نتعرف علي لمحة تاريخية عن الصوم الأربعيني المقدس في الكنيسة الأورشليمية من الإثنين التالي لأحد مرفع اللحم حتى الجمعة السابقة لسبت لعازر من خلال كتاب سيلفيا ” رحلة إلى الأراضي المقدسة “، كُتب في القرن الرابع ميلادي على يد زائرة للأراضي المقدسة تُدعى سيلفيا، ويُقدر أنها زارت الأراضي المقدسة (سيناء، مصر، فلسطين وبلاد ما بين النهرين) من سنة ٣٨١م حتى سنة ٣٨٤م .
يُذكر بالكتاب أن عيد الفصح المجيد هو العيد الكبير في كنيسة الروم الأرثوذكس .. ويسبق هذا العيد الصوم الأربعيني المقدس. ويكون خمسة أيام في الأسبوع صوم انقطاعي، أما يومي السبت والأحد من كل أسبوع فلا يُصام فيها صوم انقطاعي، لأنه في هذين اليومين يُقام قداس إلهي.
و يُذكر أنه في أورشليم كان الصوم يُمارس بعدة طرق فهناك فئة من الرهبان والمؤمنين كانوا يأكلون مرة واحدة في اليوم، وفئة أخرى كل يومين أو ثلاثة. وفئة ثالثة أكثر تشدداً يأكلون في يومي السبت والأحد بعد سر المناولة كان يُطلق عليهم ” الإسبوعيون”.
وعن ترتيب الصلوات في الصوم ألاربعيني
ففي أيام ألآحاد تقام الصلوات المُتبعة في نصف الليل وفي الصباح في موضع الجلجلة .
في أيام الأسبوع الأخرى بالإضافة إلى خدمة الساعة السادسة والساعة التاسعة الكنسية أضافوا خدمة الساعة الثالثة. وفي أيام الأربعاء والجمعة خدمة الساعة التاسعة الكنسية (حوالي الثالثة بعد الظهر) كانت تقام في صهيون ، حيث كانت تُقام هذه الخدمة على مدار السنة بإستثناء إذا وقع عيد لأحد القديسين في هذين اليومين.
وتصف سيلفيا أيضاً في كتابها ترتيب الطقوس في الصوم المقدس الأربعيني:
كان الكاهن أو الأسقف يُلقي الوعظة الروحية يومي الأربعاء والجمعة في صهيون .. بعد الإنتهاء من خدمة الساعة التاسعة في صهيون كانت جموع المصلين تُرافق الأسقف إلى كنيسة القيامة مُرتلين ترانيم القيامة في الطريق، وفي كنيسة القيامة كانت تُقام خدمة صلاة الغروب وبعدها صلاة السهرانية مرة في الأسبوع يوم الجمعة وخدمة القداس يوم السبت لكي تتناول فئة “الأسبوعيون”.
الأسبوع قبل الأخير من الصوم في يوم الجمعة كانت صلاة السهرانية تُقام في صهيون .