ما زلنا فى الأسبوع الأول من الصوم المقدس، وهو الأسبوع الذى يحث على التوبة، على ترك الخطايا التى نستعبد لها والانطلاق إلى طريق الحياة الذى نصبو إليه.
نبؤات اليوم من (أشعياء ٢: ٣-١١) و(يوئيل ٢: ١٢-٢٧) النبؤة الأولى تقول “هلم يا بيت يعقوب لنسلك فى نور الرب، لأنه رفض شعبه إسرائيل لأن كورهم قد امتلأت من الذنوب”.
ومن هو بيت يعقوب واسرائيل إلا نحن بإنساننا العتيق الذى نسعى لنستبدله بالجديد؟
والنبى يوئيل يقول: “وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ.. قدسوا صوما، نادوا باعتكاف.. اشفق يا رب على شعبك ولا تجعل ميراثك عارا”.
بعدها فورا يتهلل: “لقد غار الرب على أرضه و رق لشعبه”.
ها استجابة الرب آتية كوعده لنا، بغيرة و رقة. ها هو يقول: “وانتم يا بنى صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب إلهكم فإنه قد أعطاكم طعام البر وأنزل لكم المطر. فتمتلئ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا. وأعوضكم عن السنين التى أكلها الجراد.. فتأكلون وتشبعون وتباركون الرب إلهكم …”
وتأتى قراءات القداس من رسالة القديس بولس الى أهل (رومية ١٤ و ١٥) لتذكرنا بمنهج حياة النظام الجديد الذى نسعى أن نكونه فتقول: ” فلنسعى لما هو للسلام وما هو للبنيان.. لكى بالصبر وتعزية الكتب يكون لنا رجاء”.
ويزيد الكاثوليكون من (٢ بطرس ١: ٤-١٠ ) فيشرح “هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. وَلِهذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ محبة … لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا.”
أناجيل اليوم من باكر والقداس تأتى من (لوقا ٦: ٢٤-٣٤ ومن ٣٥-٣٨ ) لتقدم لنا قلب المنهج المسيحى الذى نسعى إليه: “أحبوا أعدائكم، أحسنوا إلى من يبغضكم، باركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل الذين يطردونكم.. كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم أيضا بهم … فتكونوا أبناء العلىّ”