يعتمد جسم الإنسان على الجلوكوز كمصدر أساسي للطاقة اللازمة لعمل الخلايا وبناء الأنسجة والعضلات. يحصل الجسم على معظم الجلوكوز اللازم من الطعام الذي نتناوله. عند هضم الطعام، يتم تكسير النشويات و السكريات المعقدة إلى سكريات بسيطة ومنها الجلوكوز ويتم ضخها إلى مجرى الدم، يحتاج نقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى خلايا الجسم الى هرمون يسمى الأنسولين، هذا ما يؤكده دكتور محمود سمير استشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة قائلا : الأنسولين يُنتَج فى أجسامنا من البنكرياس. ومع دوران الأنسولين فى الدم، فإنه يَسمَح للجلوكوز بدخول الخلايا مما يُقلِّل من كمية السكر (الجلوكوز) في الدم. وعندما ينخفض مستوى السكر فى الدم، يقوم البنكرياس أيضًا بتقليل إفراز الأنسولين في الدم. و تعتبر مقاومة الأنسولين صورة من صور الخلل الذى قد يحدث فى هذه المنظومة الدقيقة.
مقاومة الأنسولين هي حالة يصنع فيها الجسم الأنسولين بشكل طبيعى، لكن استجابة الخلايا والأنسجة لذلك الأنسولين تكون ضعيفة. وبالتالي يتراكم السكر(الجلوكوز) في الدم بدلًا من تأديته دوره الطبيعي في تزويد الخلايا والعضلات والأنسجة الأخرى بالطاقة. و نتيجة لتراكم السكر في مجرى الدم، يبدأ البنكرياس فى ضخ كميات إضافية من الأنسولين.
ويوضح دكتور محمود سمير قائلا : لا يُعرَف حتى الآن السبب الدقيق لحدوث مقاومة الأنسولين. لكن يبدو أن التاريخ العائلي والجينات لها دور مهم في ذلك. بالإضافة إلى قلة ممارسة الرياضة المنتظمة وزيادة الوزن والسمنة. وتعتبر سمنة الوسط وتراكم الدهون حول البطن أيضًا من العوامل المهمة فى حدوث مقاومة الأنسولين.
ويُعتقد أن مقاومة الأنسولين هي السبب الأساسي لمتلازمة التمثيل الغذائي ، وهي السمة المميزة لمرض السكري من النوع الثانى. يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين أيضا إلى زيادة الوزن واضطرابات في مستويات الدهون في الدم (الدهون الثلاثية) والكوليسترول الجيد أو النافع (الكوليسترول عالي الكثافة).
و عن أهم الأساليب الغذائية للحماية من مقاومة الأنسولين و تطورة الي متلازمة التمثيل الغذائي و مرض السكري يدق أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية و الإكلينيكية – جامعة ستانفورد ناقوس الخطر قائلا : إن إرتفاع السكر في الدم يضاهي إرتفاع الكمية المأكولة من النشويات ، وهنا يبدأ السبب الأكبر من المشكلة .
ويروي لنا أبانوب ألبرت حكاية ” هشام” رجل في أواخر الثلاثينات من عمره لدية طفلتان و أسرة جميلة يرعاها ، أغلب وقته يكون مشغول بمشاكل العمل وأتعابة التي لا تنتهي، و ما أن ينتهي من عملة اليومي ، حتي يعود إلي منزلة و معه كم هائل من الحلوي والفطائر ليستمتع بها هو وأسرته ، خاصة أن هذه المأكولات الغنية بالمواد النشوية تسبب له حالة جميلة من السعادة و الإسترخاء بعد يوم طويل و شاق .
وبمرور الوقت بدأ يعاني ” هشام ” من شعور دائم بالتعب، الضعف و عدم التركيز !! و كثرة التبول بشكل غير أعتيادي و خصوصاً أثناء الليل !! ، حتي أن الأمر كان يوقظة عدة مرات من نومة ، كما أنه يعطش بصورة غريبة طوال اليوم بشكل لا ينتهي !! من هنا قرر زيارة الطبيب للاطمئنان علي حالتة الصحية ، وبعد الكشف وإجراء بعض التحاليل المعملية تم تشخيصه بأنه أصبح مريض سكر من النوع الثاني !! و علية فورا في البدء بأخذ الأدوية و إتباع خطة غذائية ، و تغيير نمط حياته بالكامل ، و حتمية إنقاص وزنة المرتفع بشدة خصوصا أن نسبة الكوليسترول الضار أيضا كانت مرتفعا جدا.
