواطنين أنفسهم، فأصحاب المشكلات عليهم المبادرة باتخاذ موقف، ومن ثم يتم مساندتهم.
+ البعض يرى أن موت اليسار المصري سيكون فاجعة تكتب فيها المرثيات لسنوات طويلة.. ما تعليقك؟
++ لن يُكتب الموت لتيار اليسار في مصر لكونه احتياج وطني، فإنه ليس حزبًا يمكن أن يختفي أو ينسحب من المشهد السياسي، وبالتالي سيظل باقيًا؛ لأنه مرتبط بفكرة إنسانية واحتياج إنساني وليس بأشخاص. فالتيار اليساري أسلوب حياة وليس فكرة واحدة.
كما أن اليسار متواجد في فينلندا والسويد والصومال و أمريكا، وكل يسار داخل أي دول له رؤية حسب واقعه، وحتى إن تم إلغاء الأحزاب اليسارية من العالم بأكمله – مثلما حدث في بعض الدول، فهذا لا يعني أن الاحتياج للقيم الإنسانية سيختفي، فالقيم الإنسانية (من وجهة نظري) تعني الإصلاح.
+ نعاني حاليًا من قلة عدد اليساريين.. كيف ترى ذلك ولماذا ؟
++ مسألة العدد لا تهمنا بقدر ما يعنينا قوة التأثير، فما جدوى الرقم في حد ذاته إذا كان عددنا 60 ألف أو 3 ملايين دون ما يمارس أي دور، فالمهم ما نقدمه من خلال تواجدنا في المشهد مع متضرري أي مشكلة لمساندتهم والمطالبة بحقوقهم، وبالتالي أُفضل أن يكون عددنا 10 آلاف وسط أُناس مقتنعة بوجهة نظرنا ورؤيتنا وتدرك ما هي حقوقها للدفاع عنها والمطالبة بها عن أن نكون مجرد رقم بلا هدف. القوة لم تكن في العدد وإنما في التأثير .
+ البعض يرى أنه لا يمكن لدولة نامية كبيرة التعداد أن تكون يمينية بالكلية.. وإنما تحتاج إلى يسار عاقل يقوم بدور دفة السفينة. . تعليقك ؟
++ أي دولة في مرحلة صعود “نامية” تحتاج إلى قوانين تقرر قواعد المساوة، إلى جانب مشروع اقتصادي ينهض بالدولة، بما يوفر الخدمات الأساسية للمواطنين بصرف النظر عن من يتولى المهمة إن كان يسارًا أو يمينًا، وفي اعتقادي كل ما يقدم في خدمة الشعب ولصالح المواطنين، اليسار سيكون مرحباً به ولم يقف ضده .
+ لأي مدى حزب التجمع قادر على تحقيق التوازن بتواجد اليسار عبر الواقعية السياسية التي يتبناها ؟
++ حزب التجمع يكفل الحريات للجميع بما يتيح الفرصة لتواجد كافة التيارات، على أن تكون الحريات في سياقها وليس في المطلق. فهو يكفل توعية المواطنين بحقوقهم، وطرق المطالبة بها بطرق شرعية ورسمية
كما أن الحزب يرى أن من حق الخصوم السياسين التواجد باستثناء الجماعات الإرهابية أو التكفيرية، و هذا الاستثناء يؤخذ علينا.
+ اختفت حركات وأحزاب وقوى سياسية.. وفي المقابل استمر حزب التجمع كبيت لليسار ومدرسة للاشتراكية.. ما السبب؟
++ السبب في نشأة الحزب ذاته بكونه لم يكن حزبًا أيديولوجيا أو متبنى الماركسية أو الناصرية أو الإسلام المستنير بقدر ما هو حزب برنامج بما يعني أنه لم يستند لأي أيديولوجية غير المفاهيم الوطنية العامة، إضافة إلى ما قدمه “التجمع” من مواقف عامة وطنية ثابتة منذ لحظة تأسيسه وحتى يومنا هذا بجسارة وبقوة وبجرأة، وهذا سبب استمرار وقوة حزب التجمع وتواجده وسط الناس .
