تبدأ قراءات هذا اليوم، وهو من الأسبوع الأول من الصوم، الأسبوع الذى يركز على أن منهج هذا الصوم هو التوبة بمعنى ترك الخطية وتوجيه القلب نحو الله الذى يستجيب بقوته وقدرته ويحتضن التائب.
النبؤة الأولى من (أشعياء ٢: ١١-١٩) وهى تذكرنا أن الخطية وتشامخ البشر لا طائل منها أمام قدرة الرب. “فَإِنَّ لِرَبِّ الْجُنُودِ يَوْمًا عَلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَعَال، وَعَلَى كُلِّ مُرْتَفِعٍ فَيُوضَعُ.. فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ، وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ”.
أما النبؤة الثانية من (زكريا ٨: ١٨ ) فتخبرنا كيف أن الرب يعود فيُسَّر بالتوبة: “هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجًا وَفَرَحًا وَأَعْيَادًا طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا الْحَقَّ وَالسَّلاَمَ”.
لأنه كما يقول (مزمور ١٣) فى باكر: “للرب الأرض وملؤها وجميع الساكنين فيها. هو على البخار أسسها وعلى الأنهار هيأها”.
وهذا يثبته الإنجيل من (لوقا ٨: ٢٣-٢٥ ) حيث يحدثنا عن قدرة المسيح فى معجزة تهدئة العاصفة وهو مع تلاميذه فى السفينة حين هاج عليهم البحر.
يقول القديس بولس فى رسالته الاولى الى (كورنثوس ٤) “لأن ملكوت الله ليس هو بكلام بل بقوة”
أما الكاثوليكون من (١ يوحنا ١: ٨، ٩) فيقول: “إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.”
فيسبح (المزمور ١١٨: ١٤، ١٨ ) “قوتي وترنمي الرب، وقد صار لي خلاصا … تأديبا أدبني الرب، وإلى الموت لم يسلمني”
انجيل القداس من (مرقس ٤: ٢١-٢٩) يكلل فكر أن التوبة وثمارها فيقول: “لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ صَارَ مَكْتُومًا إِلاَّ لِيُعْلَنَ … إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ … بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ وَيُزَادُ”