عقد مجلسي الأعمال المصري الكندي و الأعمال المصري للتعاون الدولي، برئاسة المهندس معتز رسلان ، ندوة لمناقشة ظاهرة فيروس ” كورونا ” التي أثرت على مناخ الأعمال في العالم ، وكذلك على العلاقات الدولية مع ترق تفاعل إنساني يُصف بالأقل عن ذي قبل .. وأدار الحوار السفير عمرو الحناوي مساعد وزير الخارجية المصري .
حيث رحب المهندس معتز رسلان في بداية اللقاء بالدكتور السفير كريستيان بيرجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في جمهورية مصر العربية ، والسفير ستيفان روماتيه سفير فرنسا ، والسفير الدكتور جورج ستيلفريد سفير النمسا في مصر ، وأضاف : نشكرهم على تلبية الدعوة لمشاركتنا الحوار في موضوع ندوتنا اليوم والتي أرى أنها تأتي في توقيت هام للغاية، خاصة مع حالة التذبذب التي يشهدها تفشى هذا الوباء، ما بين انحسار في بلدان عديدة ومن بينها مصر، وارتفاع جديد للإصابات في بلدان أخرى، لكن يُمكن القول أن كل الدول امتصت صدمة كورونا جيدًا .
وقال رئيس مجلسى الأعمال المصري الكندي والأعمال المصري للتعاون الدولي : أبدأ كلمتي بمقولة للكاتب والفيلسوف براتراند راسل “الشيء الوحيد القادر على إنقاذ البشرية هو التعاون ” و بالتأكيد هذه حقيقة ثابتة ولكن ظهرت أهميتها بشكل أكبر مع جائحة كورونا ، التي أوقفت الحياة لشهور ليست بقليلة وكبدت الدول خسائر فادحة ، مازالت تداعياتها ممتدة ولم تنتهى بعد على الكثير من قطاعات الاقتصاد .. فلا شك أن أزمة ” كورونا” كشفت تراجع مفهوم التضامن الدولي والمسئولية المشتركة في مواجهة مثل هذه الجائحة التي كادت أن تهدد السلم والأمن الدولي ، حيث اتسمت جهود الكثير من الدول بالفردية ، ولم نر تعاون وتكاتف للتصدي للوباء في بداية ظهوره .. وإنما لاحظنا تبادل الاتهامات بين بعض الدول ومعاناة شديدة لبعض الدول المنكوبة التي كانت في حاجة ماسة للمساعدة ، وذلك في الوقت الذى كان المفترض فيه التكاتف وتبادل الخبرات والدعم المتبادل للحد من الآثار السلبية ، وإنقاذ حياة الآلاف ممن لقوا حتفهم جراء هذا الوباء ، ولعل السباق الدائر في اكتشاف اللقاح أبرز وصف لحال العلاقات الدولية في الفترة الراهنة .
وقال المهندس معتز رسلان : بالتأكيد حال العلاقات الدولية قبل كورونا لن يكون هو نفس الحال بعد انتهاء الأزمة ، بعدما كشفت عورات كثيرة في مفهوم العلاقات والتضامن الدولي ، وستعيد ترتيب الأوراق من جديد بين الدول وبعضها البعض بعدما غيرت مجرى التاريخ .. وهنا ستظهر تساؤلات عديدة ، هل ستختلف علاقات التعاون والتضامن الدولي في أي أزمات وكوارث مستقبلية ، أم أن السيناريو قد يتكرر ويكون التعاون في نطاق ضيق ويترك مصير الشعوب لإمكانيات وقدرة كل دولة على المواجهة .. فالصورة ليست قاتمة وهناك آمالاً كبيرة لعودة التضامن الدولي وإحياء وحدة المصير ، خاصة وأننا شهدنا علاقات تعاون بين العديد من الدول .
واختتم رئيس مجلسى الأعمال المصري الكندي والأعمال المصري للتعاون الدولي كلمته قائلاً : لا يختلف أحد على أن أزمة كورونا ستؤدى إلى ظهور نظريات جديدة في تفسير وتحليل العلاقات الدولية في ضوء ما أفرزته من تفاعلات جديدة بين الدول ، وكذلك تقييم لوظائف وأدوار المنظمات الدولية.
وأضاف : إن لقاءنا هذا يؤكد حرصنا ورغبتنا جميعًا في تعزيز علاقات التضامن الاجتماعي والتعاون الدولي في مواجهة أية أزمات مستقبلية، وبحث ما يمكن تداركه في المستقبل لأن كما ذكرت في بداية كلمتي “التعاون هو الشئ الوحيد لإنقاذ البشرية” .