الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة:
الدكتور نبيل فاروق علامة بارزة في الكتابة الروائية البوليسية تربت عليها أجيال
_ الشاعر والروائي علي عطا: المترجم رفعت سلام أبرز شعراء السبعينيات في مصر والعالم العربي
_الدكتور حسين حمودة: الدكتور يسري العزب قدم تجربة مهمة جداً في الثقافة والإبداع المصري وارتبط إسهامه دائما بالحس الإنساني
_ الدكتور رضا غالب بصمة في عالم النقد المسرحي ومن أشهر مؤلفاته كتاب “الممثل والدور المسرحي”
قبل أن ترحل شمس عام 2020 ، تأتي الرياح بما لا يشتهى السفن حيث تشتد العواصف لتسقط أوراق شجرة المبدعين المورقة والمثمرة على مدار الزمن، ومن تلك الأوراق : الدكتور نبيل فاروق أحد رواد الادب البوليسى الذى رحل فى 9 ديسمبر الجارى، ومن قبله الشاعر والمترجم رفعت سلام ، والشاعر الناقد الدكتور يسرى العزب ومؤخرا الدكتور رضا غالب أحد أعمدة النقد المسرحي.
وقد أشارت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة الى أن الكاتب الروائي الدكتور نبيل فارق، يمثل علامة بارزة في الكتابة الروائية البوليسية التى تربت عليها أجيال من ابناء مصر والتى ساهمت في تشكيل وعيهم وفكرهم.
كما أكد الروائي إبراهيم عبدالمجيد، أن الكاتب الكبير نبيل فاروق فتح مغارة الأدب البوليسي الذي كان غائبا عن مصر.. وستظل أعماله ومؤلفاته البوليسية شاهدة على هذا المبدع المتميز وتراثا تتوارثه الأجيال وذلك كما أكد ه سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة دار المعارف والقومية للتوزيع ورئيس اتحاد الناشرين.
النبوءة
————
ولد نبيل فاروق الذي اشتهر بالأدب البوليسي والخيال العلمي في فبراير عام 1956 بمدينة طنطا لعائلة متوسطة الحال. تخرج من كلية الطب عام 1980 . اقترن الدكتور نبيل فاروق عام 1985 بالدكتورة “ميرفت راغب”، وأنجبا : شريف و ريهام و نورهان . بعد نجاح سلسلتي ( رجل المستحيل وملف المستقبل) ، اعتزل مهنة الطب ليتفرغ كليًا للكتابة.
بدأ نبيل فاروق اهتمامه بالقراءة منذ طفولته، وقبل تخرجه من كلية الطب بعام واحد حصل على جائزة من قصر ثقافة طنطا عن قصة “النبوءة”، وذلك في عام 1979 ، والتي أصبحت فيما بعد القصة الأولى في سلسلة ” كوكتيل 2000″بداية التحول الجذري في مسيرة نبيل فاروق الأدبية كانت في عام 1984 عندما اشترك بمسابقة لدى المؤسسة العربية الحديثة وفاز بجائزتها عن قصته ” أشعة الموت “والتي نشرت في العام التالي كأول عدد من سلسلة ملف المستقبل.
أصغر جاسوس في العالم
—————————
توطدت علاقة نبيل فاروق بإدارة المخابرات التى استوحى واقتبس منها شخصية أدهم صبري في سلسلة رجل المستحيل التي عرفت نجاحًا كبيرا في العالم العربي ، وفى عام 1998، فاز بالجائزة الأولى في مهرجان ذكرى حرب أكتوبر عن قصة “جاسوس سيناء: أصغر جاسوس في العالم”. وفي فترة لاحقة، قام قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة فرجينيا الأمريكية بإنشاء موقع خاص للدكتور نبيل فاروق.
كتب نبيل فاروق صفحتين بشكل شهرى بمجلة الشباب القومية (التابعة لمؤسسة الأهرام ) لأكثر من 10 سنوات كما كتب بشكل أسبوعي بجريدة الدستور الإصدار الثاني، على الرغم أنه كان مادة للنقد الممتزج نوعا بالسخرية بأحد أعداد جريدة الدستور الإصدار الأول في حقبة تسعينيات القرن العشرين.كما كانت له مشاركات مثيرة للاهتمام في أكثر من مجلة ودورية عربية، منها مجلة “الأسرة العصرية” ومجلة (الشباب) وملحق (صبيان وبنات) الذي يصدر مع صحيفة “أخبار اليوم”، ومجلة باسم. تنوعت هذه المشاركات ما بين الحلقات المسلسلة لخفايا عالم المخابرات وقصصه الحقيقية، وصولاً إلى المقالات العلمية بشتى مجالاتها.
