” شرفتى مصر من جديد ” .. تاج على رأس كل فتأة و امرأة مصرية و وسام فخر و اعتزاز و امتنان وحب و تقدير على صدر كل من لبت نداء الوطن من جديد و اثبتت وطنيتها و اخلاصها و ايجابيتها امام العالم كله فى ابهى صورها لتسطر مشاركتها المعهودة فى انتخابات مجلس النواب عام 2020 باحرف من نور بعدما كررت نساء مصر الصورة المعتادة لهن , و هن يجسدن حب الوطن و يتمسكن بحقهن فى اختيار من يمثلهن فى البرلمان .. لتؤكد هذه المرة الصورة الذهنية التى انطبعت فى اذهان الكثيرين بكم تكون المشاركة الفعالة للمراة المصرية تجاه كل استحقاق انتخابى تشهده مصر عبر سنوات لاستكمال بناء مؤسسات الدولة و كم تكون قدرتهن على اثبات تواجدهن بالشكل الفعال بما لا يدع احدا المزايدة على وطنيتهن أو التشكيك أو التقليل من دورهن المشرف لما تقدمه عن حب لوطنهن كشريك اساسى فى صنع القرار و رسم مستقبل بلدها , فلولا مشاركتهن غير المسبوقة و التى فاقت كل توقعات ما كانت تستكمل المسيرة .
” تحية لكل أم و أخت و زوجة ” تحدت كل الظروف المحيطة بها و قررت المشاركة و النزول للتصويت بمحض ارادتهن فى انتخابات مجلس النواب دون املاء أو توجيه من احد و انما حسهن الوطنى و اخلاصهن و انتمائهن و غيرتهن على مستقبل بلدها و ادراكهن بقيمة صوتهن و عشقا لتراب وطنهن , هو ما دفعهن من اجل المشاركة الوطنية و الادلاء بصوتهن لمن يستحق و قادر على قيادة المرحلة الراهنة .. فجاءت مشاركتهن المعهودة فى انتخابات مجلس النواب ليس بالامر الجديد أو الغريب عليها بل كعادتهن تتصدر المشهد الانتخابى , مبادرة تتفاعل بايجابية مع كل حراك سياسى مهما كانت التحديات .
الواقع العملى يشهد ان لكل استحقاق انتخابى ظروف خاصة .. مختلفة .. متباينة منها ما اقيمت فى اعقاب الثورة و اجواء سياسية متوترة و منها ما جاء فى ظل حكم الاخوان و مناخ سياسى مضطرب و غيرها ما كان بعد خلع الاخوان من سدة الحكم و وجود مناخ سياسى محتقن , و حاليا المخاوف من اندلاع موجه ثانية لفيروس ” كورونا ” و القلق من انتشار العدوى , الا انه رغم كل الظروف و التحديات تجد المرأة المصرية بمثابة ” كلمة السر ” و ” رمانة الميزان ” وراء نجاح اى استحقاق انتخابى .. فرغم انطلاق مراسم الاستحقاق الانتخابى الجديد الخاص بمجلس النواب وسط اجواء ظروف استثنائية نتيجة ازمة ” كورونا ” و المخاوف من عودة ارتفاع اعداد حالات الاصابات مجددا و من ثم التخوف من انتشار العدوى , وجدنا مشاركتها لن تتأثر باى ظروف لنجدها تتقدم الصفوف الاولى امام المقار الانتخابية منذ الصباح الباكر و ربما قبل فتح اللجان , تقف فرحة بعزيمة و ارادة واصرار مع اتخاذهن كافة الاحتياطات اللازمة لسلامتهن درء من الاصابة بعدوى ” كورونا ” , فجاءت مشاركتهن ايضا هذه المرة عن وعى صحى بجانب الوعى السياسى و الوطنى بارتدائهن الكمامات و الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعى مع اتاحة البعض منهن مطهرات للتعقيم فى صورة حضارية توضح كيف تتحرك المرأة و تتصرف وفق المناخ العام السائد , فلم تدع ازمة ” كورونا ” تسيطر عليهن و تمنعهن عن المشاركة و تلبية نداء واجبهن الوطنى .
