– تخوفات من التخلف عن ركب العملات الإفتراضية كالـ “بتكوين” والـ ” ليبرا “
– إطلاق العملة الرقمية أمر منطقى إذا انخفض استخدام النقد فى المنطقة بشكل حاد
أعلن البنك المركزي الأوروبي عن بدء مشاورات لمدة 3 شهور لإتخاذ قرار بشأن إصدار عملة ” يورو رقمية ” تشمل دول العملة الموحدة الـ19 ، على أن يجري سلسلة اختبارات حول جدوى “اليورو الرقمي” على مدى الشهور الستة المقبلة ، مشيراً إلى أن ” اليورو الرقمي ” يمكن الإحتفاظ به خارج المنظومة المصرفية، في “محفظة رقمية” على أن يتم السماح للأفراد والشركات بالقيام بعمليات دفع يومية بطريقة سريعة وسهلة وآمنة .. كما أكد البنك المركزى الأوروبى أن العملة الإفتراضية ستكون مكملة للنقود ولن تحل محلها “، كما يمكن إصدار أو تحويل مبالغ اليورو الرقمي بإستخدام تقنية سجلات الـ ” بلوك تشين / Blockchain ” أو كما تعرف بـ “سلسلة الكتل”، والتي تعتمد عليها أعلب العملات المشفرة كالـ “بيتكوين” و غيرها ، هذا وتهدف المشاورة لتحديد توقعات الجمهور والقطاع المالي والمؤسسات المالية ، وسيقرر ” المركزي الأوروبي ” فى منتصف 2021 – بحسب موقع capital الفرنسى – ما إذا كان سيبدأ فى إصدار اليورو الرقمي أم لا .
– البنك الأوروبى يستعد:
من جانبها قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي : “يجب أن نكون مستعدين لإصدار يورو رقمي إذا ثبت أن ذلك ضروري” ، وأضافت : إن هذه العملة المشفرة ستكون موجودة جنبًا إلى جنب مع النقد دون استبدالها ، منوهة أن البنك المركزي الأوروبي استطلع على الفوائد والمخاطر والتحديات التشغيلية المحتملة حول العملة الرقمية للبنك المركزي الأوروبي ” ” CBDC ، وقالت : ” إن اليورو ملك للأوروبيين ومهمتنا هي أن نكون الوصي عليه “.
وأضافت ” لاغارد ” : إن الأوروبيون يتجهون بشكل متزايد إلى التقنيات الرقمية في الإستهلاك والإدخار وأساليب الاستثمار ، وأن دور البنك المركزي الأوروبي هو الحفاظ على الثقة في العملة الأوروبية ، وهذا يعني التأكد من أن ” اليورو الإفتراضى ” سيكون مناسب للعصر الرقمي ، لذلك يجب أن نكون مستعدين لإصدار يورو رقمي إذا ثبت أن ذلك ضروري .
هذا واعتبر خبراء من البنك المركزي الأوروبي والبنوك المركزية لدول الإتحاد الأوروبي أن إطلاق عملة رقمية أمرًا منطقى إذا انخفض استخدام النقد في المنطقة بشكل حاد ، وينطبق الشئ نفسه في حال تعطل وسائل الدفع الخاصة بالإستقرار المالي وحماية مواطني منطقة اليورو ، وسيكون الموقف الأخير الذي من شأنه أن يدفع النظام الأوروبي لإصدار اليورو الرقمي هو الوضع الذي يتم فيه إصدار عملة رقمية منافسة من قبل البنوك المركزية خارج منطقة اليورو.
كما يعتقد فابيو بانيتا الخبير الاقتصادى ورئيس مجموعة العمل المشكلة من قبل البنك المركزى الأوروبى أن اليورو الرقمي سيعزز السيادة المالية للإتحاد الأوروبي ، في حين أن مجلس محافظي الإتحاد الأوروبي لم يقرر بعد موعد إطلاق اليورو الرقمي ، يمكن وضع جدول زمني للعملة الرقمية للظهور في نطاق واسع إلى حد ما من 18 إلى 48 شهر.
-مجموعة السبع ترفض ” ليبرا “:
من ناحية أخرى أظهرت مسودة بيان مجموعة السبع التى تضم كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا ، أن الزعماء الماليين لأكبر سبعة اقتصادات في العالم أكدوا معارضتهم لإطلاق عملة الـ ” ليبرا ” الرقمية لـ”فيسبوك” حتى يجري تنظيمها بطريقة مناسبة ، وورد بالمسودة التي جرى إعدادها لاجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة السبع، أن المدفوعات الرقمية قد تحسن الوصول إلى الخدمات المالية وتقلص أوجه القصور والتكاليف ، لكن أكدت المسودة أن مثل هذه الخدمات المالية يجب أن تخضع لإشراف وتنظيم بطريقة مناسبة حتى لا تقوض الاستقرار المالي وحماية المستهلك والخصوصية والأمن السيبراني.
كما ذُكر بالمسودة – بحسب وكالة رويترز – فأنه دون إشراف مناسب لمثل هذه العملة فإن قد تستخدم لعمليات غسل الأموال أو تمويل الإرهاب وقد تقوض نزاهة الأسواق والحوكمة.
