* المرحلة الأولي أوشكت على الأنتهاء .. جلي الأرضيات التي يرجع تاريخها الي 1870 ميلادية.
* المرحلة الثانية من التطوير تشمل عرض متحفي للمقنيات الكاتدرائية من ضمنها مقتنيات أهداها الأمبراطور هيلاسيلاسي للكاتدرائية المرقسية.
تعد الكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية أول كنيسة أُسست فى قارة أفريقيا، وتعد الكاتدرائية أيقونة الكنيسة القبطية بالإسكندرية و أحد أهم أماكن السياحة الدينية بالمحافظة، فكان مجيء القديس مرقس الرسول عام 62 ميلادية إلى الإسكندرية البداية للكنيسة القبطية في مصر حيث بشر أهلها بالمسيحية، وأسس كرسي الإسكندرية الرسولي المعروف باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وللكنيسة المرقسية مكانة كبيرة في تاريخ الكنيسة العالمي لأن منها خرج بطاركة الإسكندرية الأقباط العلماء الذين واجهوا مختلف الهرطقات التي ظهرت .
“أول كنيسة بالإسكندرية”
وكان أول المؤمنين بالمسيحية صانع أحذية مصري يدعى إنيانوس وقد حول بيته ليكون أول كنيسة في إفريقيا، وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية. عرفت الكنيسة ب”وكاليا” ومكانها هو مكان الكاتدرائية المرقسية الحالية بمحطة الرمل بالإسكندرية وهذا المكان يتوسط الإسكندرية القديمة.
“قصة الترميم”
شهدت الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية ترميم الأيقونات الأثرية وحامل الأيقونات بالكنيسة الذي يرجع الي عام 1870 ميلادية، حيث يعد هذا ضمن خطة متكاملة لتطوير الكاتدرائية مع الحفاظ علي التراث الأثري والمعماري والقيمة التاريخية لها لتحويل الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية الي مزار سياحي.
وفي هذا السياق قال القمص إبرام أميل وكيل عام البطريركية بالاسكندرية وراعي الكنيسة المرقسية “لوطني إن الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية لها مكانة خاصة حيث تعد أقدم كنيسة في مصر وأقدم كنيسة بأفريقيا يرجع تاريخها الي القرن الأول الميلادي، أعيد هدمها وأعيد بناءها عده مرات علي مر القرون فهي أيقونة الكنيسة القبطية المصرية لأنها أول كنيسة تحتوي على كثير من المخطوطات القبطية تؤكد أن المكان الذي به الكنيسة المرقسية هو بيت القديس أنيانوس الذي زاره مارمرقس وأسس فيه أول كنيسة.”
والكنيسة كما هي الآن بنيت في القرن التاسع في سنة 1870 ميلادية، وتم بناء الجزء الخاص بالهياكل وصحن الكنيسة والمنارات عام 1952 ميلادية في عهد البابا يوساب الثاني، ثم تم ترميم الكنيسة وترميم المنارات وتدعيمها عام 1990ميلادية في عهد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، وتم توسيع الكنيسة وعمل الجزء الخلفي منها علي نفس طراز الكنيسة الأولى، وافتتحها البابا شنودة في عيد الغطاس يناير 1990 ميلادية.
وعن الهياكل وحامل الأيقونات الموجود بالكنيسة يقول القمص ابرام أميل “يرجع تاريخه الى 1870 ميلادية، وحامل الأيقونات من الطراز البيزنطي أو اليوناني و كان وقتها ( القرن التاسع عشر ) الطراز الفني الأكثر رقيًا بالإسكندرية هو الطراز البيزنطي، حيث كان يمر الفن القبطي بحالة ضعف وبمرور الوقت وعوامل التعريه من عام 1870 ميلادية حتي الفترة الحالية تعرض حامل الأيقونات الي عوامل كثيرة أدت الى تشقق الكثير من الأيقونات التي أحتاجت الي ترميم وصيانة.لذلك كان التفكير في مشروع ترميم الأيقونات ضمن خطة تطوير متكاملة للكنيسة المرقسية بالإسكندرية
“أخر مستجدات مراحل التطوير بالكاتدرائية”
عن خطة التطوير والي أين وصلت الأن قال القمص أبرام أميل خطة التطوير تتم علي ثلاث مراحل فتم البدء في المرحلة الأولي نوفمبر 2017 تكلفت المرحلة الأولي من التطوير 10 مليون جنيها جميعها تبرع من شعب الكنيسة ومحبي القديس مارمرقس , و قد أوشكت المرحلة الأولي من التطوير بالكاتدرائية بالاسكندرية علي الأنتهاء وشملت ترميم حامل الأيقونات الأثري من خلال بعثة من اليونايين المتخصصين في مجال ترميم الأيقونات البيزنطية القديمة حيث أن حامل الأيقونات علي الطراز البيزنطي وأيضا تم ترميم هياكل الكنيسة التي كانت حوائطها بها رطوبة شديدة وترميم جميع واجهات الكنيسة وكذلك تم تركيب تكيف مركزي للكنيسة وتركيب نجف جديد بالأضافة الي أنه تم جلي الأرضيات التي يرجع تاريخها الي 1870 ميلادية.
