بمناسبة الحملة الدولية 16 يوم انشطة مبنية على النوع الاجتماعي أذاع المركز المصري لحقوق المرأة الحلقة الأولى من التدريب الالكتروني” ازاي نعيش سعداء” وكانت الحلقة تحت عنوان” يعني ايه سعادة”
حيث بدأت نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري ومقدمة الدورة التدريبية في الحديث عن مفهوم السعادة، وكيف أن هذا المفهوم له تعريفات متعددة سواء من حيث اللغة أو علم النفس ألا أن جميع التعريفات تتفق على أنه الإحساس بالأمان.
وأشارت أبو القمصان إلى أن هناك هرم الاحتياجات الإنسانية يتكون من 5 درجات، وتحقيق كل درجة منه يتحقق درجة من السعادة، فالدرجة الأولى هي الاحتياجات الأساسية سواء أكل أو تنفس، أما الدرجة الثانية هي الإحساس بالأمان في الوسط المحيط سواء في المنزل أو العمل أو المجتمع العام، والدرجة الثالثة هي التقدير، التقدير للذات والتقدير من الآخرين، والدرجة الرابعة هي التحقق الذاتي من وجهة نظر الشخص ومن وجهة نظر الآخرين.
وأن أهم درجة من هذه الدرجات تشعر الإنسان بالسعادة هي الإحساس بالأمان، والإحساس بالأمان ينبع من علاقات خالية من العنف بكل أشكاله.
وتساءلت نهاد هل البيوت آمنة لجميع الأفراد عامة وللنساء خاصة؟ ويجيب على هذا التساؤل إحصاءات العنف ضد المرأة التي تؤكد تعرض 46% من النساء والفتيات للعنف بكل أشكاله سواء نفسي أو بدني أو جنسي، وأن هناك 35% من النساء والفتيات يتعرضن للعنف داخل المنزل، ولهذا تأثير كبير على جودة الحياة للنساء والرجال.
ويعتقد البعض أن العنف هو العنف البدني فقط، وهذا اعتقاد خاطئ، فالعنف يبدأ من التحقير والإهانة والتهديد، والحرمان، والمنع من الخروج، والمنع من العمل، الشتيمة، ثم تبدأ مرحلة العنف البدني.
ودائما ما تبدأ دوائر العنف من الإحساس بالحب، الذي معه نفرض الوصاية على الطرف الآخر والتدخل في تصرفاته وتحركاته تحت مسمى الحب، ويتطور الأمر من فرض الوصاية إلى فرض الأوامر التي نفترض من الطرف الثاني تنفيذها ولو لم تُنفذ يتطور الأمر لممارسة العنف النفسي ثم البدني. متناسين أن الطرف الثاني له شخصية مستقلة وأراء وقناعات قد تكون مختلفة عنا.
كل تلك العلاقات هي علاقات عنف ولا يشعر أصحابها بالسعادة، لأن العلاقات القائمة على التفاهم والنقاش والاهتمام والشراكة والاحترام بين الطرفين هي العلاقات التي يتمتع أصحابها بالسعادة.
وصرحت أبو القمصان أن السبب الوحيد وراء العنف هو خلل توازن العلاقات، فالعنف ينتج من شخص لديه طاقة سلبية يفرغها على شخص أضعف منه فيقوم الرجل بتفريغ الطاقة السلبية على المرأة وتقوم المرأة بتفريغ الطاقة السلبية على الطفل، ويقوم الطفل بتفريغها على طفل أصغر منه، وهكذا تستمر دوائر العنف.
ومن أخطر الأكاذيب التي يبرر بها الشخص القائم بالعنف هي” لما بتعصب مبشوفش قدامي” تلك أكبر أكذوبة لتبرير العنف لأن نفس الشخص الذي يمارس العنف على زوجته تحت هذا المبرر، لو كان يتعامل في نفس الموقف مع مديرته في العمل لا يستطيع أن يتجاوز حدوده، لأن علاقته بمديرته قائمة على توازن العلاقات.
ويقوم توازن العلاقات على العائلة القوية، أو الاستقلال المادي أو السلطة، ومن لا يملك كل هؤلاء فالقانون هو من يحقق توازن العلاقات. ولذا فأن الدول التي تطبق القانون نجد أن نسب العنف ضد المرأة هي نسب ضئيلة.
لمشاهدة الحلقة كاملة على الرابط التالي: