أقيمت صلوات لقان خميس العهد، التي يصليها قداسة البابا تواضروس الثاني في دير الشهيد مارمينا بمريوط، بمشاركة نيافة الأنبا كيرلس أفا مينا أسقف ورئيس الدير، ونيافة الأنبا أكليمندس الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر، ومجمع رهبان الدير.
وقال قداسة البابا “لقان” هي اسم الوعاء الذي توضع فيه المياه فيُصَلَّى عليها لتقديسها فتصبح مياهًا فيها نعمة خاصة وقوة روحية للبركة، ويرشم بها الأب الكاهن المصلين، وينال قسطًا منها من يرغب، للبركة له ولأسرته ولبيته.
وفي لقان خميس العهد يقوم الكاهن بغسل أرجل الحاضرين تطبيقًا لما طلبه السيد المسيح من تلاميذه في مثل هذا اليوم عقب قيامه بغسل أرجلهم.
إذ قال: “أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.” (إنجيل يوحنا ١٣ : ١٣ – ١٥) .
وتقام صلاة اللقان في ثلاث مناسبات كنسية هي عيد الظهور الإلهي (الغطاس)، وخميس العهد، وعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس (عيد الرسل). وهي صلوات موضوعة بترتيب يتشابه مع ترتيب صلوات القداس الإلهي.
وبشكلٍ عام فإن فلسفة اللقان مرتبطة بالمياه التي هي أساس التطهير والنقاء، على اعتبار أن تطهير النفس ونقاء القلب الدائمين، هما أساس علاقة الإنسان مع الله، والأرضية الصلبة التي يسير عليها من يخدمون اسمه المبارك .
واستهل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية عظته أن اليوم هو خميس العهد يوم الماء والعهد اليوم الذي نستطيع أن نقيم فيه عهد مع الله والعهد مثل الميثاق أو الوثيقة الرسمية التي نأخذها أمام الله وفي يوم خميس العهد يوم الماء والعهد نتأمل ثلاثة عهود رئيسية يمكن لنا أن نتأملها ونأخذها ونؤكدها ونلتزم بها حتي العام القادم اذا ربنا أعطنا العمر .
العهد الأول هو عهد الأتضاع وهذا ما قام به السيد المسيح له المجد فقام بغسل الأقدام غسل أقدام تلاميذه وهنا نجد درس أخير من من ربنا يسوع المسيح قبل الصليب ليؤكد أهميته والعهد من خلال الماء فقام السيد المسيح بغسل الأرجل وهنا نجد أن القائد دائما لا ينحني أمام الأقدام ولكن ما صنعه المسيح قلب كل الموازين وهنا قدم السيد المسيح درس هام جدا حتي يصل بنا الي الصليب هو الأتضاع فنجد هنا أن مفتاح حياة القداسة هي الأتضاع وهي النعمة التي ربنا منحها لنا ونري هنا كيف ينول الأنسان الأتضاع يجتاج الي عهد وأحساس الأنسان بداخله بالأتضاع وهذا ما قدمة ربنا يسوع لنا الأتضاع من خلال الماء وغسل أرجل تلاميذه ونري هنا أن بداية حياتنا تكون من خلال الماء والروح من خلال سر المعمودية
أيضا التوبة وتعني حياة التوبة حياة جديدة للأنسان ونجد أن غسل الأقدام الذي قام به السيد المسيح يأخذه الأنسان ويعيش به بهذا العمل هو عمل الأتضاع
واستطرد قداسة البابا عندما أتامل اليوم ما يحدث في العالم وهذا الوباء أقول ربنا سمح بهذا الوباء العالمي الذي له ضحايا بالملايين وهذا الفيروس الصغير جدا لكي يخضع الأنسان ويعلمه الأتضاع هذا طبعا درس قاسي جدا لأن الأنسان تكبر ولكن الأنسان يستطيع أن يبني مع الله عهد جديد ويقول يارب أوعدك تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب والمطانيات التي نقدمها وكلمة أخطيت سامحوني التي دائما نرددها تعلمنا أن نعيش دائما حياة الأتضاع في حياتنا في سلوكنا وتصرفاتنا وحياتنا داخل الأديرة تعلمنا الأتضاع فاذا غاب عنك الأتضاع تهزم النفس والذات لذلك عندما نصلي صلوات اللقان يجب أن يكون في قلبك الأتضاع فالوعد الأول من يوم خميس العهد هو الأتضاع ووجه قداسة البابا كلامه للأباء الرهبان كيف أكون متواضع في حياتي في كلامي واسلوبي هنا في الدير وفي خارج الدير.
