فاذ يجمع القمح الى مخازنه – اما الزوان فيحرقه بالنار – والزوان رمز الشر – فكيف يخلق الله الزوان؟
سألنى محدثى هذا السؤال كيف يخلق الله الشر .. وهو صانع الخيرات.. ومتى يكون هناك عالم بلا شر ؟
قلت له يا عزيزى .. ما رأيك فى القمح .. وهل تستطيع ان تعيش دون ان تزرع القمح الذى هو اساس الحياه .. فمنه نصنع الخبز.. قال لى لأ – لا نستطيع ان نعيش بدون خبز – قلت وهل يمكن ان يظهر القمح بدون تبن.. يحميه.. هذا هو الزوان.. هو التبن الذى يحمى حبة القمح – فالله من محبته خلق لنا القمح او الحنطة.. ولكن لابد من التبن الذى يحميها من الشرور المحيطة به
عزيزى هل تعرف وزن الجنين حينما يولد من بطن أمه يكون وزنه كم كيلو؟ قال اتنين كيلو – قلت له نعم لكن وزن الأم الحامل أثناء الحمل يزيد عن وزنها الطبيعى 10 ك – قال نعم. قلت له هكذا فالفرق هو الزوان.. لذلك يولد الطفل وتحمله الأم فرحة وتضعه على صدرها ويكون وزنه 2 ك أما ال 8 ك فهو زوان يلقى به فى سلة المهملات.
لذلك يا عزيزى عليك أن تدرك أن الزوان مخلوق لخدمة أولاد الله .. وليس هناك شر فى حد ذاته بل الله هو صانع الخيرات – فى كل ما تمتد إليه يديه – اما الانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يحول الخير إلى شر .. طالما أن قلبه شرير .. فالنار نطهى بها الطعام لكنها فى يد الانسان الشرير يصنع منها تدميراً للبيوت وحريقا للبشر – والمطر يا عزيزى مصدر خير يرسله الله لنا لنشرب ونروى الزرع فهو مصدر حياتنا .. لكن المطر هو هو احيانا يكون مصدر لكى نصنع منه سدوداً نغرق بها الاخرين .
وقد يكون الزوان هو الخطية التى يبعث بها الشيطان إلى قلوب البسطاء فيدمر حياتهم بسبب جهلهم لذلك كان التنوير للعقول هو تبديد لهذا الزوان والقضاء عليه – لذلك كانت الوصيه الإلهية: تعلموا منى. تهربون من الشر كما هرب المسيح من أمام هيرودس الملك وطغيانه – وبعد سنتين مات ذلك الذى كان يطلب نفس الصبى يعنى دع الشر يأخذ مجراه ولا تقف امام الشر – بلأهرب منه فهذه هى الشجاعة الحقيقية – لقد هرب ابراهيم من أمام شر لوط – وقال له لا تكن مخاصمة بينى وبينك فالأرض فيها متسع للشعوب ..