حرصت المرأة المصرية على تصدر المشهد الانتخابى الجديد رغم ظروف ” كورونا ” نظرا لادراكهن قيمة صوتهن فى تقرير مصيرهن و بناء مستقبلهن , فجاءت المشاركة التى اعتادنا عليها من ” بنت البلد ” سواء كانت زوجة أو ابنة أو اخت لتجعل من خروجهن للانتخاب يوم تعبير عن ارادتهن الحرة ليقلن كلمتهن بكل امانة امام صندوق الاقتراع ليعطين صوتهن لمن يستحق للمرحلة و من قادر على المشاركة فى صنع القرار , خرجن اليوم فى انتخابات مجلس النواب و من قبلها حوالى شهر فى انتخابات مجلس الشيوخ و غيرها من الاستحقاقات الانتخابية التى مرت عليها ليقلن ” نعم ” لاستكمال بناء مؤسسسات الدولة , ” نعم ” لاستقرار الدولة المصرية , ” نعم ” للبناء , ” نعم ” للعطاء , ” نعم ” لتثبيت دعائم الدولة المصرية , ” نعم ” من اجل مستقبل افضل لابنائهن و ابناء وطنهن .. دائما ما تضع المرأة المصرية مصلحة وطنها امام عينيها و فى اولوياتها غير عابئة باى تحديات أو صعوبات تعرقلها عن القيام بواجبها الوطنى فمنها من يكن لديها ابناء و عليها متطلبات المنزل بجانب عملها اذا ما كانت امرأة عاملة لكنها وسط الظروف المحيطة بها و ما تمر به طوال يومها , قررت المشاركة بايجابية و تقول كلمتها امام صناديق الاقتراع لتقف ثابتة قوية صامدة امام قوى الظلام و كل من يريد النيل من هذا الوطن , و لعل البعض يحاول تحليل ذلك المشهد المشرف بمشاركتها الكبيرة غير المسبوقة بكونه ترجمة حقيقية لما تستشعره المرأة المصرية من امان و تقدير الدولة لكيانها و لدورها بجانب الدفاع عن حقوقها و العمل على دعمها و مساندتها و اتاحة الفرصة امامها لمزيد من التمكين داخل المناصب القيادية , فتجدها بتمثيل مشرف فى مواقع صنع القرار و ادراج عناصر نسائية ضمن التشكيل الوزارى و اختيار نائبات للوزراء ايضا وصولها لمنصب محافظ و غيرها من المناصب , و لم يكن التعويل على نسبة التمثيل فى حد ذاته بقدر ما هو حجم المسئولية التى كلفن بها بما يعطى انطباعا ان للدولة اتجاه فى مناصرة المرأة و اعطائها حقها و التعويل عليها فى تحمل المسئولية و ان المعيار الاساسى لاختيار الكوادر فى الجهاز التنفيذى للدولة جاء من منطلق الكفاءة .. و الجميع يشهد كم يتحملن على عاتقهن مسئوليات و فى المقابل يشهد لهن بكفاءتهن ليصبحن نماذج مشرفة لكل امرأة مصرية و للمجتمع ككل .