+ لأي مدى يأخذ التيار اليساري مساحته في المناخ السياسي الحالي؟
++ الدولة لا زالت تواجه مخاطر خارجية وداخلية تستهدف الدولة نفسها وسلامتها، سواء من قبل فلول جماعة الإخوان الإرهابية (كثورة مضادة)، والداعمين لها، ومن هنا نحن نقبل القيود القانونية المفروضة على الحريات جزئيًا.
+ تعاقبت الأنظمة والحكومات.. في رأيك أي فترة كانت الأصعب على الحزب.. وكيف تغلب عليها ؟
++ فترة الرئيس السادات والست سنوات الأولى من حكم الرئيس مبارك كانت أصعبها.. و يشهد لنا كحزب على مدار تاريخه بأنه لم يعطِ ثقته وبالتالي تصويته لأي رئيس جمهورية على الإطلاق، وكان دائما التصويت بـ “لا” باستثناء ولأول مرة ليس فقط من باب مساندة رئيس جمهورية، وإنما ترشيحه بالأساس، قبل أن يفكر في الترشح، هو الرئيس السيسي.. لما استشعرناه من مصداقية في شخصه، كان بالنسبة لنا كحزب رجل “اختير” , رمز للإرادة المصرية في مواجهة الصعاب التي تواجه شعب مصر ولا ننسى موقفه في 30 يونيو و إنقاذه للوطن .
نرى أن الفترات الصعبة مضت، وما نود توضيحه أننا في توافق كامل مع شخص الرئيس، فله منا كل الاحترام والتقدير باعتباره رئيس الجمهورية، لكننا لسنا في توافق مع حكومته، وبالتالي نفرق جيدا بين مساندتنا للرئيس التي يجب على أساسها هذه المساندة وتقوية الموقف على مساندة الرئيس من خلال التصدي لسياسات الحكومة التي من شأنها تضعف الالتفاف الشعبي حول الرئيس. ومن ثم نتجه للتصدي لقرارات وقوانين الحكومة إذا ما حادت عن طريقها .
+ ماذا عن فترة حكم الرئيس مبارك وموقفه من حزب التجمع وموقف الحزب منه ؟
++ من الناحية السياسية دائما ما كنا ندعو للتصويت ضد الرئيس ” مبارك ” لأسباب لا تتعلق بشخصه وإنما لسياساته الاقتصادية والاجتماعية التي تنفذ من قبل حكوماته بكونها معادية لمصالح الشعب المصري، وما يشهد له كرئيس أنه لم يكن عدوانيًا تجاه الحزب بل كان يحترم كيانه ومؤسسه خالد محيى الدين في المقابل كان “التجمع” يبادله الاحترام ويتعامل معه بكل تقدير كشخص رئيس الجمهورية لكن هذا لا يمنع الاختلاف معه ومع حكوماته في بعض المواقف.
وكثيرًا ما كنا نحذر من مشهد 25 يناير قبل حدوثه وننصح بتعديل المسار ، فكنا نستشعر الخطر، حيث التضيق على الحريات وترك الانتخابات لآلية التزوير الفجة عبر سنوات وليس فقط في انتخابات عام 2010 .
الأمر الثاني , تكونت في عهد “مبارك ” جماعات مصالح كانت تعمل في الفساد وليس “البيزنس” وأغلبهم رجال أعمال وكانوا متحالفين مع جماعة الإخوان وخاضوا سوياً الانتخابات في عام 2000 و 2005 , وعليه كنا نرى في “مبارك ” رئيس جمهورية له كل التقدير والاحترام لكنه لا يحكم ليس فقط خلال الـ 10 سنوات الأخيرة و إنما من أواخر الثمانينات و إتاحة الحكم للتحالف ما بين الإخوان وجماعات الفساد ومنهم رجال الحزب الوطني، فكانت النتيجة طبيعية الوصول لثورة 25 يناير.
