قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بإلقاء عظة خلال ترأسه لقداس أحد الشعانين بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون.
وبدأ قداسته العظة قائلاً: كل عام وانتم طيبين بمناسبة احد الشعانين “”أحد السعف” هو أحد الأعياد السيدية التي تحتفل بها الكنيسة ونحتفل بعمل السيد المسيح الخلاصي من أجلنا جميعا.
وذكر قداسته صفات السيد المسيح التي نراها في كل يوم من ايام اسبوع الآلام وهي كالتالي:
. في يوم سبت لعازر: المسيح المحيي
.في احد الشعانين: المسيح المفرح
. في يوم الاثنين: الميسح الديان
.وفي يوم الثلاثاء: المسيح المعلم
.في يوم الاربعاء: المسيح المحب وهو يوم الخيانه تسليم المسيح من خلال يهوذا الخائن
.في يوم خميس العهد: المسيح المتضع
.في يوم الجمعه الكبيرة: المسيح المخلص
.في يوم سبت النور : المسيح النور
.في يوم احد القيامه: المسيح الفادي القائم من بين الاموات
و نسمي هذا اليوم بأحد الفرح وهو فرح بالحقيقه واسبوع الالام يقع بين احد الفرح” أحد الشعانين” وأحد القيامة، حيث قام السيد المسيح، وبين الأحادين يكون اسبوع الآلام الذي نحتفل به ويسمى اسبوع الآلام المقدسة أو المحيية.
وأوضح البابا أن هذا اليوم هو يوم فريد في قداسات كل السنة، أحد الشعانين له اهميه خاصه وله سمات خاصه وهي:
١- فيه نحمل سعف النخيل بأيدينا
٢- يسبق القداس دورة الشعانين
. وفيها نقرأ ١٢ انجيل
. والتي نصلي فيها مع وجود ايقونة من ايقونات القديسين هم ” العذراء والملائكه والرسل والشهداء والقديسين والنساك”
. ونصلي فيها مزمور و بنصلي فيها انجيل ونسميهم الأناجيلة ال12
٣- هذا هو والقداس الوحيد في السنه الذي نصلي فيها ونقرا أربعه فصول من الاناجيل الأربعه الاناجيل الاربعه” متى، مرقس، لوقا، يوحنا” وفيها نقرأ نفس الحدث، ونفس التاريخ نقرأه من خلال البشيرين الاربعة
٤- بعد انتهاء صلاة القداس نصلي جميعاً صلاة التجنيز العام. وهي ايضا صلاة فريده نصليها مره واحدة في السنة، على هذا الاثاث فإن قداس اليوم مميز في طقسه وترتيبه وصلواته. ويغلب عليه طابع الفرح.
وأوضح قداسته أن يوجد ثلاث صفات رئيسية في حدث قداس احد الشعانين وهي :
أولا: هذا حدث نبوي
وثانيا: هو حدث ملكي
ثالثاً: هو حدث شعبى
أولاً حدث نبوي:
.في يوم السبت أقام السيد المسيح لعازر الكلام وذلك في قرية صغيرة تسمى بيت عنيا “بيت الالم” وكانت هذه المعجزة معجزه هي الفيصل، فكانت هذه المعجزة الباهرة في بيت عنيا.
وجاء السيد المسيح في هذا الصباح من بيت عنيا القريه الصغيرة ومن هنا يأتي الحدث انه نبوي وملكي وشعبى.
. لأنه تتميم للنبوات نقرأ فى( سفر زكريا ٩: ٩ )في العهد القديم. قبل مجيء المسيح بحوالي ٥٠٠ عام ” ابتهجي جدا يا ابنه صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك يا تي اليك هو عادل ومنصور ووديع راكب على حمار وعلى جحش ابن اتان” وذلك الحدث هو تتميم لإحدى نبوات العهد القديم وذلك يربط بين العهد القديم والجديد واوضح لنا انه بشخص المسيح تحققت تلك النبوات.
ثانيا حدث ملكي:
عندما دخل الميسح إلى أورشليم وكان هتاف المستقبلين هو هتاف لملك اسرائيل، وظن بعض اليهود ان هذا هو الملك الذي جاء لكي يخلصهم.
وكلمة “يخلصهم” بالمفهوم المادي تعني “يخلصهم من حكم الرومان”
فكانت في اليهودية مستعمرة رومانية ومحتلة من الرومان ولكن اراد اليهود ان يتخلصوا من ذلك الحكم.وكان اليهود يشتهون ملك ليخلصهم من حكم الرومان.
أما السيد المسح ليس كملك على الأرض بل جاء لكي يملك على القلوب.
وجاء الملك إلى اورشليم، وجاءت صرخات الناس للملك بلغات عبرية وارامية ” خلصنا، إوشعنا، اوصنا” وكان استقبال المسيح كإستقبال ملك.
ثالثاً حدث شعبي:
وهو على مستوى الشعب فقد استقبل الشعب كباراً وصغارً السيد المسيح وكام استقبال فريد في شكله وصفاته وتفاصيله، واستقبال المسيح كان استقبال من كل الخليقة والخليقة فيها مملكة النباتات ومملكة الحيوانات والإنسان. وقد اشتركت الخليقة في استقبال الملك:
*بالنسبة لمملكة النباتات: فقد تم إستخدام أغصان الزيتون في مسحة الملوك، كما استخدم سعف النخيل في استقبال المسيح.
. سعف النخيل يرمز إلى النقاوة في لونها النقى وذلك تعبراً على الملك كلى النقاوة
. وعندما نمسك السعف نجد فيها خطوط مستقيمه تعلمنا حياة الاستقامه ” قلبا ًنقياً اخلق فيا يا الله وروحا مستقيماً جدده احشائنا” انتم نور العالم وانت استقامة العالم، انتم الذين يتحملون صورة الإستقامة ونحن نتعلم الاستقامة في سعفة النخيل.
