تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، صور لصلاة إكليل من داخل كنيسة مارجرجس بالسويس، يظهر فيها القس يوحنا منير وهو يقوم بإتمام صلاة “سر الزواج” للعروسين اللذان يرتديا ملابس “كاجول”، و هم يتممان مراسم الإكليل.
كانت التعليقات والتساؤلات تساؤلات كثيرة حول هذه الصور على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة و أنها تعتبر من أوائل الصور المنتشرة بعد قرار الكنيسة و قرار قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، بالسماح بإقامة صلوات الإكليل في الكنائس أو البيوت، على أن لا يزيد المدعوون عن ستة أفراد، بالإضافة إلى الأب الكاهن وشماس واحد، أيضاً مع مراعاة أن يتم تطبيق كافة الإجراءات الصحية لتفادي انتقال فيروس الكورونا.
سردت العروس ساندي سعيد، حكايتها مع مينا ملاك لـ”وطني”، قائلة: قصتي بدأت مع مينا عند لقاءنا في إحدى المناسبات، ثم بدأت قصة حبنا وارتباطنا الرسمي يوم 3/3/2019 ، و بعد سنة من فترة الخطوبة كان حبنا يكبر وينمو، رغم المشاكل التي كانت تواجهنا، و لكن مشاعرنا كانت تقوي العلاقة أكثر وأكثر، وكنا نشعر بيد الله في علاقتنا، وأن الله يبارك هذه العلاقة، خصوصًا وقت تجهيز الشقة، كانت يد الله تبارك كل خطواتنا، و كنا نواظب على حضور القداسات كل أسبوع.
كانت المشكلة الحقيقة والكبرى التي واجهتنا منذ بداية عام 2020 ، أننا كنا قد اتخذنا قرار الزرواج بعد عيد القيامة مباشرة، وتم تجهيز كل شيء و”عملنا نصف إكليل” ولكننا لم نضع وباء الكورونا في حسابنا، وتأثيره على كل النواحي الحياتية في مصر، ولم نكن نتصور أنه في يوم تغلق أبواب الكنيسة، وكنا نسأل كل يوم : متى سيتم فتح الكنيسة ؟! ولكن لا يوجد رد حاسم، وكانت كل الإجابات تقول، إن شاء الله، و ربنا يسهل ,,, الخ .
تابعت “ساندي”: شعور سييء جدًا أن تقوم بتجهيز شقتك، ثم تجلس مكانك، وأنت لا تعلم متى سيتم زواجك لأننا كان من المفترض أن يتم زواجنا يوم 30 – 4 ,ولكن فرحي تم إلغاءه بسبب القرارات الأولى للكنيسة بوقف كل النشاطات والزيجات، ومع مرور الأيام، أصبحت الأخبار تزيد من القلق والتوتر أكثر فأكثر، وكنا في حزن رهيب، و كنا نريد بشدة أن يحل علينا الروح القدس، إلى أن جاء يوم 30 – 4 صباجاً ، وتفاجأت باتصال من مينا يخبرني بأن:”في قرار نزل تعالي نكلل بكره قولت له بجد بكره ؟! قال آه بس في مشكلة مفيش فستان ولا مكياج، واللبس عادي وهنلتزم وهنلبس كمامات كمان ومش هيحضر حد غير 6
وأنا وأنتي قولت له لا مفيش أي مشكلة، وسألني أنتي موافقة؟ قلتله موافقة”.
و أضافت ساندي: تم تحديد يوم 1/5/2020 الساعة11 صباحاً لكتابة الأوراق وصلاة الإكليل، وكان الآباء فرحين بموقفنا، خصوصًا أن الكثير من البنات والشباب يعتقدون أن الفرح عبارة عن فستان أبيض وبدلة، وتناسوا أن الفرح هو الإكليل نفسه، وأيضاً شريك الحياة الذي اخترته، إن الأحداث التي عشناها والوباء وتغيير القرارات وعدم وجود زحام بالأفراح كشف لنا أشياء كثيرة لم نكن نعيها في السابق، وأصبحت الآن لا تعني لنا أي شئ” .
ذكرت “ساندي “، لم ننس أهلنا ولم نُجر على حقهم في الفرح بنا، فقررنا أن نقوم بعمل الإكليل وفق رغبتنا، و في اليوم التالي سـيتم الزفاف بالفستان الأبيض، وسنقوم بالتصوير، مع أخذ كافة الإجراءات الاحترازية، حتى لا يُضر أحد، وللوقاية من خطر انتشار هذا الفيروس، لأنني لن أسامح نفسي إذا تأذى أحد بسبب فرحي.
واختتمت “ساندي”: نحن نعيش أحداث غير مسبوقة، ولقد صليت للبابا كيرلس ومارجرجس أن يشفعوا وطلبنا من ربنا أن يفرحنا كلنا، ويرفع هذا الوباء، ونحن كان هدفنا أن نكون مع بعض، و لم يكن قرار الزواج تسرع منا، وأعتقد أننا قمنا بالاختيار الصحيح، خصوصاً أنه لا يوجد شخص حتى الآن يعلم متى سوف تنتهي هذه الأحداث، لقد كنت خائفة أن يحدث أي شئ وأنا ومينا لسنا بجانب بعض، في هذا الوقت لن تنفعني البدلة , ولن ينفعه الفستان.. ربنا حقق لي حلمي وهو أن اُصلي إكليل زواجي أمام الهيكل في مارجرجس، و أمام صورة السيد المسيح في الهيكل وكآنه فاتح أحضانه، وأنا ومينا كنا في حضنه، وهذا هو حلمنا وتحقق.