ترجع أهمية أقدم مصبغة من العصر الفاطمي فى أنها تعد المثال الوحيد الفريد القائم حتى الآن فى مصر لطراز المصابغ، بالإضافة إلى قدمها واكتمال أجزاء كبيرة منها، ما يدل على ما وصلت إليه هذه الصناعة من تقدم وازدهار فى العصر الفاطمي.
اكتشفت عام 1944م، كما ذكر فى كراسات لجنة حفظ الآثار العربية، وأنهم ظنوا فى بادئ الأمر أنها معصرة للزيوت فيما هو نصه “عثرت دار الآثار العربية سنة 1944م بجهة عين الصيرة على مصنع قديم ظل الإعتقاد سائد على أنه معصره، إلي أن تم اكتشاف بعض الاحواض المشابهة لأحواض ذلك المصنع في الجانب الجنوبي، ووجد فى بعضها بعض الرواسب التى ظهر من تحليلها بالمعمل الكيميائى أنها من لحاء شجر السنط أو الطلح الغنى بحامض التنيك، الذى يستعمل فى صباغة الملابس باللون البنى، مما يرجح أنه كان مستعملاً مصبغة.
بعض المراجع ذكرت أن هذه المصبغة قد تم اكتشافها عام 1932م ، وبالنظر إلى كراسات لجنة حفظ الآثار العربية فى هذا التاريخ، وجد أن الذى تم الكشف عنه هو الحمام الفاطمى والبيت الطولوني،
و البيت الطولونى عثرت عليه دار الآثار العربية في صيف 1932م”، وفى موضع آخر عثرت دار الآثار العربية فى صيف 1932م بالتلال المجاورة لأبى السعود على حمام قديم ثبت من دراسة الرسوم الموجودة على حوائطه أنه يرجع للعصر الفاطمى، أما المصبغة فقد تم اكتشافها عام 1944م كما ذكر آنفاً.
وللأسف الشديد على الرغم من أنها تعد مثال فريد فى العمارة الإسلامية قلما تجد له مثيل إلا أنها ظلت مهملة علميا وميدانياً، فلا تقام عليها دراسات علمية ممنهجة، ما أدى إلى قلة ما ذكر عنها فى المراجع والدراسات الحديثة،وظلت مهمله وسط الاتربه والمخلفات، ولا يعلم عنها الكثيرين.
حينما قررت وزارة الثقافة المصرية مع المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” على إقامة المتحف القومى للحضارة المصرية في موقع محجر استخدم لفتره (المقاولون العرب) وتوقف العمل فيه من فتره كبيره، وهو جزء من اطلال مدينه الفسطاط، بدأت اعمال حفائر في المنطقه من عام2000الي عام2005
وكان هذا الموقع بالتحديد يدخل من ضمنه المصبغة الأثرية مما أدى إلى إعادة اكتشافها مرة أخرى لتزيح الستار عن منشأة من أقدم المنشات الصناعية بفسطاط مصر، تخبرنا عن تقدم الصناعات بمصر الإسلامية.
وتخطيطها الحالي عباره عن ثلاث صفوف مزدوجه العيون في كل واحده منها ثلاثه عشر عيناوفي الجانب الشمالي منها يوجد ثلاثه عشر عينا منفرده تستند علي جدار من الطوب يستدل منها علي انها كانت نهايه المصبغه في ذلك الجانب، وكانت وقت اكتشافها اربعه صفوف مزدوجه العيون في كل صف خمسه عشره عينا منفرده، انظر رسومات مصلحه الاثار عام١٩٥٠،
وقد بنيت العيون من قوالب الطوب الاجر، الاحمر الصغير الحجم، يفصل بينها ممر ويفصل كل مجموعه من العيون جدار من الطوب والعيون مستديره الشكل، كما يوجد بالجانب الشمالي عشره احواض مستطيله الشكل كانت تستخدم لتثبيت الصبغه بعد صبغها ويفصل بينها ممر،وتوجد حاليا بالجهة الخلفية لمتحف الحضاره القومي.