يواجه العالم احتمالية لتحول تفشي فيروس “كوفيد-19″، (كورونا المستجد)، إلى “وباء شامل”. حيث ارتفعت اعداد الإصابة المؤكدة بالفيروس على مستوى العالم إلى أكثر من 373550 حالة في نحو 50 دولة، مع اقتراب حالات الوفيات إلى 16319 شخصًا، دون حلول وقائية لمواجهة “كوفيد-19” حتى الآن.
وسجلت أسواق الأسهم العالمية أكبر تراجع لها منذ ركود عام 2008 هذا الأسبوع، بالتزامن مع إعلان المراكز الصحية الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنها “مسألة وقت ويصبح الفيروس وباءً.”
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأزمات الصحية العالمية تميل إلى النمو على مراحل، تبدأ سلسلة الأحداث هذه بإعلان انتشار الفيروس، وهو ارتفاع كبير في الحالات المؤكدة لمرض موجود في منطقة جغرافية صغيرة، مثل إقليم ووهان وسط الصين.
وبما أن معظم الناس ليسوا محصنين لمواجهة الفيروس الجديد، فإنه يمكن أن ينتشر إلى ما هو غير متوقع، أي إن الأوبئة لا تقاس بشدة تأثير المرض، إنما بمدى توسعها جغرافيًا، وفقًا لتقرير المنظمة. لكن وحتى الان لم تأكد منظمة الصحة العالمية، أن “كورونا المستجد” أصبح وباء، أفغ أن العالم مر بعدد ليس بقليل من الامراض والاوبئة التي اودت بحياة الآلاف من البشر على مر التاريخ.
وقد كان لمركز مصر الجغرافي، الذي يتوسط القارات الثلاثة، جعلها ترتبط ارتباطا وثيقًا بتاريخ الأمراض، فهي القنطرة العالمية الكبرى التي يعبرها من قديم الزمان المسافرون والتجار من كافة أنحاء العالم، وبسبب ذلك فإن غالبية الامراض والاوبئة التي ظهرت في العالم استطاعت الدخول الي مصر واصابة شعبها، وامن اهم هذه الاوبئة ما يلي:
* الطاعون :
يسمى مرض الطاعون أيضا بـ(الموت العظيم أو الموت الأسود)، للإشارة إلى الوباء الذى اجتاح أنحاء أوروبا بين عامى 1347 و1352 وتسبب فى موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة، ويعتقد أن هذا الوباء نشأ فى آسيا وفي الهند على وجه التحديد، وانتشر على الأرجح عن طريق البراغيث التى كانت تعيش على اجسام الفئران.
الطاعون الاسود في مصر:
1) عام 1347- 1349:
هاجم وباء “الطاعون” مصر خلال فترات متعددة، والطاعون وباء يحدث جراء اصابة الانسان بميكروب ينتقل من الحيوان الي الانسان، تسببه عضه الفئران او لدغة البراغيث الحاملة لهذا النوع من الميكروب.
وجدير بالذكر أن هذا المضر ينتشر في الفصول المعتدلة الحرارة وينحصر في الفصول شديدة الحرارة مثل البرد القارص او الشتاء ذو البرودة القارصة.
وكانت اعراض مرض الطاعون تتمثل في ارتفاع شديد في درجة الحرارة وظهور الاورام في جميع انحاء الجسم ويصاحب ذلك ظهور الدمامل “Cloues”.
ففي الفترة من أكتوبر 1347م ويناير1349م، لقى نحو200 ألف مصرى حتفهم عن طريق القوافل التي تنتقل ما بين القاهرة وبلبيس، وقيل إن الجثث كانت تتناثر في كل مكان على طول الطريق، وأتى الطاعون والمجاعة بعد ذلك على الأخضر واليابس بين 1347م و1349م.
وقد حصد الطاعون الأسود فى مصر الكثير من أرواح المصريين، لدرجة أن الطرقات امتلأت بجثث المصابين، وكان يخرج من القاهرة يوميا نحو 800 جثة لتدفن خارج العاصمة، حتى أن الاكفان نفدت من الأسواق، وأصبح الدفن دون تغسيل أو صلاة أو تكفين.
2) عام 1791م :
وفي عام 1791 ظهر مرض الطاعون مرة اخري وسمي بطاعون إسماعيل الذي كان يتولى منصب شيخ البلد، حيث بلغ عدد الوفيات ما يقرب من 1500 إلي 2000 شخص يوميا، وقد فتك الطاعون بثلث سكان القاهرة فكانت حكومة القاهرة في يد إسماعيل بك الذي مات ب الطاعون فعرف الطاعون باسمه.