+ دعا ” التجمع ” أعضاءه إلى التصويت ب “لا” مع أول استفتاء على الرئيس “مبارك ” لكون سياساته هي استمرار لسياسة ” السادات” ؟
++ بالفعل بعدما أعلن ” مبارك ” صراحة وقت حلف اليمين بأنه استمرار لسياسات الرئيس “السادات” ، أعلنا موقفنا بشكل واضح وقياداتنا بأجمعها كانت في السجون بما فيهم شخصي وحينما سوئلنا من أعضاء الحزب قلنا ” لا ” فلن نساوم على حريتنا بالوطن، وكان ذلك بعد شهرين من اغتيال ” السادات ” في أكتوبر 1981 حيث تم إيداعنا في المعتقل وقت اغتيال الرئيس مع القبض على الإخوان والجماعات الإرهابية لحين ما تم الإفراج عنا والاعتذار لنا ..
ومنذ هذه اللحظة وموقفنا ثابت بالتصويت بـ”لا” مع كل استفتاء في ظل تدهور الوضع من غلق قصور ثقافة ومراكز شباب مع نفاذ الإخوان في كل مكان دون أي مقاومة، بل بالعكس التحالف معهم ليصبح بعض من رموزهم رجال اقتصاد ومنهم من يدافع عن منظومة توظيف الأموال في أوائل الثمانينات، وغيرها من الانتهاكات الكفيلة لكي تدفعنا بأن نتخذ موقف المعارض ضد النظام والحكومة لاعتبار ما يحدث بمثابة عملية تخريبية كاملة إلى أن تبين بعد سقوط حكمه بأنه لم يكن لديه إرادة وطنية للتعامل مع قضايا شعبه، والدليل كل ما ينفذ حاليا من مشروعات هي دراسات موجودة في عهده، فقط ما يجرى على أرض الواقع هو وجود إرادة سياسية للتنفيذ.
+ كيف كان حال الحزب خلال فترة تولي الإخوان الحكم ؟
++ أثناء ثورة 25 يناير تنبهت قيادة حزب التجمع ، إلى أن الهدف النبيل المتمثل في إسقاط ديكتاتورية الرئيس “مبارك” لا يعني أبدا تسليم البلد عبر برلمان وحكم إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تسعى طيلة 30 عام لاقتناص تلك الفرصة.. والتاريخ يشهد لموقف التجمع الواضح حال وصول الإخوان للحكم وتهديد كيان الدولة المصرية بخروجه في مظاهرات للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان ورفع شعار “يسقط يسقط حكم المرشد ” إنقاذا للوطن، ومن قبلها رفضه أى تحالفات معهم رغم كم العروض المقدمه ومنها محاولتهم لجرنا للمشاركة معهم في البرلمان بقولهم ” برلمان من غير تجمع ماينفعش ” وقتها كان ردنا ” ودولة ببرلمان إخوان ماتنفعش .. إحنا ضدكم كإخوان وسلفيين ومش هنكون في تحالف معكم “.. وبالفعل كونا تحالف مع حزبي المصريين الأحرار و الديمقراطى الاجتماعي سمى ” الكتلة المصرية “، و كان من ضمن القائمة 4 أسماء لحزب التجمع فوقتها لم يشغلنا العدد داخل البرلمان بقدر ما كان يشغلنا هو إعطاء انطباع بأن التيار الإخواني والسلفي لم ينفردا بالمشهد لطمأنة شعبنا، فكانت مهمتنا سياسية فى هذه الفترة أكثر .
