يستعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هذا الأسبوع للاعتراف بالمذابح الأرمنية كـ ” إبادة جماعية “، وهي المذابح التي قامت بها الإمبراطورية العثمانية والتي راح ضحيتها مايقرب من مليون ونص ومليوني أرميني. بحسب وكالة الأنباء الأمريكية، سي إن إن.
تلك الخطوة قد تحدث إنقسام تركيا، غير أن ” بايدن ” يفي بتعهد حملته الإنتخابية في هذا الأمر.
ووفقًا للوكالة، فإن شخصان مطلعان على القرار قالا إنه من المتوقع أن يصدر الرئيس الإعلان كجزء من بيان رسمي في يوم الذكرى، الذي يصادف يوم السبت القادم. وأشار كلاهما إنه من الممكن أن يغير رأيه قبل ذلك، ويصدر بيانًا يعترف فيه فقط بالحدث دون وصفه بأنه إبادة جماعية.
وبحسب شخص ثالث، فقد أرسل المسؤولون الأمريكيون إشارات إلى حلفاء خارج الإدارة كانوا يضغطون من أجل إعلان رسمي بأن الرئيس سيعترف بالإبادة الجماعية.
غالبًا ما تقدم الحكومة التركية الشكاوى عندما تقوم الحكومات الأجنبية بوصف الأحداث التي بدأت عام 1915 ضد الأرمن أنها إبادة جماعية.
وتقول تركيا أن في تلك الفترة كانت الدولة العثمانية تخوض حربًا وكان هناك قتلى من الجانبين .. وقدرت حكومة تركيا القتلى الأرمن بـ 300 ألف شخص.
وقد تجنب الرئيسان باراك أوباما ودونالد ترامب استخدام كلمة إبادة جماعية لتجنب إغضاب أنقرة.. لكن بايدن قرر أن العلاقات مع تركيا ورئيسها، رجب طيب أردوغان – والتي تدهورت على مدار السنوات العديدة الماضية على أي حال – يجب ألا تمنع استخدام مصطلح من شأنه أن يبرهن على محنة الأرمن منذ أكثر من قرن مضى.
ورفض البيت الأبيض التعليق على القرار عندما سئل الأربعاء.. وقال السكرتير الصحفي جين بساكي إن الإدارة ” سيكون لديها المزيد لتقوله عن يوم الذكرى يوم السبت.
وأوضحت سي إن إن، أنّ الولايات المتحدة ورؤساءها تجنبوا باستمرار استخدام مصطلح ” الإبادة الجماعية ” لوصف الأعمال الوحشية .. لكن بايدن خلال حملة ترشحه، قال إنه إذا تم انتخابه، سيتعهد بدعم قرار يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن .
وسيضع حقوق الإنسان العالمية على رأس أولويات إدارته .. لكنه لم يوف بتعهداته مماثلة لذلك.
وعندما كان أوباما في مرشح رئاسي أعلن في بيان مطوّل التزامًا مبدئيًا بإحياء ذكرى الإبادة الجماعية وإنهائها .. لكن مثل الرؤساء من قبله، تدخلت حقائق الدبلوماسية بمجرد توليه منصبه، وتجنب استخدام ” الإبادة الجماعية ” عند إحياء ذكرى حدث أبريل .. مع وضع تركيا كشريك رئيسي في الحرب ضد إرهابيي داعش.
في عام 2019 ، أصدر مجلس الشيوخ قرارًا يعترف رسميًا بالقتل الجماعي للأرمن من عام 1915 إلى عام 1923 على أنه إبادة جماعية .. وقبل إقراره، طلبت إدارة ترامب من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين منع طلب الموافقة بالإجماع عدة مرات على أساس أنه قد يقوض المفاوضات مع تركيا. حاول ترامب إقامة صداقة مع أردوغان حتى مع توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة بسبب شراء تركيا لنظام دفاع جوي روسي الصنع وانتهاكات حقوق الإنسان المزعومة من قبل القوات المدعومة من تركيا في سوريا.
وفي المقابل، والحديث مازال لسي إن إن، لم يتحدث بايدن إلى أردوغان منذ توليه منصبه، على الرغم من أنه من المتوقع أن يشارك الزعيم التركي في قمة المناخ التي تضم 40 من قادة العالم والتي يعقدها بايدن يومي الخميس والجمعة.