سعف النخيل مطيع وطري لذلك نقوم بعمل العديد من الاشكال المتعددة بالخوص. وذلك يعلمنا روح الطاعة
سعف النخيل ملمسها شحمي وناعم وذلك تعبيراً عن حياة الرحمة وقلبه يئن على الأخرين
بالنسبة لمملكة الحيوانات:
اختار السيد المسيح الحمار عند دخوله لأورشليم هو احد الحيوانات المسالمة وقليل الامراض. وهو احد الحيوانات التي تساعد البشر منذ الخليقة. وأثبتت الدراسات العلمية انه يمتاز بالبساطة والوداعة.
ولماذا لم يستخدم المسيح الخيول؟ لأن الفرسان يستخدمون الخيول اثناء تحرير بلادهم. وقد استخدم المسيح الحمار كتعبير عن الوداعة والبساطة.
*:بالنسبة لمملكة البشر
استقبل شعب اليهود المسيح الكبار منهم والصغار ولم يكن الشعب من الطبقة الغنية، كانوا بسطاء، وفرشوا قمصانهم على الأرض، ورتلوا له ترتيلة “الجالس فوق الشاروبيم، اليوم ظهر في اورشليم راكبا على جحش بمجدٍ عظيم وحوله طقوس ني أنجيلوس” وفي مقدمة هذه الترتيلة يتم فيها الربط بين السماء والأرض.
وتساءل قداسته قائلاً: يا ترى كنت مستعد لكي تستقبل المسيح؟ استقبل المسيح في بيتك،
قرأنا اليوم في الانجيل قصة زكا العشار الذي قال له المسيح “ينبغ ان اكون في بيتك اليوم ” وزكا اشتهى ان يرى المسيح لكن المسيح بمجرد ان الإنسان اعلن رغبته انه يريد أن يرى المسيح. ومن كرم المسح ومن فضله يأتي ويمكث في هذا البيت، وممكن ان يكون هذا البيت هو بيتك أنت. وقبل ان يأتي الي بيتك يجب ان يأتي الى قلبك، انتم هياكل الله وروح الله يسكن فيكم، والهيكل هو قلب الإنسان.
* هل قلبك جاهز لإستقبال المسيح طول العمر؟
توجد نوعيات بعيدة كل البعد عن المسيح وغير مستعدة لإستقبال المسيح وهي :
١- القلبب الذي يرفض دائما:
٢- القلب المنشغل: وفي ظروف انتشار الوباء اصبح لدينا وقت، وهذه فرصة كبيرة لينقى الانسان قلبة
٣- القلب الفاتر : له سمة اللا مبالاه وهذه فرصة للإستعداد
٤- القلب البارد: هو قلب لا يعرف الرحمة
٥- القلب المظلم من الخطية: ونذكر معجزة المولود اعمى وهو رمز للأنسان صاحب القلب الأعمى فرصة ان ترفع قلبك في هذه الايام المقدسة
٦- القلب المكتفى: ومن عيوب هذا القلب انه لاينمو ولا يملك حياة روحية وليس لديه معرفة قوية بحضور شخص المسيح معنا.
٧- القلب السطحي: وهذا القلب بلا اعماق وشكلى وسطحي، وليس له اى اعماق بالداخل. وهذه هي القلوب التى تُحرم من إستقبال المسيح في قلبها.
استغل الظروف التي نعيش فيها وظروف وجودنا في البيت ، وقول للمسيح: “تعال وادخل بيتي” فانت مسؤول عن كل بيتك، وانت كاهن الاسره، وبالتالي ركز إهتمامك على أسرتك أكثر من اي اهتمام اخر.
قبل ظهور هذا المرض كان الجميع مرتبطون بأمور كثيرة تشغل حياتهم ومع وجود هذا الوباء يجعل الانسان يفكر فكر جديد، ويرى ان الحياه لا تساوي شيء . وممكن ان يكون الله قد سمح بذلك الوباء لكن نعيد حسباتنا.
تعتبر الصحة دي هي الوزنة الغاليه التى قدمها الله لنا جميع،ا مهم جدا ان نراعي هذه الاجراءات ونراعي طرق الوقايه من اجل ان يمر هذا الوباء في سلام و نعود لحياتنا الطبيعيه.
واختتم قداسته العظة قائلاً: “المسيح قادم اليك هذا اليوم، المسيح ياتي الى اورشليم، واورشليم هي قلبك وهي بيتك ، والمسيح استقبل بسعف النخيل اي بنقاوة قلبك، واستقبل المسيح وهو راكب على حمار وجحش ابن اتان، استقبله “بالبساطه والوداعة والتسبيح” هذه الثلاثيه هي التي تجعلك تفرح بالمسيح.
. ربنا يحافظ عليكم ويبارك كل من بيوتنا و يفرحنا دائما، و كلنا نصلي من اجل ان يرفع الله هذا الامر وان تنتهى هذه الازمه، ويعطينا حياه سالمة للجميع يبارك في اولادنا و كنائسنا ويبارك كل مكان في العالم، ويرفع عنا هذه المتاعب.
وارسل قداسته كلمات المحبة والمعايدة لرعيته قائلاً: اود أن أرسل كل المحبه و كل التحيه الى كل كنائسنا في العالم، وكل الكنائس القبطية الأرثوذكسية وإلى كل الاباء المطارنه والاساقفه والآباء الكهنه والشمامسه.
كل عام وانتم بخير وهذا اليوم هو يوم الفرح لنكون كلنا مستعدين ان يدخل المسيح إلى قلوبنا ويدخل الى حياتنا ويعيش فيها.