باتت الأسر المصرية في رعب وهلع من انتشار وباء مرض كورونا منذ ان بدأ في الصين حتي انتقل الي معظم دول العالم.
وما ذاد من ذعر اولياء الامور خوفا علي ابنائهم بالمدارس حينما استجد ظهور هذا الڤيروس في مصر، مما ادي هذا إلي اندفاعهم مطالبين خلال الايام الماضية وزير التربية والتعليم بتعليق الدراسة بالمدارس مطلقين “هشتاجات” لعدة حملات عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بضرورة وقف الدراسة معللين فيها مطلبهم بان معظم الدول اتخذت هذه الاجراءات الاحترازية بوقف الدراسة بالمدارس للسيطرة والحد من انتشار المرض الأ مصر .
ولكن بعد هذه المطالبات اصرت وزارة التربية والتعليم علي مواصلة الدراسة المدرسية
واراد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
ان يخاطب المعارضين علي قرار استمرار العمل بالمدارس.
حيث كتب بالأمس علي حسابه الشخصي بالفيس بوك انه لا يوجد داعي لوقف وتعطيل الدراسة بالمدارس، معللا لا توجد حالة مرضية إيجابية واحدة في مدارسنا المصرية ونجتهد جميعًا أن نحمي كل طالب مصري من الإصابة بالڤيروس.
مؤكدا في حالة اكتشاف حالة إيجابية، لا قدر الله، سوف يتم عزل المدرسة وإيقاف الدراسة بها واختبار كل طلابها طبيًا مع استمرار الدراسة في المدارس الأخرى.
وأوضح في تدوينته أن الدولة سوف تراقب الوضع المحلي والدولي علي مدار الساعة وتستجيب لأي مستجدات بما يضمن حماية كل طفل مصري.
ولكن بعد رد الوزير و اصرار وزارة التربية والتعليم بمواصلة الدراسة وعدم الاستجابة لطلب وقفها
ادي هذا الي اجبار اولياء الامور أبنائهم بالعزوف عن الذهاب للمدارس خوفأ عليهم من الاصابة بڤيروس “كورونا” المعروف عنه انه ينتشر بشكل اسرع في الاماكن المزدحمة كما هو الحال داخل فصول معظم المدارس الحكومية.
ونتيجة هذا العزوف باتت الآن بعض الفصول بالمدارس الحكومية نسبة غيابها حوالي ٥٠٪ وبعض المدارس الاخري فصولها لا يتعدي عدد اصابع اليدين ومنها فصولا باتت خاوية تماما من الطلاب
خاصتا في مدارس مراحل الثانوية العامة
الذي انتقل ذهابهم من المدارس الي سناتر ومراكز الدروس الخصوصية حتي اصبحت المراكز متكدسة باعداد الطلبة وبالتالي هذا الاذدحام الشديد بفصولها من الممكن ان يساعد بشكل اسرع علي انتشار المرض كما هو متعارف عليه حسب تقرير منظمة الصحة العالمية.
بالاضافة انه لا توجد اجراءت وقائية بكل سناتر ومراكز الدوس الخصوصية سواء كانت المرخصة منها او التي تعمل بدون ترخيص علي حدا سواء .
ولهذا خوفا علي ابنائنا طلاب المراحل الثانوية كان لوطني التحقيق التالي، حيث قالت إيريني عبده وهي ولية أمر لطالبين أحدهما في المرحلة الاعدادية والاخر في الثانوية، وبالنسبة لنجلي الصغير وهو في الصف الاول الاعدادي بمدرسة بحي الزيتون حيث انها مدرسة خاصة ولذلك نجد بها الاهتمام والتوعية والوقاية ضد ڤيروس كورونا.
طالبت المدرسة جميع الطلاب بأرتداء الكمامات الصحية وطالبتهم ايضا بحمل زوجاجات المياة المقطرة بمطهر الديتول لغسل ايديهم بأستمرار
وبهذا فان الدراسة منتظمة بهذه المدرسة ولا يوجد نسبة غياب بها ولذا فانا مطمئنة علي “ابني” بها.
