1
بسم الآب و الابن و الروح القدس إله واحد آمين
أبنائي الأحباء كهنة و خدام و شعب إيبارشية بني مزار و البهنسا
أود أن أهنئكم ببدء العام الجديد و عيد ميلاد مخلصنا الصالح ربنا يسوع المسيح
و نسأله أن يرفع الوباء عن شعبه و عن العالم أجمع، و تكونوا محفوظين في ستر العلي
يقول القديس بولس الرسول:” فإذ قد تشاركَ الأولادُ في اللحم و الدمِ اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس” (عب2: 14)
فنحن أعضاء جسمه ، من لحمه ومن عظامه (أف5: 30)، الذي ولد به في ملء الزمان ” مولوداً من امرأة “(غل4:4)، هذا هو ربُّ الكنيسة و مخلّصها (أف4: 29).
و يركز القديس يوحنا في رسالته الأولى و يقول: ” لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقضَ أعمالَ إبليس ” ( 1يو3: 8 )، و لدينونةٍ أتى يسوع إلى هذا العالم (يو9: 39).
و قال السيد أيضاً ” لأجل هذه الساعة أتيت ” (يو12: 27)، و ” الآن دينونة هذا العالم، الآن يُطرَح رئيس هذا العالم خارجاً ” (يو12: 31).
هذه مقدمة بسيطة لكي نتأمل معاً في أقوال ربًّ المجد يسوع لنعرفَ أسبابَ مجيئه و ظهوره لنا في الجسد.
يقول القديس يوحنا الرسول:” الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فالحياة أُظهرت، و قد رأينا و نشهد و نُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الله (منذ الأزل) و أُظهرت لنا، هذا الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا …. أكتب إليكم لكي يكون فرحَكُم كاملاً ” (1يو1: 1-4).
” الكلمةُ صارَ جسداً و حلَّ بيننا، و رأينا مجدَه كما لوحيدٍ من الآب ” (يو1: 14) ، و ” عظيمٌ هو سرُّ التقوى الله ظهرَ في الجسد، تراءى لملائكةٍ ” (1تي3: 16)، و لأنَّ الإنسان هو الذي أخطأَ و أطاعَ الشيطانَ دون الله، فالله في ملء الزمان أخذ جسداً (الذي لنا) ليعطينا الذي له ، نسبحه و نمجده و نزيده علواً ” تسبحة الجمعة ” .
جـــاء ” ليُخلِّص من يد الكلب وحيدَته “(مز22: 40)، و ليحلَّ عداوةَ نسلِ الإنسان و نسل الحية، و ليسحق رأسَها (تك3: 15). فيقول الرب ” أنا الماحي ذنوبكِ لأجل نفسي و خطاياكِ لا أذكرها ” (اش43: 25). و بذلك :
• أهّلَنا لشركة ميراثِ القديسين في النور، فـنَقَلَنا من سُلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبته.
• الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا. الذي هو صورة الله غير المنظور ، بداءة كل خليقة.
• ففيه سُر أن يحلَّ كلُّ الملءِ، و أنْ يُصالِح الكلَّ لنفسه عاملاً الصُلحَ بدمِ صليبه. فقد صالحَنَا الآن في جسمِ بشريَّتِه بالموت ليُحضِرنا قديسين بلا لوم و لا شكوى أمامه “(كو1: 12- 22).
• ففيه يحلّ كلُّ ملءِ اللاهوت جسدياً، فهو و الآب واحدٌ (يو10: 30)، ” ليخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح ، الذي محا الصكَّ الذي علينا الذي كان ضداً لنا. هذا الصَّك رفعَ السيدَ الرب من الوسط مسمِّراً إياه بالصليب …. فجرد رئاسات، و سلاطين و أشهَرَهُم جِهاراً ظافراً بهم فيه (أي في جسم بشريته الذي فيه كلُّ ملءِ لاهوته) “(كو2: 10-15) .
• يقول القديس أثناسيوس الرسولي: جاء السيد ليُجدّد ملامح القداسة التي اضمحلت من الجنس البشري . ” لكي لا يهلك كل من يؤمن به؛ بل تكون له الحياة الأبدية ” (يو3: 14).
و القديس غريغوريوس أسقف نيصص يوضح سبب حلول الله في جسد طبيعتنا الذي أخذه من القديسة البتول مريم :
1. ليفتقد المريض، فهو في حاجة للطبيب (مت25).
2. ليفتقد الساقط، فهو في حاجة لمعين (حزقيال 34: 11) و (لوقا 1: 68).
3. ليفتقد الذين في الظلمة و ظلال الموت، ليُشرِق عليهم بنوره (اش9 : 2).
4. ليفتقد العبد ليحرّرَه و يصير بالحقيقة حراً (يو8: 9).
• جاء السيد لكي يفتح السفرَ و يفكَ ختومَه :” هوذا الذي غلبَ، الأسدُ الذي من سبط يهوذا، أصل داود؛ ليفتحَ السفرَ و يفكَّ ختومَه السبعة ” (رؤيـا 5: 1-5).
و هذا هو تكميـل الناموس، الذي غايته هي المسيح (رؤ10: 3)، فقد جاء السيد المسيح ليكمـّل لا لينقض؛ فهـوَ هُـوَ أمساً و اليوم و إلى الأبد (عب13: 8)، له كل المجد و السجود و الإكرام إلى أبد الدهور ،،،، و كل عام و أنتم في ملء بركة مولود المذود.