والعهد الثاني الذي نجده في يوم خميس العهد هو عهد الأتحاد والأتحاد اساسه يكون من خلال سر الأفخارستيا التناول وهنا نجد حبوب القمح المتناثرة كيف تم طحنها وسحقها وتدخل النار لتصبح خبز وايضا ثمار العنب كيف يتم عصرها لتصبح خمر .
وهنا نجد كيف الأنسان يتحاول من التعددية الي الوحدانية المهم جدا أن الأنسان يعيش في هذه الوحدة ويفرح بها بداخله وهذه الوحدة لا تأتي الا أن ينسحق الأنسان كما أنسحق السيد المسيح حتي خشبة الصليب وكما يقول الكتاب المقدي من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا فيه فنجد أن خميس العهد هو يوم مهم جدا تأسس فيه سر الأفخارستيا التناول
فالوحدة والأتحاد أمر يجعل الأنسان دائما ناجح وكما نقول ابن الطاعة تحل عليه البركة ويجب أن يكون اتحادك دائما اتحاد حقيقي وفعلي وليس أتحاد شكلي .
والعهد الثالث هو عهد الحب فيوم خميس العهد بتاريخ السيد المسيح قام السيد المسيح بخمس أشياء الفصح وغسل الأقدام وسرالأفخارستيا
وحديث العليه والصلاة الوديعة ونجد ذلك في أصحاح يوحنا وهذا قوام عهد الحب الذي صنعه الله مع الأنسان
وأحب أن اعرض امامك أيات
نستطيع أن نمتليء من هذا الحب من خلال اسم المسيح والأية تقول احفظهم في اسمك وايضا نجد في الصلاة القصيرة ارحمني يارب يسوع ان الخاطيء وفي التسبيح نقول اسمك حلو ومبارك في افواه القديسين فعهد الحب من خلال الكلمة المقدسة ان اعطيهم كلامك وكلامك هو حق والكلمة ممنوحه لنا ويستطيع هنا الأنسان يعبر عن الحب من خلال عمله فنجد الكلمة المقدسة في الكتاب المقدس فيجب علينا ان نعيش حياة القداسة فنقول قداسهم في حقك فحياة القداسة تجعل الأنسان ممتليء بالحب وهنا نستطيع أن تقدم للسيد المسيح عهد الحب عن الوحدة ليكون الجميه واحد في المسيح
ومن خلال الوحدة يظهر عهد الحب وأقول هنا احبك يارب يا قوتي وقوتي في هذا الحب منك والخلاصة هنا نقول أن هذا اليوم هو يوم تقيم فيه العهود بالفصح وسير الأفحارستيا و غسل الأقدام والأتحاد والحب والصلاة الوديعة الصلاة التي قدمها السيد المسيح بالبستان.
واختتم قداسة البابا يعطينا مسيحنا أن يكون لها عهدا جديدا معه في قلوبنا ونقدمها له ونعيش فيها علي الدوام فهو يوم فرح نرفع فيه الذبيحه بعد ثلاثة أيام من البصخة المقدسة من هذا الدير العامر دير الشهيد مارمينا نصلي أن يرفع الله هذا الوباء وأن نحترس دائما ونأخذ كافة الأجراءات الأحترازية لأنها هذ خط الدفاع الأول لنا من لبس الكمامة وغسل الأيدي والتباعد وتناول الطعام الصحي كلها اجراءات بسيطة ولكنها هامة تحمي بصورة كبيرة وارجو من كل الأحباء الألتزام بالأعداد في الصلوات بالكنيسة فكلها مناسبات جميلة وبنفس الفعليه والمناسبات كثيرة ولكن يهما أن نحافظ علي صحة الجميع الله يبارك الجميع ويحفظ الجميع و يحفظ بلادنا ونخرج جميعا فرحين بقيامة السيد المسيح له المجد