رحلة من العطاء
———————-
أنتج نبيل فاروق : سلاسل ( رجل المستحيل، ملف المستقبل، الخاصة، زهور، كوكتيل 2000، زووم، فارس الأندلس، روايات عالمية للجيب ، أوسكار، سيف العدالة، بانوراما، حرب الجواسيس، المتخصصون ، مسرح الجريمة ، قصص مجانين )، رواية الثورة ، رواية ظل الأرض ، المسلسل الاذاعي رجل المستحيل العملية شبل ، مسلسل العميل 1001 .
رجل المستحيل وملف المستقبل
———————————–
” رجل المستحيل” هي سلسلة قصص بوليسية تتكون من 160 عددًا، وصدر أول أعدادها بعنوان “الاختفاء الغامض” سنة 1984 ، ولاقت نجاحًا متواصلاً في العالم العربي حتى العدد الأخير الذي أنهى السلسلة عام 2009. أضاف المؤلف للسلسلة 14 عدداً خاصاً لتناول النواحي الجانبية في القصة كبدايات بطل السلسلة أدهم صبري ، حيث تروي القصص مغامرات ضابط مخابرات يدعي أدهم صبري يلقب برجل المستحيل. يجيد أدهم صبري كل فنون القتال، ويستخدم عدة أنواع من الأسلحة والمراكب والغواصات والطائرات، ويجيد التحدث بعدد من اللغات وبلهجات مختلفة، ويمتلك عددا آخر من المهارات كالقدرة الفائقة على تقليد نبرات الأشخاص الذين يقابلهم، والتنكر وتقمص شخصية من أمامه، كما تلقى وسامته إعجاب الكثير من الشخصيات. يواجه أدهم صبري مؤامرات الاستخبارات الأجنبية والأخطار التي تهدد بلده مصر، في مغامرات تطوف أرجاء الأرض، مصحوبًا بفريق عمله وأبرز أعضائه قدري ومنى توفيق.
أما ” ملف المستقبل” فهو سلسلة متخصصة من أدب الخيال العلمي ، تحكي مغامرات الفريق العلمي المصري بقيادة الرائد / نور الدين محمود والذي يعمل في المخابرات المصرية في المستقبل ، ويهدف إلى كشف الألغاز العلمية المختلفة التي تواجه المخابرات المصرية. تعد سلسلة ملف المستقبل من أوائل السلاسل العربية المختصة بأدب الخيال العلمي على الإطلاق، وهي تصدر عن المؤسسة العربية الحديثة منذ عام 1984 حتى 2010، وصدر منها حتى الآن 160 عدداً، آخرها هو (نهاية العالم) وهو العدد الأخير، ويحمل رقم 160 ، صدر في معرض الكتاب الدولي يناير 2010.
العميل 1001
——————-
يعرف ” العميل 1001 ” بانه مسلسل يحكي قصة جاسوس مصري استطاع أن يتغلغل إلى الجيش والمجتمع الإسرائيلي في عملية ناجحة قبل حرب 1973 وقام بدور البطولة مصطفى شعبان، ونيللي كريم، وآخرون ، قصة وسيناريو وحوار الكاتب نبيل فاروق الذى اقتبس المسلسل عن قصة حقيقية لإحدى الملاحم البطولية للمخابرات العامة المصرية التى قامت بزرع شاب مصري اسمه عمرو طلبة وسط المجتمع الإسرائيلي مثل رفعت الجمال الجاسوس الشهير ولكنه تم تجنيده داخل الجيش الإسرائيلي بل وتم إرساله إلى الجبهة كضابط اتصال. مات العميل 1001 شهيداً بواسطة قصف القوات المصرية وليس عن طريق اكتشافه من قبل جيش العدو الصهيوني، فقد رفض مغادرة وحدته الإسرائيلية وظل يبعث برسائل إلى القوات المصرية حتى يرشدهم إلى مكان وحدته المهمة جداً، وأصر على التأكد من إبادة الوحدة الإسرائيلية والتأكد من تحقيق الهدف وذلك بتقديم حياته فداء للوطن وإكمال مهمته على أحسن وجه ممكن .