كما يحسب لحزب التجمع، رفضه مشاركتهم في كتابة دستور مصر ، ولا ننسى إعلان صراحة من البداية و بدون “مراوغات” التصويت للفريق شفيق في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية لإسقاط “مرسي” لا لشىء إلا أنه لا يستدعي الخالق في خلاف سياسي، ومن ثم يمكننا الخلاف معه على عكس “مرسي” فهو مفوض من ربه من وجهة نظره، فكانت المسألة معلنة ولن تخضع لأي مساومات ودائما ما كنا لا نتوقف داخل المحافظات لحشد الناس في مواجهة الإخوان لكونهم “واخدين الشعب المصري بأكمله للدم” وكان للحزب موقف مشرف بمساندة حركة ” تمرد ” للوصول لمشهد 30 يونيو.
+ ما دور ” التجمع ” في مساندة حركة “تمرد”؟
++ كنا نستعد لمشهد 30 يوينو لإسقاط ” مرسى”، وكثيرين يقولوا لنا ” أنتم مستعجلين ليه، الراجل لسه محكمش ” كان موقفنا ” إحنا مش هنستنى عليه يوم واحد، لأن وضع الحزب كان غير مريح تحت حكم الإخوان، ووسط تجهيزاتنا توجهت لنا مجموعة شباب يطلبون المساعدة في طباعة استمارة حركة “تمرد” في مطبعة حزب التجمع، وبالفعل ساندنا الحركة وتم طباعة كافة الاستمارات في مطبعة خاصة خارج الحزب، نظرًا لأن مطبعة التجمع لا يمكنها طباعة أكثر من 5 آلاف نسخة وكنا في احتياج لبديل بقدرة أعلى لطباعة كميات أكبر توزع على نطاق الجمهورية بأكملها.. وبالفعل كانت ترحل الكميات المطبوعة فى لفائف وسط مجموعة كتب عبر شحن برى وتوزع على المقرات التابعة للحزب داخل المحافظات.. وبالتأكيد سعداء بمشاركتنا ووصولنا لمشهد 30 يونيو وانتصار الشعب المصري في ثورت العظيمة بانحياز الجيش والشرطة للشعب.
+ كيف ترى نضال المفكر الراحل الكبير الدكتور رفعت السعيد.. وحفاظه على حياة ووجود حزب التجمع خلال فترة عصيبة؟
++ بالطبع قدم الدكتور رفعت السعيد الكثير لحزب التجمع باعتباره مفكر ومدافع شرس عن قضايا الأقباط في مصر والمرأة، ومن ثم المطالبة بحقوقهم.. أيضًا كان يعد كادر تنظيمي متميز للغاية، فكان بإمكانه إحداث توافق حول أي قضايا محل خلاف ومن ثم الخروج باتفاق، فضلًا عن كونه محل تقدير واحترام من كافة أعضاء الحزب.
كان نموذجا للسياسي البارع الذي حارب من أجل حقوق البسطاء، عاش يخدم مصر ويخدم الفلاحين والكادحين، وهو أول من أشار لخطورة التيار الإسلامي، وأول من أطلق عليهم المتأسلمين وواجههم بالقلم .
كما كان رجلًا وطنيًا مخلصًا، لا يعرف إلا مصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية والحزبية، وكانت له معارك بارزة وسيظل رمز من رموز اليسار الباقية حتى وإن رحل عن عالمنا.
+ قلت إن التجمع ولد عملاقًا بحجم ونوع عضويته.. لأي مدى تحققت تلك الأهداف على أرض الواقع ؟
++ بالطبع بعد ثورة 30 يونيو كانت هناك خطة وإنجاز كبير على وحدة الشعب وسلامة حدودنا تحققت بنسبة 100% والفضل للرئيس السيسي بكونه قاد الوطن في اتجاه هذا الهدف، فاشتبك فورًا مع ملف ليبيا باعتبارها منطقة توتر على حدودنا وتمركز لجماعات إرهابية.
