في إطار اهتمام قداسة البابا تواضروس الثاني بالشباب، أصدر قداسته قرارًا بابويًا بتشكيل لجنة التاريخ القبطي بالكنيسة، وذلك بهدف تعريف الشباب أكثر بتاريخهم الذي يعد هو جزء من تاريخهم الوطني .
وتعود لجنة التاريخ القبطي إلى عام ١٩١٧ حيث أول تشكيل لها حينما اقترحتها جمعية الإخلاص القبطية وتبنتها المدرسة الإكليريكية وقتذاك بقيادة الأرشيدياكون حبيب جرجس وعدد من الأعضاء بهدف تربية أبناء الكنيسة تربية قومية صالحة.
وبعد مرور حوالي مائة عام أو أكثر على تشكيل هذه اللجنة، رأى قداسة البابا تواضروس الثاني أن إعادة تشكيل اللجنة إنما هو إعادة التأكيد على تاريخ الأقباط في مصر لما له من ثراء من نواحي عدة.
وفي ذلك قال نيافة الأنبا إبرآم مطران الفيوم وعضو لجنة التاريخ القبطي من المطارنة، إننا نشكر قداسة البابا الذي بادر بتشكيل هذه اللجنة الهامة، وهناك شخصيات قبطية سبقتنا كان لها قيمتها الكنسية تعبوا من أجل الحفاظ على الكثير من التاريخ القبطي، وعلينا أن نستكمل المسيرة، منها تاريخ شهدائنا وقديسينا و تاريخ البطاركة حتى تكون قدوة للشباب وذلك بطريقة حديثة .
وأضاف أن أول لقاء سيكون برئاسة قداسة البابا، وسنعرف خطة قداسته في عمل اللجنة لفائدة الشباب و الأجيال الحالية والقادمة.
هذا وقدم الدكتور رامي عطا عضو لجنة التاريخ القبطي، الشكر إلى قداسة البابا على إعادة إحياء اللجنة، مشيرًا إلى أنها لجنة هامة فتعلمنا أن التاريخ هو ذاكرة الماضي والحاضر والتاريخ القبطي جزء من التاريخ الوطني.
ورأى “عطا”، أن اللجنة يمكن أن تعمل من خلال مشروعات بحثية تعمل عليها اللجنة، مثل مراجعة كتاب السنكسار لأنه جامع لتاريخ القديسين وبطريقة بحثية سليمة، وكتابة تاريخ البطاركة وعلاقة التاريخ بالوطن، وأن يكون هناك مسابقة في مادة التاريخ القبطي للشباب، وإدراج حياة القبطية سيكون لها دور كبير في دعم الهوية القبطية والتي هي جزء من الهوية المصرية.
أما مدحت حلمي تادرس عضو لجنة التاريخ القبطي، فقال إنه من المقترحات التي سيتم تقديمها، عمل مجلة سنوية أو نصف سنوية يساهم فيها أعضاء اللجنة بأبحاثهم وآرائهم فيما يخص التاريخ القبطي يكون لها فريق عمل متخصص، ويتم مراجعتها تاريخيًا.
ومن الرؤى أيضًا، البحث عن سير القديسين المجهولة والمخطوطات التي توضح المزيد عن تاريخ الأقباط، وأن يتم توثيق هذه المخطوطات، فهناك سير قديسين مجهولة ودورنا كلجنة إخراجها للنور، وأتوقع أن يكون أول لقاء لنا بعد عيد القيامة.
وأعربت الدكتورة نجلاء حمدي، عضو لجنة التاريخ القبطي عن الرغبة في العمل على إطلاق التاريخ القبطي على المراحل التعليمية المختلفة، وأن تكون تحت إشراف اللجنة وأن تصل هذه الرؤية للوزارة خاصة ونحن نعيش حالة انفتاح فكري من قيادات ومسئولين بالوزارات المختلفة، وكذلك مراجعة مناهج التربية الكنسية وطريقة تدريسها.
وقالت، نحتاج عمل لقاءات بخدام التربية الكنسية وطريقة توصيل المعلومة التاريخية بشكل يكون جذاب للأطفال، كذلك خلق وعي شامل للأقباط عن طريق وسائل الإعلام وخاصة المسيحية، كذلك مهم عمل لقاءات ومؤتمرات وندوات تسعى لترسيخ الهوية المصرية والقبطية، بالإضافة إلى تكوين فريق بحث علمي تعمل على دراسة تحليلية ونقدية للتاريخ القبطي، وأيضًا نريد أن نعمل على ترجمة كتب ومقالات تخص تاريخ الأقباط فالدراسات القبطية في الخارج متطورة أكثر من مصر، فلابد أن نعرف الأدوات التي يستخدمونها لدراسة التاريخ القبطي ونبدأ نترجم ذلك وهذه من أهم الوسائل وفكرة أن نقوم بعمل إصدار كتب علمية تصدر عن لجنة التاريخ القبطي.
وهناك حقب تاريخية لم يتحدث عنها أحد ولابد أن نستمر في عملية توثيق التاريخ لأن الأقباط هم المنوطين بهذا فتاريخ الكنيسة من تاريخ الوطن ككل.
من جهته أعرب الباحث شريف رمزي عضو لجنة التَّاريخ القبطي عن امتنانه لقداسة البابا تواضروس الثَّاني، وآشاد بالاهتمام الملحوظ الذي يوليه قداسته للشباب. وقال رمزي: إن اهتمام قداسة البابا بالعنصر الشبابي في اللجنة يعكس انفتاح قداسته على الشباب واهتمامه بضخ دماء جديدة في منظومة العمل الكنسي جنبا إلى جنب مع جيل الحكماء بما لهم من خبرات وإسهامات في شتى المجالات، وذلك بلا شكٍّ يُسهِم في توطيد علاقة الشباب بالكنيسة والاستفادة من طاقاتهم في خدمة الكنيسة.
وعن طموحاته بخصوص عمل اللجنة، أعرب رمزي عن تطلعه لإعادة النظر في بعض كتب التُّراث الكنسي، وفي مقدمتها السنكساري القبطي، وأضاف: بعض الكتب التراثية ما تزال في حاجة إلى التَّنقيح والتَّدقيق في محتواها، وإعادة صياغتها بطريقة عصرية تتناسب مع لُغة وثقافة العصر الذي نعيشه.