واكملت عبده وهذه الطمأنينة لدية لا تنطبق علي نجلي الاكبر وهو طالب في المرحلة الثانية الثانوية باحدي المدارس الحكومية القاطنة بحي المطرية
مؤكدة ان المدارس الحكومية لا يوجد بها اي وقاية
صحية مما ادي الي عزوف “ابني” وكل زملائه عن حضور المدرسة واعتمدوا اعتمادا كليا علي تحصيل دراستهم من خلال مراكز الدروس الخصوصية
المتكدسة بكثافات طلابية والتي لا يوجد بها اي نوع من الاجراءات الوقائية او الاحترازية من وباء كورونا المستجد في البلاد “وبنقول ربنا يسترها” .
وقال مينا عادل الطالب بالصف الثاني الثانوي بمدرسة العاشر من رمضان :- انا وكل زملائي لا نذهب اطلاقا لمدارسنا منذ سماعنا عن ظهور ڤيروس كورونا المستجد في البلاد واعتمادنا الوحيد الان علي مراكز الدروس الخصوصية وبالتاكيد اصبحت شديدة الاذدحام ومتكدسة باعداد كبيرة من الطلاب.
وعن سواله هل يوجد بهذه المراكز اي اجراءت وقائية لعدم انتشار ڤيروس كورونا، اجاب مينا لا يوجد إطلاقا ةي نوع من الاجراءت الوقائية ولا احد منا يرتدي الكمامة الصحية في ظل كثافتنا بداخل كل فصل من فصول مراكز الدروس الخصوصية .
وقال الطالب رامي هاني بالمرحلة الثانية الثانوية بمدرسة المطرية: نحن كطلاب بالمراحل الثانوية اعتادنا في دراستنا علي مراكز الدروس الخضوصية وذلك يرجع الي عدم شرح المدرسيين بالفصل وذلك شئ معتاد من قبل سماعنا عن ڤيروس كورونا وكنا نذهب خوفا من تجاوز نسبة الغياب لعدم حرماننا من الامتحانان اذ تجاوزنا نسبة معينة، ام الان مع انتشار المرض فبالتاكيد امتنعنا عن الذهاب للمدرسة لاننا من الاساس لم نتلقا دروسنا بها فلماذا نغامر الان في ظل الشائعات المتواجدة بالفيس بوك التي نسمعها يوميا عن انتشار الوباء بالمدارس.
واستطرد رامي متنهدا اني خوفا من تجاوز نسبة حضوري ذهبت الي المدرسة منذ اسبوعين مضوا ووجدت نفسي بمفردي داخل الفصل وبعدها قررت انا لا اذهب مرة اخري مثل زملائي.
وعن سوال رامي هل يوجد بمراكز الدروس الخصوصية اي اجراءت تجدها وقائية لعدم انتشار ڤيروس كورونا؟
اجاب رامي ضاحكا ” انت بتهزر ده احنا بناخد بعض بالحض وبنبوس بعضنا عادي لما بنتقابل وفيه ناس من اصحابنا عندهم برد وانفلونزا وعادي جدا والثقة في ربنا والحمد لله “وسط تواجد كثافة عالية للطلبة بفصول المركز ولا يوجد طالب واحد يرتدي كمامة وحالة من الاستهتار عالية جدا انا وكل زملائي
ولا توجد اي توعية من خلال اصحاب المركز اطلاقا.
وقال عبدالحفيظ طايل مدير مركز الحق في التعليم : من حيث الإجراءات الوقائية التي تتخذها المدارس الحكومية فلا يوجد تواجد لها كما يجب، لافتا ان وزير التربية والتعليم اصدر قرار بضرورة وجود مسافة مترا واحدا بين كل طالب وزميله بالفصل
وهذا امر يجاز تطبيقه في المدارس الدولية فقط حيث يتواجد بفصولها اعداد تتراوح ما بين ١٢ و١٣ تلميذا في الفصل الواحد، ولكن بالمقارنة بالمدارس الحكومية فهذا الاجراء يستحيل تطبيقه وسط الكثافة الطلابية والتكدس داخل فصولها
واكمل وبالتالي اذا كانت الوزارة لا تستطيع تأمين المدارس الحكومية كما يجب فبالتاكيد لا تستطيع ايضا تامين مراكز الدروس الخصوصية سواء المرخصة منها اوالتي تعمل بدون ترخيص علي حدا سواء.
وعن كيفية التأمين والوقاية التي كان يجب علي الوزارة اتباعها لمنع انتشار ڤيروس كورونا
قال طايل كان من الممكن تقليل الكثافات الطلابية بالمدارس مثلا بحضور ٥٠٪ من قوة اعداد الطلاب خلال ثلاثة ايام بالمدرسة ثم حضور ٥٠ ٪ الاخرين خلال ثلاث ايام اخري.