ويخشى البنك المركزي الأوروبي من أن يتخلّف عن ركب العملات الافتراضية التي أصدرتها جهات وبنوك مركزية أخري، كذلك الـ “بتكوين” و الـ ” ليبرا ” التي ينتظر أن تطلقها ” فيسبوك” .. وتأتي تلك الخطوة في وقت يتزايد فية تفشي (كوفيد-19) ويتراجع فية التخلي عن الأوراق النقدية، ويتزايد فية عمليات الدفع الإلكترونية في ظل تجنب المستهلكين الأوراق النقدية والقطع المعدنية خشية انتقال العدوى، يتوقع أن ينفق الزبائن لأول مرة هذا العام المزيد من الأموال باستخدام البطاقات مقارنة بالنقود، بحسب تقرير صدر مؤخرا عن ” يورومونيتور إنترناشونال” لأبحاث السوق .
وقال فريدريك دوكروزيت – خبير الاقتصاد لدى شركة “بيكتيت” (Pictet) لإدارة الثروات، إن خطة فيسبوك لتأسيس عملة “ليبرا” سرّعت وتيرة تفكير البنوك المركزية في جدية النظر لطرح تلك المسألة ، كما تأتي بعد إطلاق الصين لعملتها الجديدة الـ”يوان” الرقمي، حيث باتت البنوك المركزية في أنحاء العالم تتسابق لإصدار عملاتها الرقمية لتحديث أنظمة المدفوعات، وكذلك لتقليل منافسة محتملة من عملات مشفرة تصدرها جهات خاصة على غرار “بيتكوين” (Bitcoin) .
-الصين .. والعملات الرقمية:
وبدأ البنك المركزي الصيني تجارب استخدام العملة الرقمية في 4 مدن في شهر إبريل ، كما بدأ بنك فرنسا اختبارات مشابهة ، بينما أعلن بنك اليابان أنه سيكثّف أبحاثه في هذا المجال ، ويصدر البنك المركزي الصيني عملات رقمية بقيمة 10 ملايين يوان (1.5 مليون دولار) لعدد 500 مستخدم سيجري اختيارهم عشوائيا، في خطوة يعتبرها البعض أول اختبار عام تجريه البلاد لنظام الدفع الرقمي لليوان .. وبات بمقدور أي شخص في مدينة شنجن بجنوب الصين التقدم بطلب للانضمام إلى البرنامج عبر أكبر 4 بنوك بالبلاد ، وقال كينجي أوكامورا أكبر دبلوماسي ياباني معنيّ بالشؤون المالية إن الصين تسعى للفوز بميزة الريادة في مساعيها لتطوير عملة رقمية.
وشرعت مجموعة من 7 بنوك مركزية كبرى من بينها مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بتحديد الشكل الذي قد تبدو عليه العملات الرقمية، وذلك في مسعى للحاق بدور الصين الريادي والتفوق على مشاريع خاصة على مثال عملة ليبرا التابعة لفيسبوك.
– اليورو .. والإيداع الرقمى:
ومن المرجح أن يكون اليورو الافتراضي نسخة إلكترونية من أوراق النقد لعملة اليورو ، وستكون عملة رسمية يكفلها البنك المركزي الأوروبي، كما ستسمح لأول مرة للأفراد بالإيداع مباشرة لدى البنك المركزي الأوروبي، وقد يكون ذلك أكثر أمانا من إيداع الأموال لدى المصارف التجارية التي قد تفلس، أو الإحتفاظ بالأوراق النقدية التي قد تتعرّض للسرقة أو الضياع ، ففي حال تحوّل عدد كبير من المقيمين في منطقة اليورو لاستخدام عملات افتراضية تعمل خارج نطاق البنك المركزي الأوروبي، فقد يؤثر ذلك على مدى فعالية تدابير سياساته النقدية ولتجنب ذلك، قد يقترح البنك المركزي الأوروبي الحد من مبالغ اليورو الرقمية التي يمكن لكل شخص امتلاكها أو استبدالها، كما سينظر البنك المركزي الأوروبي في المسائل المرتبطة بالخصوصية، وضمان عدم استخدام اليورو الرقمي في عمليات غسل الأموال عندما يقيّم إيجابيات وسلبيات إطلاق العملة الافتراضية في الشهور المقبلة.
قد يتجنب المودعين فتح حساباتهم التقليدية لصالح تلك الرقمية، الأمر الذي من شأنه أن يضعف المصارف التجارية في منطقة اليورو، وقد تكون المخاطر أكبر في أوقات الأزمات عندما يفضّل المدخرون الهرب إلى الأمان الذي يوفره “اليورو الرقمي”، مما يدفع المتعاملين بالتالي لسحب أموالهم من المصارف التقليدية ، وفي السنوات الأخيرة، بدأت المصارف المركزية تنظر في مسألة طرح أموالها الافتراضية الخاصة بها والتي تعرف بـ”عملة البنك المركزي الرقمية” كبديل ثابت وخال من المخاطر.