كشفت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية عن حدث هام بالنسبة لبلدها ، حيث رحب شعب بيمون الأصلي رسميًا في طقس روحي تاريخي بـ”الجدة كويكا” la abuela Kueka أو “حجر كويكا” la piedra Kueka في مقاطعة سانتا كروز دي مابوري، في ولاية بوليفار، بعد أكثر من 21 سنة من النضال الدؤوب لتحقيق عودته إلى موقعه المقدس.
هذا وتمثل عودة “حجر كويكا” معلمًا تاريخيًا في مكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الثقافية في العالم، وهي في الوقت نفسه دليلًا هامًا على المثابرة والقوة الباسلة للشعوب الأصلية، الذين كان صراعهم الذي لا يكل هو مركز إعجاب جميع شعوب العالم الذين يناضلون من أجل إنقاذ وعودة وإعادة التراث الثقافي الذي نُهب وسُلب من جانب المدن الإمبريالية أو من القوى الاستعمارية الجديدة، كما يؤكد هذا الانتصار في الدفاع عن السيادة الوطنية وقيم الأجداد وثقافة السكان الأصليين التزام الحكومة البوليفارية بإبقاء كفاحها من أجل استقلال ووحدة أراضي الدولة الفنزويلية دون تغيير، بعيدًا عن التهديدات والمزاعم والاعتداءات الإمبريالية الحالية.
إن “الجدة كويكا” عبارة عن حجر جاسبر وزنه 30 طن، وهو صخرة قديمة يعتبرها البيميون عنصر كوني هام يضمن توازن وتناغم الطبيعة. وقد أعلنت اليونسكو سرقة الفنان والتاجر الألماني فولفجانج كراكر فون شوارزنفيلد للحجر بشكل غير قانوني عام 1998، ونقله إلى ألمانيا لدمجه في معرض الحجر العالمي في حدائق تيرجارتن في برلين.
ومنذ ذلك الحين بدأ شعب بيمون معركة لا هوادة فيها من أجل استعادة جدته الألفية، واتخذت الحكومة البوليفارية إجراءات قانونية متعددة للمطالبة بإستعادة الحجر المقدس، ففي عام 2000 قام حكومة فنزويلا البوليفارية بتفعيل خطوات رسمية لعودة الحجر إلى أراضي بيمون وفي 2010 طلبت بشكل رسمي من ألمانيا إعادة الحجر. وبعد سلسلة من المحادثات، توصل البلدان إلى اتفاقية ودية، وفي مايو 2018، بدأت إعادة “حجر كويكا”. وفي 20 يناير 2020 تم استرداد الحجر من حديقة متروبوليتان تيرجارتن في برلين، ووصل إلى الأراضي الفنزويلية في 16 أبريل الماضي.
وقالت السفارة الفنزويلية: “يؤكد هذا الانتصار في الدفاع عن السيادة الوطنية وقيم الأجداد وثقافة السكان الأصليين من جديد التزام الحكوم البوليفارية بمواصلة كفاحها من اجل استقلال الدولة الفنزويلية وسلامتها اٌلإقليمية، بعيدًا عن التهديدات والمطالبات والاعتداءات الامبريالية الجديدة.”
وأضافت السفارة قائلة: “أن إعادة “الجدة كويكا” أصبح حقيقة بفضل ذلك الموقف السيادي الثابت وعملية التحولات الهيكلية التي أدخلتها الثورة البوليفارية في المجتمع الفنزويلي والتي سمحت بالمطالبة التاريخية بحقوق أسلاف شعوبنا الأصلية تحت إشراف وقيادة القائد هوجو شافيز والرئيس نيكولاس مادورو.” آملين أن تكون استعادة هذه الصخرة الألفية المليئة بالرموز والحب إلى مكانها المقدس السبب في عودة التوازن والانسجام في الأرض الأم، وسط هذا الوباء الذي يصيب البشرية جمعاء.