” اخرستوس انستي – اليسوس انستي” .. “المسيح قام .. بالحقيقة قام”.. علي الرغم من مشاعر الحزن العميق بسبب الفراق، إلا أن كل شعب الكنيسة في مونتريال والكيبيك، ودع بفرح علي رجاء القيامة، أبينا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عزيز، ملاك كنيسة مارمرقس مونتريال، والذي انتقل للأمجاد السماوية، في الأول من نوفمبر الجاري، وأقيم صلاة الجناز علي روحه الطاهرة، يوم الخميس الماضي، بمشاركة عدد من الآباء الأساقفة والعديد من الآباء الأجلاء الكهنة وعائلة أبينا الحبيب المتنيح القمص ميخائيل عزيز، احتراما لقواعد الصحة العامة في كندا، هذا وسمح بزيارة جسد أببينا الحبيب علي مدار يومين متتاليين خلال الأسبوع الماضي، لكل شعب الكنيسة والشعب المحب لأبينا المتنيح، كما كانت فرصة لتعزية أسرته الفاضلة.
وأقيم صلوات قداس الجناز يوم الخميس بصلوات أبينا الحبيب والمكرم نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا بمشاركة نيافة الآباء الأحبار الأجلاء نيافة الحبر الجليل الأنبا يوسف أسقف جنوب أمريكا،
، والأنبا جريجورى والأنبا بيزل الاسقفان العامان لجنوب امريكا.
كما بعث برقيات تعزية نيافة الأنبا يوسف أسقف بوليفيا، كما اتصل ووقدم التعزية نيافة الحبر الجليل الأنبا أبرام. وتحدث هاتفيا نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا أسقف مسيساجا وفانكوفر وغرب كندا مع الأنبا بولس ليقدم التعزية، وأوفد أبينا الحبيب أبونا يوحنا فرج من كنيسة إدمنتون في ألبرتا ليشارك في صلاة الجناز. كما قدم التعزية أبينا نيافة الحبر الجليل الأنبا سرابيون مطران لوس أنجيلوس وجنوب كاليفورنيا وهاواي بالولايات المتحدة.
وقد قام نيافة الحبر الجليل الأنبا مقار، أسقف الشرقية ومدينة العاشر من رمضان بزيارة كندا وزيارة أبينا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عزيز، قبل أيام من انتقاله لفردوس النعيم، كما اتصل به هاتفيا عدة مرات للاطمئنان علي صحته، بعد أن تحميل أبينا الحبيب صليب آلام المرض بكل تحمل وطول أناة بفضل نعمة الروح القدس التي لم تكن تفارق أبينا الحبيب القمص ميخائيل عزيز.
هذا وكان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد قدم التعزية لنيافة الأنبا بولس وأسرة أبينا الحبيب المتنيح القمص ميخائيل عزيز ملاك كنيسة مار مرقس مونتريال، ولخدام وشعب الكنيسة في انتقال أبينا الحبيب.
ورغم دموع الفراق مع رقاد أبينا القمص ميخائيل عزيز، إلا أن الفرح لأنه كان قد أكمل رسالته بأمانه وسافر إلي فردوس النعيم مع الأبرار والقديسين، ليستكمل مهمة أمام عرش النعمة في الصلاة من أجل الكنيسة والشعب.
وتحدث الآباء الأحبار الأجلاء الأساقفة عن خدمة أبينا الحبيب القمص ميخائيل عزيز، وحمله لصليه بكل محبة وجهاد وطول أناة. وخلال كلمته، شكر نيافة الأنبا بولس جميع الأحبار الأجلاء الأساقفة الذين شاركوا بالصلاة أو أرسلوا برقيات أو اتصالات للتعزية.
كما شكر الأنبا بولس قداسة البابا تواضروس الثاني علي اهتمامه ورعاية وتعزيته للإيبارشية والكنيسة وأسرة أبينا المتنبح الحبيب القمص ميخائيل عزيز.
