أعلنت منظمة الصحة العالمية ان أخطر سمات كورونا المستجد سرعة انتشاره وتوقع موجات جديدة منه ، ورغم كل مجهودات الجهات الصحية فى مصر لتوفير اماكن الفحص والعزل للحالات الشديدة الوخامة بالمستشفيات عامة وايضا خاصة ، بدأت الرسالة التحذيرية تتغير بمقولة “اعزل نفسك بالبيت” حتى للحالات المؤكدة الإيجابية بالاصابة بكورونا.
وكان الضغط شديد على مستشفيات الحميات حتى جاءت فكرة مستشفى العزل الميدانى التى اقترحتها جامعة عين شمس وأشرف على تنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتم انجازها في خمسه عشر يوماً، وبعدها بأيام قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بأوامر رئاسية باقامة مركز عزل بأرض المعارض وافتتحها الرئيس ، وتعمل الان ، ونقدم فى هذا التحقيق كل ما يتعلق بأول مستشفيات عزل ميدانى صورة مضيئة لتكاتف مجتمعى بالحرب ضد وباء عالمى.
مستشفى وتحليل:
أوضح الدكتور اسامه اشرف رئيس المستشفى الميداني بجامعة عين شمس ان فكرة المستشفى ترجع إلى الدكتور محمود المتينى رءيس جامعه عين شمس الذى فكر فى إنشائها وتواصل مع الهيئه الهندسيه للقوات المسلحه التى سريعا استجابت وقامت بإنشائها فى وقت قياسي وهو ١٥ يوما وقد تكاتفت الايادى لبناء الصرح الطبى ومحاربة المرض حيث ساهم صندوق تحيا مصر فى البناء والإنشاء وساهم القطاع الخاص والجمعيات الاهليه بالأثاث والاسرة ،ووفرت جامعة عين شمس الأجهزة والأطقم الطبية
وبالفعل أثبت الشعب المصري قدرته على مواجهة الأمراض وقت الأزمات ،فتكونت منظومة طبيه متكاملة الأطراف ،وتوفر المستشفى فرصه العلاج والإقامة في غرف العزل والرعاية الحرجة مجانا وتتكفل بكل متطلبات المريض من علاج وغذاء
ولكن تلك الرعاية لمن تحتاج حالته لذلك لا يأتي المريض إلينا مباشرة او بشكل عشوائي ،لابد أن يتم تحويله من مستشفى الدمرداش او عين شمس التخصصي باعتبارهم مستشفيات تابعة لجامعة عين شمس ، او يتم تحويله من قبل وزارة الصحة ومستشفياتها المختصة لحالات كورونا ويتم الإخطار لنا عن طريق الاتصال التليفوني أو بجواب مرفق مع المريض ومن هنا نبدأ رحلة العلاج للمريض الذي يستحق العلاج وكل تلك الخدمه موجوده فى رحاب مستشفى عين شمس التخصصي عند الباب الخلفي بجانب دار الضيافة يوضح دكتور اسامه أن هناك فارق بين المستشفى الميدانى لعين شمس والتحليل فى السيارة
والتحليل بالسيارة يسمى “درايف ثرو” وهو تحليل مدفوع ثمنه وفقا لطلب المواطن لعمل المسحة لها سعر محدد ،والتحليل له سعر وهو يحتوى على مجموعة فحوصات طبية وتحاليل الأجسام المضادة او صورة دم كامله وهو داخل سيارته ويستطيع أي مواطن الاستفادة من تلك الخدمه بدون اى جوابات او تحويلات من مستشفى أخرى فهي مجرد اطمئنان أولى إذا كان هناك مؤشر باى اشتباه فى كورونا او تواجد لـ كورونا
ويحصل المواطن على النتيجة خلال ٢٤ ساعه وتلك الخدمة تحت رعاية وزارة التعليم العالي
وفى نفس السياق قال دكتور محى الدين سليمان وكيل مستشفى حميات العباسيه أن تلك التجربة أثبتت نجاحها وواضح بها التعاون المثمر وخففت العبء فعليا على مستشفيات الحميات و سيقل الضغط لدينا بعد تأسيس مستشفيات العزل للقوات المسلحة وهذا يؤكد على قدرة الشعب والجيش لمحاربة المرض
ونجاح تلك التجربه الفريده من نوعها اساسه هو راحة المريض وحلمنا ان يحصل كل مريض على سرير ورعايه طبيه جيده
تجهيز المستشفى:
ويكمل الدكتور أسامة قائلا: ولقد تفقد المستشفى بعد الانتهاء من تجهيزه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، واستمع الى شرح وافى عن كل ما يتعلق بالمستشفى وعدد الآسرة والخدمة الطبية التي يقدمها وهى كالآتى:
ومساحة المستشفى الميداني يقع على مساحة 4600 م2، بإجمالي عدد أسرّة يبلغ نحو 200 سرير، منها 165 سرير إقامة، و11 سريراً للرعاية المركزة والعزل، و 8 أسرّة للفرز، والأسرّة المتبقية لخدمة الأطقم الطبية والعاملين، وتم تنفيذها بتكلفة بلغت نحو 28 مليون جنيه، وتم إقامة المستشفى خلال 15 يوماً، وإحدى الشركات الوطنية المتخصصة في تصنيع الأثاث وهي شركة موبيكا، قد تبرعت بالأثاث غير الطبي لكافة غرف المستشفى والمكاتب وأقسام التمريض.
