قامت أذربيجان مؤخرًا باستهداف مواقع ثقافية وتراثية ودينية أرمينية في إقليم ناجورنو قره باغ المتنازع عليه، حيث تم استهداف كاتدرائية المخلص الرسولية الأرمينية (كاتدرائية جازانشيتسوتس Ghazanchetsots Cathedral) المعروفة بكاتدرائية شوشي والتي تعود إلى القرن التاسع عشر، كما استهدفت في غارة منفصلة البيت الثقافي الأرميني في عاصمة ناجورنو قره باغ.
ونقل موقع جريك سيتي تايمز ماكتبه وزير الخارجية الأرميني زُهْراب مناتساكانيان Zohrab Mnatsakanyan في تغريدة على موقع تويتر حيث قال: “كاتدرائية شوشي المقدسة Shushi Holy Savior Cathedral قصفت عمدًا من قبل المعتد المتوحش. تواصل أذربيجان، بالتورط المباشر لتركيا والإرهابيين الدوليين، استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية والكشف عن عمق وحشيتهم بتدمير الأماكن المقدسة. هذه إهانة للإنسانية “.
كما قصفت أذربيجان الكنيسة للمرة الثانية عندما وصل صحفيون لتغطية الحدث. وقال الصحفي الروسي مراد جازدييف على تويتر: “ورد أن صحفي روسي أصيب بجروح جراء سقوط صواريخ أذربيجانية على الكاتدرائية للمرة الثانية. توافد الصحفيون على مكان الحادث بعد الهجوم الأول، وأبلغوا ما أعقبه. اختارت أذربيجان تلك اللحظة لشن ضربة أخرى”.
كاتدرائية شوشي، هي مقر إيبارشية أرتساخ للكنيسة الأرمنية الرسولية. وتقع في مدينة شوشي (أو شوشا) القريبة من ستيباناكيرت عاصمة جمهورية أرتساخ القائمة في إقليم ناجورنو قره باغ.
تم تشييد الكاتدرائية فيما بين عامي 1868 و 1887 ، وتم تكريسه أخيرًا في عام 1888، لكنه هُجٍرت خلال المذبحة الأذربيجانية للأرمن في مارس 1920 في مدينة شوشي.
تعرضت الكنيسة لمزيد من التدمير خلال الفترة السوفيتية، وتعرضت لتدمير أشد خلال حرب أرتساخ (ناجورنو قره باغ) الأولى والتي اندلعت في الفترة من 1988 و1994.
تم ترميمها في أعقاب الحرب وأعيد تكريسها في عام 1998. أصبحت معلمًا من معالم شوشي وقره باغ، ورمزًا لقضية قره باغ الأرمنية. يبلغ ارتفاع الكاتدرائية 35 مترًا (115 قدمًا)، وهي واحدة من أكبر الكنائس الأرمينية في العالم.
وقال تقرير موقع جريك سيتي تايمز: “أذربيجان دائمًا ماتعمل على إزالة المواقع الثقافية الأرمنية داخل أراضيها، وأشهر مثال على ذلك هو تدمير دجلفا لآلاف شواهد القبور التي تعود إلى العصور الوسطى.”
ونقلت عن تقرير مطول نُشر في المجلة الفنية Hyperallergic في فبراير 2019 ونشرته صحيفة The Guardian ، كانت الحكومة الأذربيجانية على مدار الثلاثين عامًا الماضية ، منخرطة في محو منهجي للتراث الأرمني التاريخي للبلاد.
وقال مؤلفي التقرير سيمون ماجاكيان وسارة بيكمان: “هذا التدمير الرسمي للقطع الأثرية الثقافية والدينية، وإن كان خفيًا، يتجاوز قيام الدولة الإسلامية بتدمير آثا المدينة الأثرية تدمر.
وأوضح موقع جريك سيتي تايمز أن اسقف الكنيسة الأرمينية في شمال إيران، المطران نشان توبوزيان، قام يوم 15 ديسمبر 2005، بتصوير – عبر نهر أراكسيس الذي يمثل حدودًا طبيعية بين إيران وأذربيجان – قيام الجيش الأذربيجاني بشكل منهجي بإهدار كل ما تبقى من دجلفا بمطارق ثقيلة. حمل الجنود الأنقاض على أسِرَّة الشاحنات وألقوا بها في نهر أراكسيس.
وختم الموقع قائلًا: “بما أن أذربيجان تقبل عن علم باحتلالها لأراضي أرمينية سابقًا، فإنها تشارك في التدمير المنهجي للمواقع القديمة والعصور الوسطى في محاولة لإضفاء الشرعية على حكمهم في الأراضي التي وهبتها لهم السلطات السوفيتية.”