بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد الزعيمين، سيمون بوليفار، محرر أمريكا اللاتينية، وهوجو شافيز، قائد الثورة البوليفارية، نظمت سفارة فنزويلا البوليفارية، مؤتمرًا حضره بعض من أصدقاء وداعمي فنزويلا من الأحزاب اليسارية بمصر، وعدد من الصحفيين.
قال ويلمر أومار بارينتوس، سفير فنزويلا البوليفارية بمصر وإريتريا، ردًا على سؤال من وطني حول الأنشطة الاقتصادية التي تحدث عنها مادورو العام الماضي: “لم نتوقف عن العمل، ففي الفترة الحالية مع أزمة كورونا، كان تركيزنا الأساسي على الإنتاج الزراعي.
موضحا أنه رغم الأزمات التي نواجهها من نقص المعدات وغيره، لم تتوقف الحكومة عن دعم القطاع الصناعي، لكن أكثر ما نواجهه حاليًا هو التضخم، وفي ظروف كهذه فإن أكثر من يخسر هم أبناء الطبقات المتواضعة، أما المستثمرين وأصحاب الشركات فهم يستفيدون بطريقة أو أخرى. ولهذا فإن الحكومة حاليًا تعمل على منع أو التقليل من تلك الخسائر للشعب.”
وأوضح السفير خلال إجابته إن فنزويلا طلبت من صندوق النقد الدولي قرض لمواجهة الأزمة لكن قوبل الطلب بالرفض، فعادت فنزويلا لتطلب رد أموالها المصادرة فقوبل طلبها أيضًا بالرفض.
وفي سؤال آخر من وطني، حول الحوار مع شعوب أمريكا اللاتينية من خلال القوة الناعمة، أفاد بارينتوس أن فنزويلا مشتركة في قمة ساو باولو المعنية بتكامل دول أمريكا اللاتينية اقتصاديًا، والتي يمر على تأسيسها 30 عام هذه السنة. وقال: “التكامل المبني على الاقتصاد فقط ينهار بانهيار الاقتصاد، لكن التكامل الحقيقي هو المبني على التبادل الثقافي والفني والفكري، فتلك الأمور لا تنهار.”
وتطرق السفير الفنزويلي إلى شخصيتي جمال عبد الناصر وهوجو شافيز، مشيرًا إلى أن كلاهما شخصيتين ذات كاريزما عالية لأنهما كانا يسعان للدفاع عن ما يمتلكان وهو أوطانهم، لافتًا إلى أن هناك العديد من البلاد الإفريقية لازالت شعوبها يعانون ولكنهم مرتبطون بأرضهم لأنها هي ما يملكون.
وفي سؤال حول دعم الشعب لحكومة مادورو، أجاب بارينتوس: “الرد على هذا السؤال يتمثل فيما قام به الشعب في منطقة كارياكا عندما حاولوا القيام بهجوم عسكري لان ما واجههم لم يكن الجيش أو الشرطة بل المواطنون.”
وأضاف السفير: “وبطبيعة الحال كما في كل الدول، هناك من يؤيد الحكومة الحالية وهناك من يعارضها، لكن أغلب من ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والفقراء يؤيدون مادورو، وبالرغم من الحصار الاقتصادي والمستمر منذ 6 سنوات إلا أن أغلبية الشعب لم يقم بأي احتجاجات ضد الحكومة. بالطبع هناك مظاهرات واحتجاجات تخرج أحيانًا لأسباب مثل نقص الأدوية أو الطعام أو انقطاع المياه ونحن نوافق عليها لأنها سلمية، لكن لا يقوموا بثورة ضد مادورو كما تخطط الولايات المتحدة.”
وأكد ويلمر أومار أنه لن ينتهي الصراع بين الولايات المتحدة وفنزويلا إن لم يعاد انتخاب ترامب، بل فقط سيتغير بعض من الشكل الخارجي، لأن فنزويلا لديها أكبر مخزون استراتيجي من البترول، فلا يمكن أن يقبلوا وجود حكومة اشتراكية في دولة تمتلك بترول. ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة أسقطت الدول المجاورة لفنزويلا مثل الإكوادور وبيرو، ولم يتبق إلا فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا.
وألمح السفير إلى أن الولايات المتحدة لا تقبل أن يعارضها أحد أو يفكر بأسلوب مختلف عنها، ومن يغرد خارج سربها فهو معاقب، وهذا ما يقومون به مع الصين وروسيا، والآن يهاجمون الاتحاد الأوروبي بسبب تصريحات قالها مسؤولون بالاتحاد أن العقوبات على فنزويلا غير عادلة.
وتابع السفير الفنزويلي حديثه قائلًا: “وبالنسبة لفنزويلا، فهناك حملة في وسائل الإعلام العالمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي ضدها، وأي شيء يحدث بها يضخمونه، ويبثون أخبار كاذبة طوال الوقت حتى يصدقها الناس، مثلما كان يفعل جوبلز وزير إعلام النازية. ولهذا فإن سيمون بوليفار في فكره المستقبلي قال منذ 200 عام إن الولايات المتحدة بإسم الديموقراطية تنشر الألآم والبؤس في كل بلاد العالم.”