اسمي بلاش منه، لكن عملى كاهن منذ أكثر من 40 سنة، ولا أنسى وصية أبي الكاهن اب الاعتراف الذى أوصانى قائلاً : في يومالعيد لا تجلس مع اسرتك لتعيد، بل عليك أن تتجه إٍلى الأسر المكسورة (الحزينة) الذين فقدوا ذويهم بسبب الموت لتخفف عنهمآلامهم ومصابهم يوم العيد .. كذلك أيضاً المرضى أو الذين ليس لهم احد أن يذكرهم بهذا اليوم.
بالفعل التزمت بهذه الوصية إلى أن جاءت الكورونا فأغلقت الكنائس ومُنعت الزيارات وأوقفت حال الجميع، والزمت الجميعمنازلهم بما فيهم الكهنة.
وجاء يوم العيد يوم عادي بلا منظر ولا جمال ولا حياة .. نعم، نحن ناكل ونشرب وندخل حظيرة حظر التجوال، كله بيتك بيتككالدواجن.
المنفس الوحيد هو الصلاة لله من أجل الكل، الأحياء والموتى، والمرضى والأصحاء.
كان التليفون هو الوسيلة البديلة التي هدانى إليها فكرى لكن هناك فرق بين أن تزور الأحباء ومعك فريق من الخدام الذينينقلون بهجة العيد إلى الذين قال عنهم الكتاب “كنت مريضاً فزرتموني، محبوساً فاتيتم إلى”. معلهش أن نصنع شيئاً بسيطاًخير من أن لا نصنع .. وما لا تستطيع ان تعمله كله لا تتركه كله .. وأيضاً من يقدر أن يعمل حسناً (بأى مستوى) ولا يعمل فهذهخطية ..
رحم الله الراقدين ونسأله شفاء المرضى، وأن يزيح هذا الوباء اللعين عنا، وأن يفتح لنا ابواب كنيسته.