الاحتفال بعيد الأم هذا العام يختلف عن
السنوات الماضية فى ظل جائحة كورونا التي
أثرت كثيرا على الأسر المصرية، وكل أم وزوجة كان لها دور مهم داخل أسرتها خلال هذا
العام … و لكن أمهات الأشخاص ذوى القدرات الخاصة كان لديهن مشكلات و تحديات
مختلفة بل يمكننا القول بأنهن لديهن معاناة مضاعفة، بداية من كيفية رعاية الأبناء
ومحاولة الاهتمام بهم و بصحتهم فى ظل الجائحة خاصة وأن هناك نسبة ليست قليلة
لديهم انخفاض بدرجة ما فى المناعة لديهم ..وصولا إلى محاولة دعمهم فى الأنشطة
الحياتية واستكمال الدراسة أو العمل أحيانا فى ظل فترات الحظر التى كانت فى الموجة
الأولى من جائحة فيروس كورونا..و لقد قامت السيدة انتصار السيسى فى يوم المرأة
المصرية بتكريم بعض السيدات وكان منهن سيدات من ذوى القدرات الخاصة أو لديهن أبناء
ذو قدرات خاصة ..وكان من ضمنهم مها محروس و هى والدة الفنان جون عماد من الأشخاص
الصم و ضعاف السمع وجاء تكريمها لدورها فى دعم الطلاب الصم بكليات التربية النوعية
بالجامعات بعد المطالبة بالتحاقهم بالجامعة لسنوات، وكذلك تم تكريم إيمان والى
والدة إبراهيم الخولى من أصحاب متلازمة داون أول مساعد باحث من متلازمة داون يعمل
بالجامعة….. قبل أن أتوجه بالحديث إلى بعض الأمهات ممن لديهم أبناء من ذوى
القدرات الخاصة كان يدور بذهني أنهن سوف يتحدثن عن المعاناة والصعوبات الكثيرة التى
تعرضوا لها خلال عام كامل منذ بداية الجائحة وحتى الآن ، إلا أننى فوجئت عند
التحدث معهن أن هناك جملة أساسية كانت لسان حالهن جميعا و هى ” قلنا لن
نستسلم و استمرينا فى دعم أبنائنا رغم كل المعوقات” وكانت النتيجة أنه كان
عاما ملىء بالنجاحات والإبداعات والتميز واكتساب مهارات جديدة لهن ولأبنائهن.
الاستسلام لا يوجد
له مكان
بداية تحدثنا إلى المهندسة جيرمين مجدى
– والدة كيرلس سامى فنان الأوريجامى و هو من الأشخاص ضعاف السمع- وقالت: ” منذ
عام و مع حدوث الحظر المنزلى لفترة بسبب جائحة كورونا بدأ الإحباط يتسلل قليلا الى
ابنى كيرلس و لكن سرعان ما انتهى هذا الأمر وبدأنا العمل على اكتساب مهارات جديدة
واستخدام الانترنت والعمل من خلاله بشكل أكبر من قبل وكأنها كانت بداية لانطلاقة جديدة.
وخلال العام حصل كيرلس على العديد من التكريمات منها: درع تكريم من مهرجان همسة الدولى للفنون والأدب ، وشهادة
تكريم من متحف المركبات الملكية التابع لوزارة الآثار للمشاركة بالمعرض، وشهادة تكريم
من الملتقى الدولي الرابع للفنون لذوي القدرات
الخاصة لمؤسسة “أولادنا”. كما حصل على شهادة إتمام دراسته بالقسم الحر /
جرافيك بكلية فنون جميلة بالزمالك جامعة حلوان
منحة مقدمة من الكلية، وشارك بعرض فن الأوريجامي في افتتاح معرض الكتاب بحضور
رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ووزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، وشارك بمعرض المدرسة الأمريكية
بالمعادي في احتفالات الربيع. وخلال العام الجاري شارك كيرلس فى معرض ديارنا ٢٠٢١”
مصر بتتكلم حرفى”
هناء أمين
– والدة الفنانة مريم وجيه و هى من أصحاب متلازمة داون – قالت:” كانت السنة
الماضية منذ بدء جائحة كورونا صعبة جدا فى بداية الموجة الأولى و لكننا قررنا الا
نستسلم وأن تستمر مريم فى العمل من خلال التواصل عبر الانترنت و العمل على رسم
لوحات فنية جديدة والمشاركة فى مسابقات، وبالفعل شاركت مريم فى معرض روتاري سفكنس،
وفي معرض باليته في شهر نوفمبر الماضي، كما شاركت مريم في معرض ملتقى “أولادنا”
في دورته الرابعة في شهر نوفمبر الماضي
وشاركت في
مسابقة “الأوزون” بوحدة جهاز شئون البيئة تحت رعاية وزارة البيئة
بالإضافة
إلى مشاركتها للمرة الثانية بلوحة فى مسابقة حوار الأديان في شهر سبتمبر الماضي،
وشاركت فى شهر يوليو الماضى عبر الانترنت في ملتقى العائلي الافتراضي مع دولة الإمارات
وفازت لوحة رسمتها مريم بالمركز الثاني، كما تشارك حاليا مريم بالتمثيل في مسلسل
القضية 404 والذي سيتم بثه عبر الانترنت فى شهر رمضان المقبل، المسلسل من تأليف رامز
عباس ومعالجة درامية للسيناريست محمد الصباغ وإخراج محمد الأنصاري، وإشراف عام لمبادرة
عالم موازي للفنون المعاصرة”.