قضى على نصف المماليك المرتبطين بإسماعيل بك، وفقدت القاهرة وحدها أكثر من ستين ألفا من أبنائها في الفترة الواقعة ما بين السادس والتاسع من إبريل عام 1791م، بل إن إسماعيل ذاته كان مجبرًا علي نقل الموتى إلى المغسلة السلطانية وتكفينهم على نفقة بيت المال وشيد مقابر لهم عرفت بمقابر الغرباء.
أدى طاعون إسماعيل لتغيير الحكام في اليوم الواحد أربع مرات، ويؤكد الجبرتي أن الأهالي كانوا يحفرون حفرة بالجيزة بالقرب من مسجد أبي هريرة ويلقونها فيها الجثث، وكان يخرج من بيت الأمير الواحد الخمسة والستة عشر، وازدخمت الناس على الحوانيت (المحلات) في طلب المغسلين والحمالين، ويقف في انتظار المغسل أو المغسلة حشد من الناس ويتضاربون على ذلك ولم يبق للناس شغل إلا الموت وأسبابه، فلا تجد إلا مريضا أو ميتا أو معزيا أو راجعا من صلاة جنازة أو دفن أو مشغولا بتجهيز ميت أو باكيا علي نفسه موهوما ولا تنقطع صلاة الجنائز.
3) عام 1798:
وفي عام 1798 أي مع بداية قدوم الحملة الفرنسية الي مصر انتشر مرض الطاعون مره اخري، وقد اتي الطاعون عن طريق بعض السفن القادمة من تركيا، حيث كان المرض هناك شديد خلال فصل الشتاء، وعندما اتت السفن التركية ببضائعها في ميناء الاسكندرية ، انتشر الطاعون في رشيد ثم دمياط ومنها الي القاهرة، وانتشر المرض سريعا بسبب التلامس والاحتكاك وعدم الوقاية.
ويذكر “الجبرتي” أن الوباء كان ينتشر كالهشيم في الحطب في فصلي الشتاء والصيف معتدلي الحرارة، وقد ساعد على انتشار المرض أن المصريين كانوا يدفنون موتاهم في وسط القري والمدن، وفي بعض الاحيان كانوا يدفنون جثث موتاهم داخل منازلهم، ويذكر الجبرتي ان هذا الوباء كان يقتل في اليوم الواحد ما يقري من 600 الي 120 شخص، وقد قضي هذا الوباء على حوالي 150 الف نسمة في مصر ما بين عامي 1798 وحتي عام 1801 أي مع خروج الحملة الفرنسية من مصر.
ورغم محاولات نابليون بونابرت في استقدام الاطباء الاوروبيون لمكافحة هذا الوباء والعمل على اكتشاف علاج له الا انهم فشلوا في ذلك ولم يستطع احد من الاطباء الاوروبيون ان يجدوا علاج لمرض الطاعون، حتي تم انحصار المرض تدريجا بسبب دخول الشتاء.
* الجدري:
جُـدَرِيّ أو جَـدَرِيّ هو أول مرض ينتصر عليه البشر، لكن قبل ذلك شوه الجدري وسبب العمى لملايين الضحايا عبر تاريخه الطويل، ينشأ الجـدَرِيّ نتيجة للعدوى بفيروس ينتقل من المصابين إلى الأصحاء، وتسبب الجدري في وفاة أكثر من 300 مليون شخص في العالم في القرن العشرين .
حيث دمر الجدرى السكان الأصليين فى أستراليا، ما أدى إلى مقتل حوالى 50% منهم، كما قتل العديد من النيوزيلنديين الماوريين، وفى الفترة ما بين (1848-1849) تشير التقديرات إلى وفاة حوالى 40 ألف من أصل 150 ألف من سكان هاواى بسبب الجدري.
* الجدري في مصر:
كان مرض الجدري من ابشع الامراض التي انتشرت في مصر، وقد اعتقد الناس أن سبب الاصابة بالمرض هو (الحسد) فتهيأت التربة الخصبة لانتشار المرض بين عامة المصريين، وكانت اعراض الجدري هي التهاب حاد معدي يظهر على هيئة طفح جلدي، وبعد اسبوع يظهر تقيحات على سطح الجدل يصاحبها حمي شديدة، وبمضي ثلاثة اسابيع تجف الالتهابات تاركة خلفها ندوبا عميقة وصغيرة على الاجزاء المصابة بالجسم.
وقد ذهب الدكتور محمد عبدالحميد الحناوي في مقالا نشر له بجامعة اسيوط تحت عنوان “الامراض والاوبئة في مصر وجهود الحملة الفرنسية لمقاومتها (1798-1801)”، الي أن العلماء الفرنسيين اهتموا بدراسة الامراض وكيفية علاجها، حيث توصلوا لعلاج مرض الجدري عن طريق تناول المريض في الايام الثلاث الاولي للمرض الاغذية السكرية مثل العسل والسكر، وفي اليوم السابع يتناول المريض الاغذية التي تحتوي على الكالسيوم مثل اللبن والسمك، وخلال تلك الفترة يحظر عسل العينين لعدم نقل الميكروب لها فيسبب العمي.