كما حدد موقفنا من نظام البشير الإخواني، أيضًا حاصر كافة محاولات قطر وتركيا فى دعم المنظمات الإرهابية داخل مصر وخارجها إلى جانب التعامل مع بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها صديق في أشياء وخصم في أشياء أخرى، إضافة إلى تقوية الجيش أخذ ” الثأر “ في شهدائنا الذين اغتالتهم يد الإرهاب في ليبيا وسيناء.. بما استعاد هيبة الدولة المصرية وعزز من قدرة الشعب والجيش في حماية الحدود وصيانة الوحدة الوطنية المصرية بكونه أول رئيس مصري يدخل الكاتدرائية عن قناعة بأنه رئيس لكل المصريين .
كما نعتز كثيرا بما تم إنجازه خلال السنوات الأخيرة من استعادة دور مصر الإقليمي ليصبح وزن مصر الدولي واضحًا.
+ كيف ترى تجربتك كواحد ممن عاصروا التأسيس وصولاً لرئيس حزب التجمع ؟
++ تكويني بأكمله داخل حزب التجمع.. تكويني الفكري والسياسي والمعنوي وعلاقاتي الاجتماعية، فكان حلمي منذ أن كنت طالبًا جامعيًا وعضو في اتحاد الشباب بالانضمام لكيان سياسي يخوض معارك لإقرار العدالة والتنمية في الشارع المصري، وتحقق ذلك من خلال طرقي باب حزب التجمع، والحقيقة ” التجمع ” أعطانى وأعطى كل أعضاء الحزب الكثير بتدريبنا ثقافيًا وفكريًا وتنظيميًا .. وأفتخر بأن الحزب تاريخه مشرف عبر مسيرة نضال عمرها 45 سنة وأنه حزب جماهيري ومفتوح من الإسكندرية لأسوان، وبالتالي سعيد بتجربتى للغاية .
+ كيف ترى موقف الدولة في تعاملها مع فيروس ” كورونا ” ؟
++ في رأيى فيروس ” كورونا ” واحدة من المخاطر التي حلت على الأمن القومي المصري في توقيت كانت الدولة المصرية لاتزال “بعافية ” و غير مستعدة بإمكانياتها، لكنها في المقابل تعاملت معها ببراعة وبقوة وبثبات دون ارتباك لاجتياز الأزمة باعتبارها قضية قومية محل اهتمام الحكومة اليومي، ويشهد للحكومة التعامل مع ” كورونا ” من الجانب الاجتماعي ومحاولة تدارك وتخفيف آثارها الاجتماعية بجانب تحملها ملايين الجنيهات لدعم العمالة غير المنتظمة .
+ ماذا عن مناصرة الحزب للقضية الفلسطينية، وما رؤيتك بشأن مبادرة الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة ؟
++ يشهد للرئيس السيسي خوضه ذلك الملف بجرأة وبدون تردد أو تخوف لما نعتبره أن القضية الفلسطينية بمثابة قضية أمن قومي مصري، وسد الخطر الذي يحل على مصر من ناحية الشرق، ومن ثم فمساندة الشعب الفلسطيني هو حماية للشعب المصري.. فجاءت مبادرته بإعادة إعمار غزة ب 500 مليون دولار ” ضربة معلم ” حينما أمسك بزمام المبادرة وحول ال 10 أيام العظام للانتفاضة الفلسطينية الأخيرة إلى انتصار عظيم لصالح الشعب الفلسطيني، ممثلًا في استثمار عودة القضية الفلسطينية لصدارة المشهد الإعلامي العالمي و الإضراب الناجح الذي دعا إليه الفلسطينيين بما شمل أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة وأراضي 48 في الضفة و غزة، ومن ثم استثماره في جهود مصالحة بتتم هنا في القاهرة حاليًا . ولعل دخول المعدات المصرية حاليًا في غزة يعد استعادة قوية لدور مصر الإقليمي و القومي بما يتلائم مع وزنها الدولي.