الفن حياة
المهندسة سناء منير – والدة بطلة السباحة مريم نعيم و هى من أصحاب متلازمة
داون- قالت: ” مريم
كانت مواظبة على تدريبات السباحة قبل جائحة كورونا و لكن بعد الجائحة أصبحت تتدرب
أقل كنوع من الإجراءات الاحترازية و لكننا
استبدلنا ذلك بممارسة أنشطة أخرى مثل الباليه والمشاركة في عروض مسرحية على فترات
و الرسم. وشاركت فى فصل خاص بالباليه عبر برنامج ” زووم”، و شاركت في استعراضات
أوبريت “ست الدنيا” الذي تم عرضه على المسرح العائم لمدة ١٠ أيام متتاليه،
وايضا تم عرضه على مسرح عبد المنعم مدبولي بالعتبة لمدة ٥ ايام متتاليه و لا يزال يستكمل
العرض. وحاليا تستعد مريم للمشاركة في مسرحية “أحلام شتويه”
و بالنسبة
للدراسة مريم استكملت دراستها الجامعية هذه الفترة من خلال المحاضرات عبر الانترنت
من خلال برنامج خاص بالجامعة.
تكريمات وجوائز
الدكتورة سمية البدري – والدة منة حلمى وهى فنانة شابة من أصحاب متلازمة داون فى مجال الرسم والديكوباج و الصلصال الحرارى – قالت:” شاركت منة في معارض وحصلت على جوائز حتى فى فترة
الغلق الكامل أثناء تفشي فيروس كورونا المستجد في الموجة الأولى ،حيث اشتركت منة
في معارض عبر الانترنت وارسلت رسوماتها فى مسابقات وحصلت على جوائز وشهادات تقدير
و نالت شهادة تقدير من منتدى بغداد الفن والحضارة ،وفازت بالمركز الخامس من مؤسسة
روح الفن فى إحدى المسابقات الفنية.
وشاركت في
ملتقى الإبداع الفنى الدولى للفن التشكيلي بمصر في نوفمبر 2020
،
بالإضافة إلى عرض لوحة فنية فى معرض الدولى الالكترونى ريشتى محبة وسلام بين
الشعوب – جاليرى نجم الالكترونى، كما شاركت فى معرض الفن التشكيلي والتصوير
الفوتوغرافي واحة حلب للفنون والآداب،
وحصلت على شهادة تقدير من الاتحاد العالمى للفنانيين التشكيليين العرب،وشاركت فى فاعلية
لمؤسسة نهرين الفنية ملتقى ” معكم لي أثر”، وحصلت على شهادة تقدير من أكاديمية
الإبداع للعلوم والثقافة والفنون ، كما شاركت مؤخرا فى الفترة من 14 إلى 19 مارس
الجاري في معرض شعاع الأول باتيليه القاهرة جماعة الفنانين والكتاب
وكان هناك
معرض بعنوان ” إبداعات منة ” فى متحف جاير أندرسون بالقاهرة خلال شهر ديسمبر
الماضى
التعليم بداية التغيير
أما سما رامي الطالبة بالتعليم
الجامعى من أصحاب متلازمة داون،وأيقونة التغيير كما يطلق عليها لأنها طالبت
الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بحذف مصطلح “البله المغولي” من
إحدى دروس مادة الأحياء بالصف الأول الثانوي ولقد استجاب الوزير بالفعل كما طالبت
الدكتور خالد عبد الغفار بحذف ذات المصطلح من مناهج التعليم العالى.
و سما حاليا فى المرحلة الجامعية
وتحاول دائما أن تقدم الدعم للأشخاص أصحاب متلازمة داون و مؤخرا تحاول سما دائما
أن تكتب على وسائل التواصل الاجتماعي رسائل حول أهمية التعليم للأشخاص أصحاب
متلازمة داون فى كافة ربوع مصر وأن يكون هناك اهتمام بهم.
قالت سما رامى على صفحتها
على موقع التواصل الاجتماعى :”أقدم فى اليوم العالمى لأصحاب متلازمة
داون – الموافق 21 مارس من كل عام -رسالة لكل أب وأم و لكل أسرة وعائلة رزقوا بطفل
من أصحاب متلازمة داون الا يتركوا أبناءهم دون أن يهتموا بتعليمهم.
إيمان والى – والدة إبراهيم
الخولى أول مساعد باحث بإعلام CIC من أصحاب متلازمة داون- قالت :”لقد تم تكريمى مؤخرا من قبل السيدة انتصار
السيسى وأنا فخورة جدا بهذا التكريم، خاصة وأنه جاء بعد عام مليء بالتحديات فى ظل
جائحة كورونا، فى شهر مارس العام الماضى مع بدايات الإغلاق والحظر المنزلى لفترة
طويلة مررنا بحالة من الإحباط ،ولكننا لم نستسلم و عاود ابراهيم نشاطه وعمله فى
البداية من خلال الانترنت، كان فى البداية هناك صعوبات و لكن مع التدريب الأمور
أصبحت أفضل كثيرا و لقد نزل للعمل فى الامتحانات بالجامعة بالمراقبة و الكنترول
ووجهت إيمان وإلى رسالة إلى أمهات الأشخاص من ذوى القدرات الخاصة قائلة:” التعليم مهم جدا و هو البداية لأى شخص أو للأشخاص من
ذوى القدرات الخاصة بشكل خاص، والتعليم غير مقصود به التعليم الأكاديمي فحسب بل
التعلم بشكل عام فلكل شخص ميزته و موهبته التى وهبها الله بها. ويجب أن يكون فى
آليات للتعليم والأسرة تكون مؤمنة و لديها قناعة بأهمية التعليم لابنهم أو بنتهم
ليس التعليم الاكاديمى فقط بل المهارات الحياتية اليومية لأنهم يحتاجون المزيد
منها، لأن الأهل لما يكونوا مؤمنين بأبنائهم و قدراتهم ساعتها سيحدث التغيير
للأفضل”.