* الكوليرا:
ظهر وباء الكوليرا في البداية في جنوب آسيا، خاصة في مدينة كالكوتا في الهند، ومنها انتشر إلى باقي القارة الآسيوية والشرق الأوسط.
وتنتقل الـ“كوليرا” عن طريق تناول طعام أو شراب مياه ملوثة ببكتيريا جرثومة تسمي “جرثوم ضمة الكوليرا” المسببة للمرض. لا يبدي معظم المصابين بعدوى “الكوليرا” أي أعراض، ويمكن أن يتكلّل علاجهم بالنجاح بواسطة محلول “الإمهاء الفموي”، بحسب منظمة الصحة العالمية.
* الكوليرا في مصر:
” كيان ضخم مخيف سوداوي مميت قادم من غياهب الظلام ليخطف الأرواح ويفرّ.. هذه هي الصورة التي رسمها خيال مؤلف رواية صراع العروش، لكن قبل انتشار الرواية والمسلسل بأكثر من قرن؛ كان وباء الكوليرا تمامًا مثل هذا الكائن الأسطوري بطل كوابيس المصريين”
حاولت الحكومات المصرية منع انتشار وباء الكوليرا وذلك بمنع التجار من السفر وعزل العائدين، إلا إن الكوليرا ضربت مصر عشر مرات في تاريخها الحديث نذكر منها:
في عام 1831 كان في عهد كلوت بك، مؤسس مدرسة الطب، الذي حاول هو وتلاميذه القضاء عليها دون جدوي، حيث كان الوباء يقضي على 3 آلاف مواطن يوميًا حتي انحسرت فجأة، وفي العام التالي عام 1832م تم إنشاء مكاتب الصحة لأول مرة في مصر، وخاصة في دمياط ورشيد والعريش، وعلى الرغم من ذلك فإن الوباء تسبب في مقتل قتل الآلاف.
وفي عام 1883 انتشر الوباء في مولد الشيخ أبو المعاطي بدمياط وأدي لوفاة 15 ألفا، معظمهم من أهالي بورسعيد والمنزلة والمطرية والدقهلية، وقد قدر عدد الذين ماتوا في الوجه البحري بنحو 36 ألف مواطن، يذكر انه في عام 1883م اكتشف الطبيب الألماني كوخ علاج لميكروب الكوليرا، حيث سافر كوخ إلي مصر ومكث بالمستشفى اليوناني بالإسكندرية وشرع في عمل أبحاث، ثم اتجه إلي الهند بعدها ليظهر علم الميكروبيولوجي للوجود، حيث أمكن التعرف علي طرق العدوي لوباء الكوليرا ووسائل انتشاره وأمكن وضع قواعد لمكافحته والوقاية منه. وكنت الطرق المتبعة لمكافحة مرض الكوليرا آنذاك قبل ظهور الأمصال والتطعيمات والأدوية الفعالة، هو حرق المادة المكونة للكبريت وإلقائه في الشوارع.
ايضا في عام 1902م ضرب الكوليرا قرية موشا بأسيوط، وكان بسبب قيام العمدة بالتستر علي المرض من خلال القادمين من مكة المكرمة، حيث انتشر بعدها للقاهرة من خلال امرأة كانت قادمة من موشا وأدي الوباء لموت 34 ألفًا و595 مواطنًا، وبلغ عدد القري والنجوع التي زارها الوباء عدد 2026، وقد سجل أمير الشعرء أحمد شوقي وباء موشا في إحدي قصائده “فالموت عند ظلال موشا رائع كالموت في ظل القنا الخطار”، وقد انتهي وباء موشا عام 1902م ليختفي ويعاود الظهور مرة اخري عام 1947م.
ففي اﻷيام اﻷخيرة من صيف 1947، انتشر وباء الكوليرا من جديد واستفحل في ذلك العام حتى بلغ تعداد ضحاياه 10 آلاف و277 قتيلًا، و20 ألف و804 مصابًا من إجمالي تعداد مصر البالغ آنذاك 19 مليونًا و90 ألف و447 مواطنًا، وفقًا لما وثّقته منظمة الصحة العالمية آنذاك.
واصبحت الدولة في حالة طوارئ، فأنشأت معسكرات عزل المصابين في حجر صحي، وترددهم بكثافة على المستشفيات لفحص أنفسهم وذويهم، وفي ذلك الوقت من عام 1947؛ تغيرت مشاهد الحياة اليومية للمصريين، فصارت المواد الغذائية القادمة من المناطق المصابة تعامَل كسلعٍ محظورة التداول، ووجدت اﻷقفال الحديدية لنفسها مكانًا على بوابات المصانع التي تمدّهم بالثلج، والمشروبات والمطاعم الفقيرة إذا ثبت مساهمتها في تيسير مهمة انتشار الوباء، أما مواصلاتهم العامة فأصبحت تحت الرقابة الرسمية من السلطات التي علّقت ما يمنون به أنفسهم من رحلات حج وعمرة.