“رفت سلام” .. وجائزة كفافيس الدولية
——————————————
وقبل أن يرحل العام تسقط ورقة أخرى من شجرة الابداع حيث رحل الشاعر “رفت سلام” أبرز شعراء السبعينيات في مصر والوطن العربي” يوم 6 ديسمبر الجاري
ولد رفعت سلام في الشرقية، في عام 1951، درس الصحافة وتخرج من جامعة القاهرة عام 1973، من مؤلفاته : ( وردة الفوضى الجميلة، إشراقات رفعت سلاَّم ، إنها تُومئ لي، هكذا قُلتُ للهاوية، إلى النهار الماضي، كأنَّها نهاية الأرض، حجرٌ يطفو على الماء) كما له العديد من الاعمال المترجمة وساهم في إصدار مجلة “إضاءة 77” مع بعض زملائه، ثم أصدر مجلة “كتابات”، وأصدر أول ديوان شعرى له عام 1987 بعنوان “وردة الفوضى الجميلة”، كما أسس مجلة “كتابات” الأدبية، وحصل على جائزة كفافيس الدولية للشعر عام 1993.
أشار الكاتب الصحفى والشاعر والمؤلف على عطا الى ان رفعت سلام احد أبرز شعراء جيل السبعينيات في مصر والوطن العربي ،كما أنه يعتبر اهم من ترجم شعر الحداثة العالمي إلى اللغة العربية ،وقد ترجم أعمال كفافيس وبوشكين ورامبو وريتسوس .. وغيرهم ، له أيضا دراسات في المسرح والشعر وكان يرأس تحرير سلسلة “آفاق للترجمة “التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وعمل مشرفا على القسم الثقافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط
د. يسرى العزب .. من اشهر شعراء العامية
————————————————
ويعد الشاعر والاكاديمى الدكتور يسري العزب أحد مؤسسي مؤتمر أدباء مصر وأول أمين عام له وعضو مجلس إدارة نقابة اتحاد الكتاب وأستاذ الأدب العربي بكلية الأداب جامعة بنها، حصل على عديد من الجوائز، جائزة النقد الأدبى الأولى من المجلس الأعلى للثقافة 1982 ، وعرف بأنه حبيب أدباء الأقاليم ومشجعهم..
ولد يسرى العزب عام ١٩٤٧ في الدقهلية،لأسرة أدبية تكتب الشعر،والده محمود أحمد العزب كان شاعرًا كلاسيًكيا يكتب الشعر الفصيح، وعمه الشاعر المشهور الدكتور محمد أحمد العزب من رواد شعر التفعيلة وصاحب ديوان (مسافرٌ في التاريخ)، وأشهر قصائده (موت أمي)، وكان مجددًا في الشعر، وأمام هذا أراد الدكتور يسري العزب التميز عن والده وعمه فذهب إلى الشعر الشعبي، والأزجال والأغاني ، تخرج في كلية الحقوق عام 1969، وفي كلية الآداب عام 1975 بامتياز مع مرتبة الشرف، ونال درجة الماجستير بامتياز عام 1981، ثم الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى عام 1985.
كتب يسرى العزب مسرحيات شعرية عدة وأخرجها ومثل فيها، منها “تغريبة عبرازق الهلالي”، ومسرحية “الوعد سعد” و”نخلتين في العلالي” و”ريحة النعناع”،ومن أشهر دواوينه: مسافر في التاريخ، وتعد قصيدة “موت أمي” أشهر قصائده، وصدر له 11 ديوانًا شعريًّا، ومن ضمن أعماله ديوان “حلق حوش”، ويضم 30 قصيدة يغلب عليها الطابع العاطفي والسياسي ، وكتاب آخر يحمل عنوان “غيطان الفقر” وهو دراما شعرية عن الواقع المصري الذي عاشته مصر قبل الثورة
يقول الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة : ان الشاعر الراحل الدكتور يسري العزب قدم تجربة مهمة جداً في الثقافة والإبداع المصري.وبجانب دراسة رسالة الماجيستير عن بيرم التونسي،وكذلك دواوينه فى شعر العامية ،وكتاباته النقدية المتعددة،ومقدماته لعدد من الكتب والإعمال الإبداعية..بجانب كل هذا كان له دور كبير في رعاية المبدعين الشباب في أقاليم مصر من أقصاها إلى أقصاها.