أيضا تم عمل أيقونتين كبيرتين في صحن الكنيسة للقديس الأولي للأنبا أثناسيوس الرسولي، و الثانية للقديس كيرلس عمود الدين واللذان يعادوا من رموز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتم تنفيذ هاتان الأيقونتين بأسلوب الفن القبطي بتقنية الموزاييك من الأحجار الطبيعية وهي تقنية تتناسب مع طابع الكنيسة الأثري، وقد نفذ الأيقونتين الفنان صموئيل أنسي تحت أشراف لجنة أستشارية فنية متخصصة وأيضا تم صيانة جميع تكك الكنيسة الخشبية .
و أضاف وكيل عام البطريركية و كان التحدي المهم أمام جميع المهندسين والفنانين الذين عملوا في هذه المرحلة هو التطوير والتجديد مع الحفاظ علي الطابع الأثري القديم بالكنيسة دون المساس به، وعلي سبيل المثال تم الأحتفاظ بقرص المذبح الرئيسي للكنيسة الرخامي دون تغيير حيث أن المذبح تحديدا صلي عليه قداسة البابا يوساب وقداسة البابا كيرلس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البابا تواضروس الثاني .
وعن المرحلة الثانية من التطوير أضاف القمص أبرام أميل نأمل أن نبدء قريبا في المرحلة الثانية وتشمل تخطيط جديد لفناء الكنيسة يشمل متحف يضم كافة المقتنيات الأثرية وتاريخ الكنيسة القبطية بصفة عامة والكاتدرائية المرقسية بصفه خاصة، وعلي سبيل المثال بعض المقنيات التي أهداها الأمبراطور هيلاسيلاسي للكاتدرائية المرقسية كما يشمل المتحف جزء من توثيق حادث تفجير الكاتدرائية سنة 2017 ومقنيات الشهداء في حادث التفجير الأرهابي، وكذلك أستراحة الزوار وأيضا مكان لشراء بعض الهدايا التذكارية الخاصة بالقديس مارمرقس كما تشمل هذه المرحلة أيضا صيانة واجهات جميع المباني المحيطة بالكنيسة والتي تعتبر واجات مرئية من داخل الكنيسة .
وأضاف أن المرحلة الثالثة أكمل القمص أبرام أميل المرحلة الثالثة تشمل التجهيز التقني والتكنولوجي للزيارات علي سيبل المثال، سيتم توفير أجهزة صوتية لشرح تاريخ الكنيسة القبطية، وتاريخ الكاتدرائية المرقسية بعده لغات يستخدمها الزائرين للكاتدرائية أثناء زياراتهم علي غرار ما يتم في الأماكن الأثرية بالعالم كله.
وأضاف القمص أميل أن بمناسبة مرور 150 عاما علي أنشاء الكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية كان هناك ترتيبات أن يكون هناك احتفالية خاصة بذلك تحت اشراف ورعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا، وبطريرك الكرازة المرقسية سبتمبر القادم، وأن كان الموقف غير واضح حاليا بسبب أنتشار جائحة كورونا المستجد في العالم كله.
“لمحات هامة عن الكنيسة المرقسية”
يذكر أنه الكنيسةالمرقسية بها مقر رأس القديس مارمرقس، ولكن أباء الكنيسة القدماء قاموا بسد السرداب المؤدي له بكتلة خرسانية كبرى، خوفًا على رأس القديس مرقس من السرقة، خاصة بعد محاولات متكررة للسرقة. وقد نجح بحارة من فينسيا فى القرن التاسع في سرقة جسد القديس المتواجد حاليًا داخل كاتدرائية ضخمة فى إيطاليا بمدينة البندقية، ويعد أحد أهم مزارات السياحة الدينية بها ويحظى بتقديس وإقبال كبير على زيارة مزار جسد القديس، و الكنيسة بها مقبرة أثرية، تقع فى وسط الكنيسة من الناحية الجنوبية، وتضم رفات الآباء البطاركة للكرسى البابوى فى الألفية الأولى الميلادية، وقد تم تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والإنجليزية.
و تضم أيضًا مجموعة من الأيقونات الأثرية، حيث يوجد بها 4 أيقونات من الموزاييك من تصميم الفنان القبطى “إيزاك فانوس”، كما يوجد بالمدخل أيقونتان أثريتان للسيد المسيح والسيدة العذراء وقد تمت تغشيتها بالذهب والفضة، و تسع الكنيسة نحو 1200 مصلى جلوسًا، ونحو 1500 مصلى آخرين وقوفًا، و يوجد بها الكرسى البابوى الأثرى الذى جلس عليه العديد من بابوات الإسكندرية فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ومنهم البابا كيرلس الخامس أطول من جلس على الكرسى البابوى لمدة 52 عامًا و9 أشهر.
و ظلت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية مقرا لبطريرك الكنيسة لمدة ألف عام ثم انتقل المقر عدة مرات إلى ان أصبح الآن في أرض الأنبا رويس بالعباسية، بعد سيامه خرستوذولس بابا الإسكندرية انتقل من الإسكندرية إلى مصر، واتخذ الكنيسة المعلقة بظاهر الفسطاط مقرًا له. كما جدد كنيسة القديس مرقريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزًا لكرسيه، وجعل أيضًا كنيسة السيدة العذراء في حي الأروام مقرًا له يأوى إليه عند اللزوم وذلك برضى أسقف بابيلون.