التصميم والتنفيذ:
وأوضح الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين، أن المستشفى الميداني تم تنفيذها وفق أحدث المعايير الطبية العالمية في هذا المجال، وتضمن الإنشاء تنفيذ شبكات الصرف الصحي والتغذية والشبكات الكهربائية داخل مواسير من البلاستيك، وتنفيذ خزانات مياه الشرب، وخزانات تجميع لمياه الصرف الصحي، ومحطة حقن “هيبوكلوريت الصوديوم” لحقن المياه قبل صرفها على الشبكة، كما تم إنشاء الهيكل المعدني للمستشفى من الألومنيوم، وتمت تغطيته بكسوة من “التيفلون” المقاوم للحريق والرياح والأمطار، وتم تنفيذ التقسيمات الداخلية لحوائط الغرف والمعامل والحمّامات من ألواح الصاج المحقون بـ “الفوم”، كما يوجد بالمستشفى محطة “أكسجين” متصلة بشكل مواسير داخل المستشفى مرتبطة بوحدات تغذية بجوار كل سرير، ومجموعات من وحدات الشفط المتنقلة وأسطوانات من الهواء، وتم تزويد المُستشفى ببطاريات للطوارئ للأجهزة الحيوية ” UPS ” سعة 40 كيلو فولت لكل وحدة، وتم تركيب كشافات إضاءة من “الليد” بسقف المستشفى، وتوفير سيارة إطفاء من الحماية المدنية بصفة مستمرة، فضلا عن توفير فردين من الحماية المدنية للمستشفيات بصفة مستمرة على مدار الساعة مع تجهيز المستشفى بعدد كاف من طفايات الحريق المتنقلة.
تحيا مصر:
ويعد صندوق “تحيا مصر” المساهم الرئيسى فى المستشفى، فقد قام الصندوق بتوفير 15 جهازاً للتنفس الصناعى، و1000 بدلة عزل للاطقم الطبية، هذا إلى جانب 10 آلاف كمامة عادية، و500 كمامة “KN”، ونحو 500 كمامة “N95″، فضلاً عن كميات من المطهرات اللازم لعمليات التعقيم، تصل إلى نحو 510 عبواة مطهرات.
دور الجامعة:
وحول دور جامعة عين شمس فى مواجهة أزمة كورونا قال صرح الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن الدور المهم الذي تقوم به جامعة عين شمس ومستشفياتها في مواجهة أزمة ” كورونا” في إطار خطة تنفذها الجامعة لتأهيل مستشفياتها للتعامل مع هذه الأزمة، حيث قامت بتجهيز مستشفى عين شمس التخصصي بمدينة العبور كمستشفى عزل للحالات الإيجابية البسيطة، إلى جانب تجهيز المدينة الجامعية للطلاب، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة كمستشفى عزل مؤقت، للحالات التي لم يظهر عليها أعراض المرض، وذلك بطاقة استيعابية 2389 سريراً.
من جانبه أشار رئيس جامعة عين شمس إلى أنه تم كذلك تجهيز المدينة الجامعية للطالبات؛ لاستقبال المواطنين العالقين العائدين من مختلف الدول، بطاقة استيعابية 815 سريراً، وبدأت المدينة الجامعية في استقبالهم اعتباراً من 20 مايو الماضي، كما تم تجهيز مستشفى ميداني داخل حرم الجامعة، وذلك في إطار تنفيذ خطة الدولة بتجهيز مرافق طبية للاستخدام في حالة الضرورة كمستشفيات لعلاج المصابين بالفيروس، وفي الوقت نفسه تم تجهيز مستشفى الطوارئ بالدمرداش كمستشفى عزل تضاف إلى مستشفيات العزل الأخرى التي تم إعدادها، لتكون على استعداد للاستخدام في حالة الاحتياج إليها.
عزل الجيش:
على صعيد آخر صرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي افتتح المستشفى العزل للقوات المسلحه و تم تجهيزه في زمن قياسي بطاقة 4 آلاف سرير لاستقبال الحالات الجديدة من مصابي فيروس كورونا، ثم عزلهم.
ويتميز المركز بوجود أسرة للرعاية المركزة، لتخفيف الضغط على المستشفيات الجامعية والحكومية والخاصة، وتم تخصيصه للحالات التي تحتاج إلى رعاية ولا يمكن عزلها منزلياً، حيث تم تزويده بالعديد من المعدات والمستلزمات الطبية ومواد التعقيم اللازمة لمواجهة تفشى فيروس كورونا.
وتبلغ مساحة المركز 311 ألف متر مربع (74 فدانا)، تشغيل المنشآت من قاعات ومبان الخدمات حوالي 23% منها، ويضم المركز مجمعا للقاعات الرئيسية على مساحة أكثر من 60 ألف متر مربع، يشمل 4 قاعات بمسطح 10 آلاف متر مربع، لتصل مساحتها الإجمالية إلى حوالي 40 ألف متر مربع، كما تضم 4 مناطق إدارية خلفية بمسطح 2400 متر مربع، ويوجد داخل المركز أيضا مبنيان للمطاعم بإجمالي مسطح 3500 متر مربع، يوجد به أيضا مناطق مفتوحة بإجمالي مسطح 65 ألف متر مربع، ويمكن استخدامها كساحة انتظار سيارات تسع حتى 2200 سيارة، كما يضم 7 مبان للخدمات على مساحة 7 آلاف متر مربع.
ويوجد مركز عزل الجيش بأرض المعارض بطريق محور المشير.