من الملاحظ ان العملية الانتخابية زينت بمشاهد انسانية اعطت دروسا حية بكم تكون الوطنية الحقيقية فى ابهى صورها باصرار من هن متقدمات فى العمر على الاقبال للتصويت رغم ظروفهن الصحية و ما يعانونه من صعوبات فى الحركة فمنهن من يشارك فى الاستحقاق الانتخابى على كرسى متحرك ايضا حرص ذوى القدرات الخاصة على المشاركة و لم يدعن ظروفهن الصحية عائقا امامهن أو مجالا للتخلى عن واجبهن الوطنى .. فجاءت مشاركتهن بمساعدة رجال القوات المسلحة فى دخولهن الى اللجان الانتخابية بمثابة ملحة وطنية و لافتة انسانية تظهر المعدن الاصيل لطبيعة المصريين , فتحول المشهد من مجرد انتخابات و واجب وطنى الى ” عرس ” حقيقى بوقوف الجميع يد واحدة من اجل استقرار وطنهن لنجد رغم اختلاف اماكن تواجد المرأة بانحاء الجمهورية و مراحلهن العمرية و توجهاتهن السياسية و الفكرية و الاجتماعية و هويتهن الدينية الا ان شىء واحد يجمعهن هو حب الوطن و الخوف على مستقبله .. و من فرحة المشاركة كان للمرأة دور فى اشاعة الفرحة و البهجة داخل بعض المناطق منهن من يطلقن الزغاريد خارج المقار الانتخابية و داخل اللجان و منهن من يشيرن بعلامة النصر وسط تشغيل الاغانى الوطنية عبر ال دى . جى فى مشهد يعطى انطباعا عن مدى الحرية و الرضا تجاه ما يعايشونه حاليا من اوضاع سياسية مستقرة .
و لا نغفل دور الدولة المصرية فى استقرار الاوضاع و استشعار المواطنين بالامان لاسيما قدرتها على تنظيم العملية الانتخابية بالصورة المشرفة التى ابهرت العالم باكمله وسط محاربتها للارهاب و التصدى للقوى المعادية للوطن و وقوفها بالمرصاد لمن يحاول النيل منها بجانب مواجهتها ظروف ” كورونا ” , فتحية و تقدير للقوات المسلحة و وزارة الداخلية لما بذلوه من جهد لتأمين الاستحقاق الانتخابى بنجاح من خلال اتباع اجراءات مشددة الى جانب التأمين من الناحية الصحية لتفادى انتشار عدوى كورونا , فدائما ما ينظر لمصر بعين الفخر و الاعتزاز من قبل الدول الاخرى بما يدع البعض منها يطلب رئيسا لها مثل الرئيس السيسى بقيادته الحكيمة و تحمله مسئولية قيادة الوطن .
بطبيعة الحال , فرضت الظروف الراهنة على غالبية الاسر المصرية بسبب ازمة ” كورونا ” و لاسيما ” الامهات ” بعدم اصطحاب اطفالهن الصغار معهن للاحتفال معا بالعرس الديمقراطى حيال ذلك الاستحقاق الانتخابى كما حدث فى انتخابات مجلس الشيوخ خوفا عليهن من العدوى بخلاف ما كان اعتادنا عليه من حرصهن على المشاركة مع ابنائهن الصغار تجاه كافة الاستحقاقات التى شهدتها مصر خلال فترات سابقة , و دخولهن اللجان معا بالاعلام المصرية و العمل على ” غمس ” اصبع اطفالهن فى الحبر الفسفورى – الذى منع استخدامه هذه المرة تفاديا لانتشار الاصابة ب ” كورونا ” – الى جانب التقاط الصور التذكارية ليتشاركن معا فرحة الانتخابات بما يغرس فى نفوسهم حب الوطن و الاعتزاز للانتماء اليه لاسيما فى ظل الاوضاع السياسية المضطربة و ما بها من تحديات حيث حرب الدولة ضد الارهاب و قوى الظلام , و ربما افسدت ” كورونا ” تلك الفرحة بكونها كانت فرصة عملية لاعادة النظر بشأن طرق تربية ابنائنا و حمايتهم ممن يستهدفون اضعاف وطنيتهم ليصبحوا السيف الذى يطعن به وطنهم .. و ما يطمئنا انه رغم غياب الاطفال عن المشهد الانتخابى لحمايتهم من عدوى ” كورونا ” الا انه بطبيعة الحال تنشئتهم وسط اسر وطنية تعرف حقوقها و واجباتها , تدرك ما لها و ما عليها يغرس فى نفوسهم حب الوطن و الانتماء .