واصبحت القاعدة التي يحتكم إليها رجال القانون هي نفسها التي احتكمت إليها السلطات عام 1947، لكن بصورة عكسية، وهي المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وصار تعاطيها مع أي شكوى قيء أو إسهال باعتبار صاحبها “مُصاب بالكوليرا حتى تثبت سلامته”؛ وهو ما غيّر من روتين مستشفيات الحُميات ومراكز العزل بعد أن وجدت نفسها بين يوم وليلة وبموجب قرارات رسمية مطالبة بأن تكون على أهبة الاستعداد، وأن تتجهز لتحصين المواطنين بالتطعيمات للمرة الثانية اعتبارًا من 15 فبراير 1948.
لكن في مقابل عين الشك التي اصابت المجتمع المصري، كانت يد العون تمتد لمصر من جهات عديدة كان منها الصليب الأحمر اﻷمريكي الذي تبرع بـ2500 لتر من بلازما الدم، وإدارة أصول الحرب الأمريكية التي وفرت علاجًا بأسعار مخفضة، فيما أمدت بريطانيا مصر بـ 12 سيارة إسعاف، وفرنسا التي فتحت معامل معهد باستور لإنتاج وشحن اللقاحات إلى مصر. ويعتبر عام 1947 هو آخر جولات الكوليرا مع مصر.
جدير بالذكر أن التطعيم ضد الكوليرا ليس ضمانا كافيا ضد العدوي، ولكنه يقلل فرصة العدوي ويقلل احتمال الوفاة إذا حدثت الإصابة.
* الملاريا:
بين 1902 و1947 اللذين اجتاحت فيهما الكوليرا مصر؛ شهدت البلاد وباءً آخر، جاء إليها محمولًا على جناح بعوضة. ففي مارس 1942، دخلت بعوضة “جامبي” مصر قادمة من السودان حاملة وباء الملاريا الذي بدأ اجتياحه للبلاد بداية من قرى النوبة ومنها وصل أسوان واﻷقصر .
ومن الجنوب جاءت البعوضة، وكانت على قدر من القوّة مكنَها من نشر الفيروس سواء عبر وادي مصر وصحرائها، ليصاب به مواطنون في محافظات جنوبية كأسيوط وكذلك شمال غربية كمطروح، وغيرهما من المحافظات التي خسرت عشرات الآلاف من مواطنيها ضحايا لجامبي ووبائها: الملاريا.
وقد استطاع هذا الوباء وعلى مدار 3 سنوات اصابة 750 ألف شخص، توفى منهم ما بين 100 و200 ألف (إجمالي عدد السكان وقتها أقل من 17 مليون مواطن) آنذاك.
كانت زيارة البعوضة “جامبي” ثقيلة وكان الدرس منها قاسيًا، وبعده عملت الحكومة على وضع برامج تحت مسمى “الصحة العامة”، وفي إطاره تم إصدار قانون لتحسين الصحة القروية، كما كثرت الأحاديث حول إنجاز برامج هندسية ومشروعات هيدروليكية، وأقرّوا بأن أحد مشكلات البلاد تتمثل في “محدودية الموارد الطبيعية، وضعف الصحة العامة، والواجب التغلب عليها بمناهج تقنية علمية”، لكنها لم تحمي المواطنين مما شهدوه بعد 5 أعوام من ضربة الملاريا، حين تجدد زمن الكوليرا.
وفي النهاية وبالرغم من أن مصر لم تتعرض إلا لعدد قليل من الأمراض إلا أن هذه الأمراض علي قلتها كانت قاتلة في معظمها لحد يثير الفزع، ومما لا جدال فيه أن نضع علي رأس قمة هذه الأمراض الطاعون، هذا الوباء الكارثة.
ويبدو تواكل المصريين وعدم حيطتهم و سذاجتهم الروحية تعد الأسباب الرئيسية لبقاء هذه الكوارث، فهؤلاء في الواقع يتصورون أن ليس ثمة ما يمكنه أن يحدث دون إرادة من الخالق، وأن ليس ثمة ما يمكنه أن يرد قضائه ومشيئته التي لا محيص عنها، لذا ينظرون إلي الاحتياطات التي تم اللجوء إليها لمنع انتشار الطاعون او أي وباء اخر كأمور لا جدوي منها إذ أنهم لن يصابوا مطلقا بأذى إذا كان مقدر لهم أن يعيشوا، كما أن شيئاً لا يمكن أن يحميهم اذا ما كانت مشيئة الله قد أرادت لهم أن يموتوا.