حالة من المعاناة الشديدة يعيشها “وجيه العربي” والد الشاب “السيد” ابن بقرية النبيرة التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، منذ ولادة نجله ولأكثر من عشرون عامًا، والتي يعيش فيها حتى الآن على الألبان فقط، دون تناول أطعمة أو أي مشروبات وكذا مياه الشرب.
يقول “العربي”، إنه عندما لاحظ تأخر نمو نجله وهو في عمر 4 سنوات، قام بعرضه على أحد الأطباء وأخبره إن نجله يعاني من نقص في الغدد وقصر في النمو، ولن يمشي على قدميه وسيقوم بالزحف والجلوس فقط، مشيرًا إلى أن لديه ولدين آخرين “محمود ومحمد” أحدهما متزوج ويعيشان بشكل طبيعي.
ويكمل والد الشاب “السيد” أن نجله يستيقظ كل يوم من النوم مبتسما ليتناول اللبن الطبيعي، ثم يصطحبه إلى الحقل حتى غروب الشمس، وعلى مدار اليوم يتناول الشاي والينسون والحلبة، ويمتنع عن تناول أي أطعمة أو مشروبات أخرى حتى مياه الشرب، الأمر الذي دفعه لشراء بقرة مع أحد أهالي القرية كي يتناول نجله الألبان طازجة.
ويضيف “العربي” أنه عندما أكمل نجله السن القانوني لاستخراج بطاقة الرقم القومي، فقام بحملته على كتفه وذهب به إلى مقر السجل المدني بمدينة إيتاي البارود، وسط حالة من اندهاش الموظفين، مناشدا المسئولين بمحافظة البحيرة بفتح مشروع لنجله للإنفاق عليه نظرا لتدني المبلغ الذي يحصل عليه من المعاش والذي لا يكفي نفقاته الشخصية، وكذا عرض نجله على أحد الأطباء للكشف عليه ومتابعة حالته.
من جانبه أكد الدكتور محمد النبوي رئيس مجلس إدارة مستشفي دار الطفل بالبحيرة، إن الجنين وهو في بطن الأم قد يتأثر بالعوامل الخارجية ومن أخطرها الإشعاعات التي من الممكن أن تتعرض لها الأم في فترة الحمل، أو نقص الأوكسجين أثناء الولادة، فكل ذلك يؤثر على الجهاز العصبي والمراكز الحركية والعضلية للطفل، وفي حالة الطفل “السيد” فكان دور مراكز التخاطب والتدخل المبكر في بداية العمر سيكون له تأثيرا كبيرا على تحسن حالته الصحية، أما الآن أصبح علاجه شبه مستحيل.