وكان من الممكن ايضا ان تعمل الوزارة علي سيناريوهات اخري لحين الانتهاء من ازمة انتشار المرض فمثلا من خلال تعليم الطلاب عن بعد والاستفادة من التابلت الذي قامت الوزرارة بتسليمه لطلاب المراحل الثانوية.
واكمل الآن يوجد خطورة علي ابنائنا الطلاب خصوصا بالمراحل الثانوية الذين امتنعوا عن حضور المدارس للوقاية من كورونا و تكدسوا في مراكز الدروس الخصوصية الغير وقائية وطالب طايل بضرورة اغلاق مراكز الدروس الخصوصية التي باتت الان مقتظة باعداد غفيرة من الطلبة.
وكان يجب العمل علي هذا خاصتا بعد قرار رئيس الوزراء الذي نص علي منع التجمعات لعدم انتشار ڤيروس كورونا .
وقال خلف الزناتي نقيب المعلمين : عند سوالنا له هل يوجد اجراءات وقائية تطبق علي اي مركز من مراكز الدروس الخصوصية المتكدسة بطلاب المراحل الثانوية للحد من انتشار ڤيروس كورونا ؟
اجاب الزناتي لا يوجد بتاتا اي اجراءات وقائية داخل جميع مراكز وسناتر الدروس الخصوصية المتواجد في جميع انحاء الجمهورية “والطلبة فيها عاملين زي علبة السردين”من كثرة الاذدحام الشديد بها والكثافة الطلابية العالية.
وأضاف الزناتي من المفترض أن التجمعات مخالفة للاحتياطات الاحترازية للوقاية من كورونا حسبما علمنا من تقارير منظمة الصحة العالمية انه اصبح وباء عالمي.
ولذأ يجب غلق جميع مراكز وسناتر الدروس الخصوصية.
ويجب علي وزارة التعليم اللجو الي النماذج العالمية التي تتبع في مثل هذه الازمات مثل تحصيل العلم والدراسة بطريقة “أون لين” بدلا من الذهاب للمدارس اومراكز الدروس الخصوصية التي تساعد بدورهما علي انتشار الوباء نتيجة التجمع والكثافة الطلابية.
واكمل مستعجبا أن وزير التربية والتعليم قال منذ يوميين انه يجب ابتعاد كل طالب عن زميله بمسافة مترا واحدا بالفصل، وبالتالي يجب غلق جميع امراكز الخصوصية خصوصا المتخصصة منها في دراسة المراحل الثانوية لما بها من كثافات طلابية عالية داخل الفصل الواحد بعد عزوف الطلبة عن الذهاب لمدارسئهم خوفا من كورونا.
واستطرد الزناتي يجب علي وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة التنسيق مع بعضهما للمرور من هذه الازمة باتباع الاجراءات الصحية المطبقة والمتبعة بطريقة علمية.
مؤكدا يوجد عشرات الاضعاف من مراكز الدروس الخصوصية الغير مرخصة بالمقارنة بتلك التي تخضع للترخيص.
ونحن كنقابة معلمين منذ زمن ماضي نطالب بغلق جميع المراكز والسناتر ومنع الدروس الخصوصية تماما .
وقال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي: إن مراكز الدروس الخصوصية المرخصة يجب اغلاقها فورا ويوجد المئات منها التي تعمل بدون شريعية وغير قانونية فبالتالي لا نريد ان تطالبها الوزارة بأتخاذ اجراءات وقائية لانها ان طالبت بهذا فانها تعطي لها شرعية تواجدها.
وعن سواله هل وزارة التربية والتعليم اتبعت الاجراءات الوقاية الكافية خلال هذه المرحلة خاصتا بعد اصرارها علي مواصلة العملية التعليمية دون توقف في ظل التخوف من انتشار كورونا في هذه الفترة ؟
اجاب مغيث بالطبع لم تتبع الوزارة الاجراءات الكافية للحد من انتشار المرض، وكان يجب علي وزارة التربية والتعليم وقف العملية التعليمية ولو لمدة اسبوع واحد فقط حتي نري ونقييم انفسنا بعدها هل تم محاصرة انتشار المرض ونعيد فتحها مرة اخري او نزيد فترة غلقها، لحين العبور من هذه المحنة العالمية والوباء المنتشر عالميا.