وفي كلمته قال الأنبا بولس أسقف أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: أننا تعلمنا الكثير من أبينا ميخائيل عزيز، حيث سيرة، هي سيرة عطرة. وعرف عن أبينا القمص ميخائيل عزيز أنه كان أبا ناسكا ومجاهدا، لا يأخذ شيئا لنفسه، بل يعطي كل شي لمحبيه ومن حوله. ولذا كانت حياته حياة النشاط والجدية، وكان يحب الكنيسة والمذبح. وكان أبا حنين وجاد جدا، يتعامل بالأبوة الحانية مع جميع الأجيال الصغير والكبير، حيث كانت أبوته فياضة. كان أبينا ميخائيل محبا للصلاة والوقوف علي المذبح، وكان وجهه دائما منيرا بسبب حبه للصلاة. وإذا كان أبونا ميخائيل قد أكمل رسالته علي الأرض فإنه له رسالة في السماء ليصلي عنا ويسند كل واحد فينا بصلاته.
كما شكر نيافة الأنبا بولس كل من نيافة الأنبا أبجار هوفاكيميان رئيس إيبارشية الأرمن في كندا His Grace Bishop Abgar Hovakimyan، والسفير أحمد أبو زيد سفير مصر في كندا، والقنصل حسام محرم حسام محرم – القنصل العام لجمهورية مصر العربية في مونتريال وداليا عبد الوهاب القنصل العام لتقديم التعزية في انتقال أبينا الحبيب القمص ميخائيل عزيز.
وفي سياق متصل قال أبينا الحبيب أبونا فيكتور نصر، راعي كنيسة مار مرقس مونتريال: أظهر بالعمل ما هو أعظم من الكلام . وحفظ الوصية وبكل أمانة. وعبر عن حزنه وألمه بسبب الفراق لأبيه الحبيب أبونا القمص ميخائيل عزيز، الذي احتضنه منذ سيامته علي مذبح مار مرقس. وكان رغم صليب وإكليل مرضه يشتاق دائما إلي الخدمة، حيث كانت روحه يقظة وقلبه ممتلئ بالمحبة الأبوية لكل من هم حوله. وكان يكرر دائما وصية قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة عن سيامة أبينا ميخائيل كاهنا، حيث أوصاه بأنه إذا أراد أن يريح الشعب فعليه أن يتعب من أجلهم، لكن إذا أراد هو أن يستريح فإن الشعب سيتعب. ولذا كان أبونا ميخائيل يتعب دائما وفي كل وقت من أجل راحة رعيتهن حيث كان أبونا ميخائيل حافظا بمحبة في قلبه لهذه الوصية كل أيام خدمته. وكان يتمتع بالمحبة ومالها من قوة وسلطان لستر خطايا كثيرة لمن هم حوله.
وكانت هناك كلمات مؤثرة للغاية، تدمع كل من ينصت إليها من أبنائه، حيث تحدث أبينا الحبيب أبونا أرساني، الابن الأكبر لأبينا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عزيز، وكذلك أبنائه ماري ومرثا ومرقس عن وصايا أبينا الحيبب في أنهم لا يجب أن يتصرفوا علي أنهم أبناء لاب كاهن، وهو ما يؤكد جديته، ولكنه كان حنينا للغاية مع أبنائه وأحفاده، يتابع معهم دروسهم وتعليمهم اللغة العربية، وكانت أجمل الأوقات في التسابيح والتراتيل التي يقومون بها معه، وعبروا عن حزنهم لفراقه، لكنهم فرحين لانتقال إلي فردوس النعيم، ليصلي عنا جميعا، خاصة وأنه كان يحب الصلاة والتسابيح.
