منذ القدم عرف اليهود عقوبة إعدام المذنب بتعليقه على خشبة .. وكان المصلوب قديما ملعونا من الله والبشر . وعرف الرومان ايضا الصليب كوسيلة تعذيب واعدام اذ كانوا يعدمون المذنبين و المجرمين العبيد فقط بالموت صلبا .. لان الرومانى لا يصلب .
ومنذ أن عذب يسوع المسيح وعلق على خشبة الصليب مسمراً حتى مات .. وبالصليب صالحنا مع السماء بقيامته المجيدة وبزوغ حياة بعد ظلام الموت .. ومنها ندرك عمق مجئ الرب يسوع على الارض ”جاء المسيح ليصلب و يخلص العالم و البشرية من خطيئة ادم” فأصبح الصليب القوة التى هدم بها مملكة الشيطان .. ويدعو بولس الرسول ”الصليب” قوة الله المانحة لنا الحياة .
وعندما استلهم الفن وفي العالم كله قصة اسبوع الالام وقيامة الرب يسوع من بين الاموات وصعوده إلى السماوات ظهرت لوحات مختلفة المذاهب الفنية تبعاً للبلاد التي رسمت فيها.. وتبارى الفنانون في تصوير هذا الحدث العظيم.
وكان لاسبوع الآلآم اهتماما كبيرا لدى الفنانين وخاصة عذابات المسيح على الصليب مفجرا لطاقات الابداع عندهم .. لقد مست هذه العذابات وجدانهم ومشاعرهم والهامهم.
ويتميز الفن القبطى أيضا بمعنى رمز اللون ورسالته .. فاللون الاحمر نجده فى أيقونات وجداريات عذابات ألام يسوع المسيح على الصليب .. ذبيحة فداء العالم كله .. ثم اللون الاخضر الذى يرمز الى الحياة والسلام .. نجده على رأس الصليب وبعدها اللون الاصفر نجده فى الاشعة الخارجة من الصليب
والهالة المحيطة به .. لان الرب يسوع المسيح هو نور العالم .
والصليب هو المنارة التى أوقد عليها مخلصنا .. ويستخدم اللون الاسود فى تحديد الصليب من الخارج .. وهو رمز وإشارة على ان ربنا يسوع حمل أحزاننا و خطايانا المظلمة .. حتى الطبيعة اضطربت حزنا على صلب المسيح له المجد .. فنجد الأرض تزلزلت والأشجار والمباني سقطت على الناس كما انشق حجاب الهيكل وسقط على الفريسيين اليهود .. وإظلمت الشمس تعبيرًا عن آلام المسيح ضابط الكل.
وكما آمن اللص الأمين بقوة ولاهوت المسيح .. آمن أيضًا قائد المائة الروماني لما رأى ما حدث وقال ”حقا كان هذا ابن الله ” ( متى 27 : 54 ).
اما اللون الابيض والذى يرمز للنقاء والنور .. هو الصليب الذى يتوسط تلك الالوان أى الصليب الرئيسي يشع منه النور في وسط ظلام الدنيا بعد ما أسلم الروح .. والمريمات يبكين حزناً على فراقه وخصوصاً العذراء أم النورالتي جرحت في صدرها وهي تنظر إليه .. وقد غلب الموت بقوة الصليب لكي يقدي البشرية من خطيئة آدم.
نطلب من الله في هذه الأيام أن يرفع الوباء عن سائر البشرفي العالم .. وأن يمنح نفوسنا السلام والطمأنينة لكي نسعد ببركات وأفراح القيامة المجيدة .. وكل عام وأنتم بخير