عزيزي القارئ أن قصة ” هشام ” هي قصة واقعية لإعداد كبيرة من الشعب المصري الواقع تحت خطر مرض داء السكري بشكل دائم ،
وبالرغم من هذا التحذير الذي أطلقه أبانوب ألبرت إلا أنه يقول: أن الحل لن يكون بالمنع من تناول النشويات أو السكريات كما يعتقد الاخرين او أن عليك تناول في يومك الخضروات فقط !!! فهذا ليس الحل من الأساس ، إنما نحن نريد أن تتضح لك الصورة كاملة في كيفية تنظيم يومك و عاداتك السلوكية ، حتي تعيش بصحة قوية و عافية لك و لأسرتك ، فيجب أن تعرف أن النشويات أهميتها كبيرة في إمداد الجسم و الخلايا بالطاقة و تحسين المزاج و ايضا بناء العضلات و صحة الجهاز الهضمي، إنما الكارثة تكمن عندما تزداد هذه الكمية عن الحد المسموح به فتؤدي بدورها إلي الكثير من الأمراض الجسدية المزمنة .
ويكشف أبانوب ألبرت عن خطة بسيطة للحماية من مقاومة الأنسولين و أمراض السكري:
أولا : تناول في حدود ٥-٦ وحدات من النشويات يوميا حيث أن
وحدة واحدة من النشويات = ربع رغيف بلدي أو ٢ ملعقة أرز او مكرونة او فريك أو كورن فلكس أو شوفان أو بليلة ”و هذة النشويات المعقدة بها نسبة مرتفعة من الألياف التي تساعد في تنظيم مستوي السكر بالدم و تنظيم حركة المعدة بشكل جيد .
ثانيا : تناول يوميا ٧ حصص من البروتينات مرتفعة القيمة الغذائية
١ وحدة بروتين = بيضة أو شريحة جبن أو ٢ ملعقة جبن قريش أو ٢ ملعقة فول
٤ حصص بروتين = ربع فرخة او ١٥٠ جرام لحم حمراء أو علبة تونة أو ماكريل أو سمكة ٢٥٠ جرام ، لأن البروتينات تساعد في الحفاظ علي الكتلة و القوة العضلية و التي من شأنها رفع معدل إستهلاك الجسم للطاقة و نزول الدهون الزائدة بشكل أسرع .
ثالثاً : تناول ٤-٥ حصص خضروات يوميا حيث أن وحدة واحدة = ثمرة خضار او ٦ معالق خضار مطبوخ
تساعد الخضروات علي إمداد الجسم بالاملاح و المعادن الغذائية الضرورية و صحة القولون و الجهاز الهضمي و علاج مشاكل الامساك نتيجة الألياف المرتفعة بها .
رابعا : تناول ٢-٣ ثمرة فاكهة يوميا اي نوع تحبة ، لكن قلل من الفاكهة المرتفع محتواها بالسكر مثل المانجة و العنب و البلح مرتين أسبوعيا تكفي .
خامسا : تناول القليل من الدهون ٢ ملعقة ”صغيرة” من السمن او الزبدة البلدي أو من الزيوت الصحية مثل زيت عباد الشمس أو الزيت الحار أو زيت الزيتون تكفي و أبتعد قد الإمكان عن الدهون المصنعة و المهدرجة حيث أنها تعرض لارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض القلب و تصلب الشرايين . ومع هذا يمكن أن تأكل قطعة حلوي صغيرة مرتين أسبوعيا .
خامساً: ممارسة ٣٠ دقيقة من الرياضة يوميا ٥ مرات في الأسبوع تكفي جدآ للحفاظ علي صحة جيدة خالية من الأمراض و تحميك من مخاطر مقاومة الأنسولين و تطورة ،و تعطي لقلبك قوة أكبر لحياة سعيدة مليئة بالنشاط و البهجة.
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجي فارما، والدكتور محمود سمير إستشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة ومحاضر دولي في التغذية الإكلينيكية أطلقا مبادرة صحية تقع تحت عنوان ” طبيب العائلة ” وذلك تضامنا مع المبادرات الصحية العديدة التى أطلقها السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للإهتمام بصحة المصريين و إيمانا باتجاة الدولة العام بملف الصحة، بل إهتمام العالم أجمع بملف الصحة بعد إجتياح الوباء العالمى ” فيروس كورونا ” هذا الى جانب توعية الشعب المصري بل والعربي وكل من يقرأها، وذلك حتى يعود بالنفع على صحة العائلة بأكملها وخاصة الأبناء فهم أمل الغد، فإنطلاق أى دولة وقوتها يأتي من قوة شبابها فهم حماة الوطن.