بعث اليوم نيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس، أسقف عام كنائس شبرا الشمالية، رسالة لأبنائه ومحبيه بعنوان “حتمية كورونا ” ككلمة منفعة في ظل ما تمر به البلاد من أوضاع غير مستقرة بسبب فيروس كورونا , جاء نصها: ” وتكون زلازل عظيمة في أماكن, ومجاعات وأوبئة، وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء .. لأنه لابد أن تكون هذه كلها ” ( لو 21 : 11 ) ( مت 24: 6 )
لقد أنبأنا السيد الرب يسوع المسيح له المجد بأن الأوبئة سوف تحدث قبل مجيئه , لذلك فنحن نعلم و نؤمن أن كلامه حق , و لكن ينبغي أن نضع في تصورنا هذا الأمر , إننا نحن خليقة الله الصالح وأننا محفوظون بواسطة الله الذي يدبر أمورنا الصغيرة و الكبيرة في حياتنا, لذا لن نعاني شيئا بدون أن يكون لله إرادة في ذلك .
أيضا ليس شيئا مما نعاني منه يعتبر ضارا لنا بل يكون أفضل لنا , لأننا عندما نتأمل في ذلك نستطيع أن نقترب من الله خالقنا، هكذا فإن الأمراض التي تصيب المدن والأمم ( الأوبئة مثل كورونا) , والرياح الجافة , و الأرض الجرداء العقيمة التي لا تثمر , وأيضا الظروف الأكثر قسوة في حياة كل واحد توقف زيادة ونمو البشر .. هكذا كل أنواع الآلام التي تأتي من الله تبعد الإنسان عن فعل الشرور الحقيقية، فالعذابات التي يتعرض لها الجسد وكذلك الأمور المؤسفة التي تأتي من خارج الجسد تحدث لكي يبتعد الإنسان عن فعل الخطية.
هكذا فإن الأوبئة التي تصيب الإنسان تحدث لأن الله يريد بهذه الضربات الجهارية تهذيب البشر , وهى ليست شرا في حد ذاتها، ولكن الشر الحقيقي فهو الخطية وارتكابها الذي يتوقف على إرادتنا و هي تدعي بالحق شرا , وهكذا في وباء الكورونا أو أي وباء أو كارثة تحل بالبشرية لو اقتبلها البشر من يد الله و برؤية اسخاتولوجية حصدوا ثمارها , ولكن إن أخذت بعيون مثالية على الله لسحقتهم و يخرجوا منها فارغين و تظل عصا التأديب ممتدة بعد .
لذلك فمن الخطورة الرعب والخوف من الكورونا أكثر من خوفنا من الله, وأن تكون ثقتنا في الإجراءات الاحترازية من العدوى أكبر من ثقتنا في محبة الله لنا .
في ظل هذه الظروف التي تجتاح العالم , علينا كمؤمنين بالرب يسوع دور مهم جدا تجاه العالم وتجاه البشرية من جهة هذه الضربة المنذرة من الله لكل الساكنين على الأرض.
و دورنا هو أن نقدم توبتنا أو كتوبة جماعية عربونا لتوبة العالم كله , ونصرخ بكلمات النبي دانيال عن العالم كله ” يا سيد , لنا , خزى الوجوه , لملوكنا , لرؤسائنا و لأبنائنا لأننا أخطأنا إليك، للرب إلهنا المراحم و المغفرة , لأننا تمردنا عليه , و ما سمعنا صوت الرب إلهنا لنسلك في شرائعه التي جعلها أمامنا عن يد عبيده الأنبياء ” ( دا 9 : 8 – 10 )
وبهذه التوبة التي نقدمها عن العالم ينظر الله إليها كالخميرة الغيرة التي تخمر توبة العالم كله .. يجب أن لا ننجذب بروح العالم وندع القلق والرعب ليتمكنا من قلوبنا ولكن نقاومهما بالإيمان لأننا ” لأنني عالم بمن آمنت , و موقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم ” ( 2 تى 1 : 12 ) لذلك لنا ثقة فى ذلك له القدرة أن ينجى من موت مثل هذا , و هو ينجي الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضاً فيما بعد ( 2 كو 1 : 10 ).
يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة , أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم من الشرير لمجد اسمه القدوس.