هذا وأبينا الحبيب القمص ميخائيل عزيز، ملاك كنيسة مار مرقس مونتريال، أدي رسالته علي خير وجه وبكل جهاد وطول أناة وأمانة ومحبة. ويجب أن أذكر أنه خدم الآلاف بكل محبة وطول أناة، وأنا وأسرتي منهم. ولا استطيع أن أنسي يوم أن وطأت أقدامي لأول مرة كندا، ورغم خوفي وقلقي لأيامي الأولي في أرض غربتي كندا، منذ عدة سنوات، بعد تواصل معه عبر البريد الإلكتروني، طمأنني علي انه سيستقبلني أن وأسرته في المطار، ثم يوصل بكل شنطنا الكثير إلي شقة تابعة لكنيسة مار مرقس عدة أيام مجانا، لنستعد للبحث عن شقة دائمة. ومن كثرة قلقي تعددت إيميلاتي له، فكان دائما رده، “يا ابني لا تقلق مش أنا اللي هستناك .. دا مار مرقس .. وانت عارف مار مرقس مش بيسيب حد”. يا الله علي هذه الجملة التي لن أنساها كل حياتي، وتجعلني أنا وعائلتي، نتحدث علي أننا مدينون لمار مرقس وكنيسته. علي الرغم من تأخرنا في الجمارك لأكثر من أربع ساعات في مطار بيير إليوت ترودو، كان يتواصل معي بالتليفون ويطمأنني، وبالفعل خرجنا من المطار أن وزوجتي وأولادي، وكان في انتظارنا، ووصلت شقة ما مرقس جلسنا فيها بضعة أيام.
في اليوم التالي، قابلته في مكتبه في كنيسة مار مرقس، كان وجهه يفيض بالنور والبركة، وكلماته مرحبة ومعزية. تحث معنا واحتضنا معنا كأبنائه بكل أبوة لا أنساها، أعطانا الثقة والاطمئنان، والارتباط بالكنيسة وبفضلها. ساعدنا وأفهمنا ماذا نفعل في خطواتنا الأولي فيما يتعلق بانجاز كل الأوراق الرسمية مع السلطات الكندية للاقامة الدائمة والتأمين الصحي والتأميني وغيرها. وعندما بحثت عن شقة وكل من اتحدث معه يطلب ضامن لأنه لم يكن لي عمل بعد، اتصل أبي الحبيب ميخائيل عزيز بشخص يدعي رولاند يمتلك عمارة في شارع فيليري وأكد له أنه يضمنني لديه لاستأجر الشقة في بناية قريبة من الكنيسة، وكانت الشقة جميلة ووشها حلو علينا. ساعد زوجتي في الحصول علي أول وظيفة، في مجال عملها وتخصصها.
كنا نتواصل مع أبينا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عزيز ملاك كنيسة مار مرقس، وأبينا الحبيب فيكتور نصر، نحصل منهم علي نعمة كلمة المنفعة والبركة. وأتذكر أنني في بدايتي حياتي قبل أحصل علي وظيفة مناسبة رغم دراستي وعملي في فرنسا لسنوات، كان يقول لي دائما اصبر، ومن يضع يده علي المحراث لا ينظر إلي الوراء. نعمنا ببركة زيارته في منزلنا ليباركه ويباركنا أكثر من مرة، وكانت كلماته دائما معزية ومنفعة وبركة لنا ولأسرتنا.
لا تكفي الكلمات الوفاء بما قدمه لنا أبينا الحبيب والغالي القمص ميخائيل عزيز، ملاك كنيسة مار مرقس، لأنه خدم الجميع بكل محبة وأمانة وطول أناة وأبوة باذلة الآلاف من المهاجرين الجديد. فلتصلي عنا يا أبينا الحبيب أمام عرش النعمة.
ونقدم تعزياتنا :”اخرستوس انستي” إلي أبينا الحبيب والمكرم نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس، وأبينا الحبيب أبونا فيكتور نصر، وأسرة أبينا القمص ميخائيل عزيز وأبينا الحبيب أبونا أرساني عزيز، وكل خدام وشعب كنيسة مار مرقس.