في مشهد غابت عنه الإنسانية والرحمة، لقي أنس -رضيع لم يبلغ من العمر إلا أربعة أشهر – مصرعه، وذلك بعد أن اختلف أبويه بسبب 50جنيهًا، قررت الأم أن تترك المنزل (قرية كفر الفقهاء- مركز طوخ قليوب) والرضيع دون أن تُعلم زوجها انها ذاهبة ولن تعود، وسافر الزوج إلى مكان عمله دون أن يفكر في الاطمئنان على ابنيه وزوجته 9 أيام.
قد يعتقد البعض أن هذه المدة قصيرة لغضب زوج من زوجته وزوجة من زوجها، ولكنها كانت طويلة جدًا على جسد الرضيع، كانت مدة كافية بأن يموت جوعًا ويتحلل ويتعفن وتلتصق بقايا جسده بالسرير.
رقعة سوداء في جبين الإنسانية والأمومة والأبوة، رقعة سوداء أدمت قلوب المصريين عامة ونشطاء فيس بوك -الذين أعربوا عن ألمهم وحزنهم الشديد لما وصلنا إليه- خاصة، فالجميع يبكي الرضيع، بل يبكي زوال الرحمة من قلوب أبويه.
ترى “ر.غ”، أن الطفل لم يمت من الجوع ولكنه مات من الرعب:”الطفل مامتش من الجوع مات ألف مرة من الرعب والفزع وقلبه انفزع، الجوع دا آخر حاجة بيفكر فيها الكائن الحي في مواجهة الأصعب والأسوأ من كده.. وماذا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، رحمة الله عليك أكيد انتقلت لعالم أفضل وأرحم وأحن عليك من اللي كنت فيه”.
أما الأسطورة، فاعتبر أن هذه الصورة هي الأكثر وجعًا:”الصورة دي هي أكتر صورة موجعة في ٢٠٢٠ برغم كل اللي شوفناه في السنة، الصورة دي وحكاية الأب والأم اللي وراها اللي عاندوا بعض لحد ما طفل رضيع مالهوش ذنب مات من الجوع والعطش بتشرح المعنى الحقيقي للآية اللي بتقول ” ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة بتفهمنا ليه عايشين في غلاء أسعار وتعبانين؟ ليه مقدساتنا بتتهان لأن الرحمه اترفعت من قلوبنا “.
أما صفحة محافظة قنا، فقد وصفت الحادث بالجاحد:”وفاة طفل رضيع من الجوع بقرية طوخ بالقليوبية قمة الحجود وانعدام الضمير والقسوة والغلظة، خلافات بين الزوجين.. البيه راح شغله وبيرجع كل أسبوع والمدام سابت البيت وراحت لأهلها وبقي الطفل الرضيع بفراشه يناجي ربه حتى يلفظ أنفاسه ٩ أيام قضاها ذالك الرضيع في فرشته يفترسه الجوع وتنهش أحشاوه الدمعات والصراخ ليلقى ربه فهو أحن عليه من والديه قساه القلوب”.
واعتبر “ي.ش”، أن موت الطفل رحمة له:”هو الطفل خسارة فيهم راح عند الله في الجنة وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم”. وطالب “أ.ج”، بمحاكمة الأبوين. وكان مطلب الكثيرين هو إعدام الأبوين.
ويرى “ع.ه”، أن الأب لا ذنب له :”الأب ماله الأب معاه حق أنه يهرب من ولية قاتلة حقودة كيادة عنيدة غبية دي لا تنفع زوجة ولا أم ولا إنسانة كويس أنه هرب كان ممكن تحط ليه سم في الأكل وتقتله”.
وأكدت فنانة تشكيلية على ضرورة محاكمة الأبوين:”فعلا لازم يتحاكموا ما كان ممكن يودي الطفل لجدته أو عمته يراعوه، مش كمان يسيبه كل ده بالشكل ده، ماهو كل زوجين بينهم خلاف يجيبوه على الأطفال اللي مالهمش أي ذنب، لاحول ولا قوة إلا بالله”.
وأكدت “س.م”، أن كلاهما دورهما أساسي، قائلة:”يجب التحقيق معهما، إنها مسئولية مشتركة وعلى الأم بالأكثر أكيد، ولكن كان يجب على الزوج أن يفصل نفسه عن الخلاف ليتأكد من سلامة أهل بيته، كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته”.
وتساءلت “س.ت”، كيف استطاعت الأم فعل ذلك:”أصلًا كيف قدرت يوم ماتسألش على الولد أكل ولاشرب.. ولا موحشهاش طب اللبن الفي صدرها محنش.. ألومها هي بالاكتر”.
واستنكرت “ي.ن”:”لما مش قد الجواز والمسئوليه والخلفة بتتجوزوا وتخلفوا ليه دي نعمه متستاهلوهاش أصلًا متستاهلوش يكون عندكم طفل أغبيا”.
وقالت “أم. حنان”، إن ذلك الرضيع سيكون شاهد عليهما:”بدل ما الطفل يشهد لكم بحسن رعايته وتربيته ، سيكون شاهدًا عليكم وعلى قسوة قلوبكم وإجرامكم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم”.
وتعجب “ب.ب”، من بشاعتهما :”مش قادر أصدق إن في ناس وصلت للحقارة والبشاعة والقسوة الناس اللي زي دي متستاهلش أصلاً إنها تعيش . ربنا ينتقم منهم”.
وفسرت “ل.ع”، بأن هذا التصرف :”حبيته تربوا بعض.. ربنا استرد وديعته و نعمته عليكم علشان تتربوا.. وورونا هتعرفوا تعيشوا ازاي بعد كده و لا تناموا”.
وتألمت “ك.ج”، لتخيلها مشهد الرضيع وهو يبكي :”يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا… يا ترى ازاي الطفل ده عنده أربعة أشهر كان بيقاوم الجوع ثم الموت.. قعد كم ساعه يصرخ ولا كام يوم. حسبي الله ونعم الوكيل.. الإعدام للأم وليس الأب، اللهم أرنا عجائب قدرتك في الانتقام من الأب والأم”.
جدير بالذكر أن الأم لديها طفل آخر يبلغ من العمر عامين ونصف، وقد صاحبته معها وهي ذاهبة إلى بيت أهلها في قرية كفر الفقهاء طوخ بحافظة قليوب، وخرجت من المنزل بحجة شراء بعض المستلزمات، وبعد أن تأخرت خرج الزوج إلى عمله على أمل عودتها، إلا أنه بعد أن عاد بعد 9 أيام، وجد أن خلافهما هذه المرة قد أسفر عن مقتل طفليهما.