وأكد الكاتب الشاعر يسري السيد أن الدكتور الراحل يسري العزب كان يغلب عليه الطابع الإنساني بشكل ملحوظ،واحتضانه للمواهب الإدبية والفنية والثقافية والشعرية من الاجيال الشابة ، كما كان يسري العزب يجتمع مع الأديب عبد العال الحمامصي والاديب عبد الفتاح رزق،والاديب محمد جبريل،خاصة للاعداد لمؤتمر أدباء الإقاليم.
أضاف الشاعر والكاتب الصحفى يسري حسان أن الدكتور يسري العزب له العديد من الاعمال النقدية المهمة وهو من اشهر شعراء العامية الكبار في مصر اصدر اكثر من عشرة دواوين شعرية ،كما كان حريصا على كتابة مقدمات نقدية لشعراء وكتاب قصة مجهولين،فلم يلتفت إلى أشهر الأسماء بقدر اهتمامه بالأسماء البعيدة عن دائرة الضوء او العاصمة ليكتشفها ويكتب عنها ويقدم لها اعمالها.
اكد الشاعر يسري حسان أيضا أن الراحل في قصائده ومسرحه الشعري الذي كتبة ييدو شاعرا كبيرا ومتفردا له صوته الخاص ولغته الشعبية المحملة بعبق الريف المصري،حيث انه من ابناء محافظة الدقهلية،فهذا الحس الشعبي الفلاحي الريفي تجده منتشرا في قصائده ،وكذلك تجد الهم السياسي والوطني بشكل عام ضمن سلسلة اهتماماته ، ويجب تدريس أشعاره في المدارس والجامعات.
واشار أيضا انه قد أفنى حياته الادبية في قصور الثقافة ،وقدم مئات الشعراء للهيئة ،فيجب اصدار طبعة خاصة تضم اعماله الكاملة،تكون متاحة للنقاد والدارسين وكذلك الدراسات حول إبداعه الشعري.
واختتم الشاعر حديثة بتوجيه نداء للدكتور احمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة بان يسعى لنشر الاعمال الادبية الكاملة للراحل الكبير بطباعتها في مجلدات كى تكون هذه الاعمال متاحة للقراء والنقاد لامتداد تراث شعري مهم يجب ان نحافظ عليه ونحتفي به لما قدمة للحياة الثقافية من جهد وعرق ووقت.
د.رضا غالب ودراما المسرح
———————————–
هاهى ورقة جديدة ترحل عنا .. الدكتور رضا غالب أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون ، وأكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة على أن الراحل له بصمة كبير فى مجال النقد المسرحى من خلال كتاباته ودراساته المنشورة وكذلك مشاركته الفعالة فى العديد من الفعاليات المسرحية.
قدم الدكتور رضا غالب العديد من الدراسات والكتب النقدية المنشورة منها “الممثل والدور المسرحي”، “الممثل العربي بين ستانسلافسكي وبريشت”، “الميتاتياترو.. المسرح داخل المسرح”، كما شارك في العديد من المهرجانات المسرحية في مصر والوطن العربي.
ويعد كتاب “الممثل والدور المسرحى” أشهر مؤلفات الدكتور رضا غالب، حيث صدر عن أكاديمية الفنون بالقاهرة، وفيه أعاد “غالب” اكتشاف النجم أحمد زكى كظاهرة فنية جديرة بالتحليل وتكرار القراءة. ويذهب رضا غالب فى كتابه إلى أن ملامح أحمد زكى؛ وخصوصاً الصفة التشريحية للوجه؛ لا تحقق المعايير الجمالية المتعارف عليها فى مرجعيات السينما العالمية أو المصرية ،وبهذا يشكل هذا الفنان تياراً جديداً فى ملامح النجم (مع عادل إمام) بعيداً عن الفتى الأول، ويعد هذا التيار امتداداً لنجومية نجيب الريحانى وإسماعيل ياسين وفريد شوقى كممثلين غيروا من ذوق المتلقى حول الفتى الأول النجم.