نظمت بعثة مصر فى جنيف سلسلة من اللقاءات للمجموعة الأفريقية مع مديري ورؤساء المنظمات الدولية والإنسانية لمتابعة نشاط تلك المنظمات في القارة الافريقية خاصة جهودها في دعم ومساعدة دول وشعوب القارة في التعامل مع جائحة كورونا.
وقال السفير علاء يوسف،المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، إن تلك اللقاءات تأتي في إطار حرص مصر والمجموعة الإفريقية على حشد الجهود الدولية لتقديم الدعم لدول القارة وتكثيف المساعدات المقدمة للقارة للتعامل مع الجائحة، خاصة في ظل هشاشة النظم الصحية في العديد من الدول الإفريقية، وما تمثله الجائحة من ضغوط إضافية على تلك النظم، فضلاً عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية المباشرة وغير المباشرة للجائحة على الدول النامية -خاصة الدول الإفريقية- في ظل التوقعات بتأثر اقتصاديات مختلف دول العالم نتيجة لإجراءات التعامل مع الجائحة والتي أسفرت عن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وانخفاض حركة التجارة العالمية وفقدان الملايين من الوظائف وفرص العمل.
من جانبهم استعرض مديرو ورؤساء المنظمات الدولية البرامج التي يجري تنفيذها في القارة الإفريقية، مشيرين إلى الحرص على استمرار تلك البرامج بدون تأثير خلال الجائحة، بالإضافة إلى العمل على توفير دعم إضافي من المؤسسات والجهات المانحة لتقديم المساعدات للدول الإفريقية.
وأكدوا تركيز نشاط المنظمات على زيادة الاستعداد ورفع درجة التأهب وتوفير سبل الوقاية، وضمان شمول الجميع في خطط التعامل مع الجائحة خاصة الفئات الأكثر ضعفاً، معربين عن أملهم في زيادة الاستجابة لنداء سكرتير عام الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم لإتاحة الفرصة للتركيز على مواجهة انتشار الفيروس.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية سامح شكرى أهمية تحدث الدول الأفريقية بصوت واحد مع الشركاء الدوليين فيما يتعلق بتفشي جائحة (كورونا)، والتركيز على أولويات وطنية محددة تخدم احتياجات القارة بالفعل، وكذلك ترشيد المبادرات التي تتقدم بها القارة للشركاء، على أن يتم ذلك في إطار مؤسسي من خلال الاتحاد الأفريقي، وأعضاء هيئة المكتب.
جاء ذلك خلال مشاركة شكري في مؤتمر وزاري مصغر عبر (الفيديو كونفرانس) جمع الوزراء الأفارقة أعضاء هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، استكمالاً لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر القمة المصغر عبر وسائل الاتصال، الذي جمع القادة الأفارقة أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي بهدف التباحث حول تداعيات وباء كورونا المُستجد علي الدول الافريقية.
وأكد شكري حرص الدولة على تعزيز الجهود الأفريقية المشتركة في هذا الإطار من خلال تقديم الدعم المالي المناسب لإنشاء الصندوق، فضلاً عن تقديم دعم مالي للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض، والذي من المقرر أن تستضيف مصر المقر الإقليمي له.
وأوضح المُتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أنه جرى التوافق – خلال الاجتماع – على أهمية استمرار التحرك مع دول مجموعة العشرين والشركاء الدوليين لتنفيذ والبناء على ما جرى الاتفاق عليه في اجتماع المجموعة لدعم الدول الأفريقية، كما أشار إلى قيام الوزراء الأفارقة بالتأكيد أيضاً على أهمية تبادل الدول الأفريقية لأفضل الممارسات على المستوى الوطني للتعامل مع الأزمة، وتبادل المعلومات فيما يتصل بالإجراءات المُثلى التي يتم اتباعها في هذا الشأن.
وأضاف أن الوزير شكري أكد دعم مصر لإنشاء قوة عمل على مستوى الخبراء من اللجنة التنسيقية لمبادرة الاستجابة الأفريقية لفيروس كورونا، بالتنسيق بين الاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا
اكد السفير رخا حسن عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية على أهمية الدور الحيوى الذى تلعبه مصر تجاه الدول الأفريقية بشكل عام وفى مواجهة فيروس كورونا باعتبار مصر من أهم دول القارة تقدما فى مجال الصناعات الطبية مشيرا إلى أن مصر أرسلت مؤخرا طائرتين لدولتى الكونغو وزامبيا تحمل مستلزمات طبية متنوعة وأدوات تعقيم تساعد الدول فى مواجهة أزمة وجائحة كورونا مضيفا أن مصر تقوم على قدر طاقتها بتقديم يد العون للدول الأكثر فقرا وأقل تقدما بالقارة وأشار رخا إلى رئاسة مصر للجنة التى تم تشكيلها برئاسة د هالة زايد وزيرة الصحة ودورها في متابعة تقديم الدعم الطبى المناسب لدول القارة ومتابعة نشاط الصندوق الذى تم التوافق عليه بين القادة الأفارقة لتوفير الموارد اللازمة لدعم جهود مكافحة فيروس “كورونا” في القارة وتبعاته السلبية على الاقتصاديات الأفريقية. ويقوم الصندوق على تبرعات رجال الأعمال لمساعدة الدول الأفريقية .
وأكد السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن أفريقيا دائما وأبدا فى قلب وخاطر مصر والأزمة الحالية يمر بها العالم قد تقتصر المساعدات التى تقدمها مصر لدول بعينها نظرا للظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر حاليا وأضاف بيومى بان هناك مؤسسات الدولية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى تقدم مساعدات للدول فى مواجهة الازمة الحالية ومصر استفادت من مبادرة هذه المؤسسات ومن المحتمل أن تطالب مصر هذه المؤسسات لتقديم مساعدتها لدول القارة السمراء خاصة الدول الأكثر فقرا ومن جانبها مصر لا تبخل بتقديم أوجه خبرتها فى كافة المجالات لدول القارة منوها بيومى الى الدور الذى تقوم به الوكالة الدولية للشراكة من اجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية لمساعدة الدول الاكثر احتياجا.