تمت الأربعاء الماضي عملية إزالة الخيمة التي تنصب أمام مدخل دير السلطان بالقدس، والتي فاجأ الرهبان الاحباش الجميع هذا العام بتغطيتها بالكامل بالعلم الإثيوبي، في احتكاك ومحاولة جديدة لطمث الهوية القبطية للدير المصري واحتلاله في تدخل غير حاسم للشرطة الإسرائيلية، التي يوجد لديها أحكام قضائية واجبة النفاذ بتسليم الدير لمالكة الحقيقي والاصلي وهي بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس لكن دون جدوي، يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا انطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى أن موضوع الخيمة في حد ذاته ليس جديد وهي منحة قديمة وافق أحد المطارنة الأقباط سابقا في السماح بها في القرن ال 17 تقريبا للكنيسة الحبشية، بعدما فقدوا املاكهم في كنيسة القيامة وكان الأقرب لهم الكنيسة القبطية ودير السلطان الذي يعتبر أحد مداخل كنيسة القيامة وأخذوا في زيادة أعدادهم للسيطرة علي الدير، وكانت تنصب الخيمة – بدون وضع إعلام- من يوم أربعاء النسخة المقدسة وحتي الأربعاء التالي لعيد القيامة لإقامة الصلوات والتسابيح، ويضيف مطران القدس: انه أثناء انشغال الآباء الأقباط بصلوات واحتفالات عيد القيامة المجيد عام 1970 قام الرهبان الاحباش بمساعدة السلطات الإسرائيلية بتغيير مفاتيح الدير والسيطرة عليه، وبعدها في مارس 1971 قضت المحكمة الإسرائيلية العليا بإعادة تسليم المفاتيح للرهبان الأقباط ولم ينفذ هذا الحكم الي الان.
ويشير نيافته الي أنه رغم احتلالهم للدير نفسه حافظوا علي استمرار الخيمة والجديد هذا العام هو وضع العلم الإثيوبي عليها، بما يعد تطورا خطيرا ومستفزا وبما يخالف قانون “الاستاتيسكو” المنظم بين الطوائف، وخطورة هذا الأمر ايضا انه يؤدي إلى إعلان أن الدير ملكية اثيوبيه بما يخالف للحقيقة، وأكد الأنبا انطونيوس علي أن الشرطة الإسرائيلية تعترف أن هذا مخالف للقانون ولكن لم تتمكن من حل المشكلة حتي إزالة الخيمة في موعدها ، وقدم نيافته الشكر للقيادة السياسية المصرية للاهتمام والسعي إلى حل الأزمة من خلال الخارجية المصري ذاكرا المجهود الكبير الذي بذله و يبذله السادة السفير والقنصل وكل أعضاء السفارة المصرية في القدس بالتواصل المستمر مع وزارة الأديان والشرطة والسلطات الإسرائيلية وثمن لهما حضورهما جانب من القداس الإلهي واحتفالية العيد بكنيسة القيامة كدعم كبير وله أثره الكبير سواء في قلوبنا أو لدي الأطراف الأخرى.
ويتوقع مطران القدس أن لاتنتهي هذه الاحتكاكات والخطط المستمرة من جانب الاحباش للسيطرة الكاملة علي الدير المصري مشددا انا سنقف مجددا ضد ذلك كما وقفنا مؤخرا بكل قوة ولكن دون تجاوز أو عدوانية لأننا دائما نتعامل من واقع قديم أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الأم والاساس ويجب أن تحافظ على هيبتها وروحانياتها حتي في أحلك المواقف.
من جهة أخري تقدم النائب والزميل الصحفي عماد خليل بطلب للسيد رئيس مجلس النواب للادلاء ببيان عاجل الي وزير الخارجية بشأن المضايقات الصادرة من الرهبان الإثيوبيين للرهبان الأقباط المصريين في القدس ورفع العلم الاثيوبي علي دير السلطان المملوك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة وسط تواطؤ وانحياز الشرطة الإسرائيلية، وزيل النائب طلبه لرئيس مجلس النواب بالمطالبة بمسائلة الخارجية المصرية عن تلك الاستفزازات الإثيوبية المدعومة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وما هي جهود الخارجية لعودة دير السلطان للكنيسة القبطية.
كما تقدم النائب عمرو درويش بطلب مشابه علي يناقش الطلبين في الجلسة العامة المزمع إقامتها اليوم الأحد.
كما انتقد النائب عمرو عزت عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الممارسات الإثيوبية داخل دير السلطان علي مرأى ومسمع من السلطات الإسرائيلية، رغم ان الوثائق تؤكد أحقية الكنيسة المصرية في الدير مطالبا السلطات المصرية سرعة التدخل للحفاظ على الحقوق التاريخية للكنيسة المصرية في الدير.