عقد بقاعة الصفا بجمعية الاثار القبطية بالكنيسة البطرسية اللقاء الثامن والعشرون لمؤتمر اصدقاء التراث العربى المسيحى تحت عنوان “الكتابات العربية المسيحية منتصف القرن الثامن وحتى العاشر الميلادى” والذى يقام سنويا بحضور العديد من الباحثين والمثقفين، وكان فى مقدمة الحضور كل من القمص يوسف تادرس الحومى والقمص يسطس فانوس والقمص اثناسيوس فهمى جورج والاب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للأقباط الكاثوليك والاب وديع عوض الفرنسيسكانى والمهندس عصام عياد والدكتور اسحاق ابراهيم عجبان عميد معهد الدرسات القبطية والدكتورعادل فخرى وكيل المعهد والاستاذ الباحث صبحى عبد الملاك والراهب يسطس الاورشليمى والراهب الدكتور بنيامين المحرقى والراهب القس سيداروس المحرقى والراهب ميصائيل البراموسى والقس اريانوس عادل اسحق والقس عيد صلاح والقس فوزى فرج اللة والقس بيجول عبد اللة زكى والدكتورة شذى اسماعيل والدكتورة رندا بليغ والدكتور نادر الفى والدكتور اشرف ناجح والمهندس مدحت حلمى والدكتورة تمادر كامل معوض والمهندس عاطف عوض والدكتورة نجلاء حمدى والدكتور سمير الشرقاوى والاستاذ الدكتور احمد هويدى والباحثين الاستاذ نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الاثار القبطية والاستاذ الباحث اسحاق الباجوشى والدكتورة سوزان فايز والباحثة ملسيا منصور والقس امير نافع والباحث مينا نعيم والباحثة بسمة ثروت والدكتور هانى نسيرة والباحث وليد البعاج والباحثة كرستين غالى والباحثة مارينا موريس والباحث محمود عبد المنعم والباحث بيسشوى فخرى والباحث ميلاد نبيل والباحثة نيفين جرجس والباحث نبيل شحاتة بسطا والباحث جوزيف فايق والباحث جورج اسحق والباحث وجية سامى والباحث شريف رمزى والمهندس عماد توماس والباحث اسحق حليم والباحثة مرفت فاروق والباحثة وفاء عبد الرحيم والباحث عماد حرز والباحث ميلاد نبيل والاستاذ الباحث خلف شحاتة والباحث بيجول انسى والباحثة الدكتورة يوستينا القمص والباحثة كرستين ابراهيم
بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية من المهندس عصام عياد مقرر المؤتمر حيث رحب بالحضور وبالسادة الباحثين والمشاركين بورقات بحثية وتمنى للجميع مشاركة فعالة ومثمرة ثم بدأت الجلسات تبعا لمدة يومان
ومن ضمن الورقات البحثية التى قدمت فى اللقاء الثامن والعشرون لمؤتمر اصدقاء التراث العربى المسيحى
أضواء على حياة المؤرّخ الملكانيّ العبّاسيّ «سعيد ابن بطريق»وتاريخه للباحث الدكتور سمير الشرقاوى قال فيها إن أنبا «افتيشيوس» پطريرك الإسكندريّة الملكانيّ، الذي كان يُعرف قبلاً باسم «سعيد ابن بطريق»، تتضارب الدراسات والآراء حوله، بل وحتّى المصادر القديمة (بِمَا فيها «الكتاب الذي صنَّفهُ يحيى بن سعيد الأنطاكيّ تتبُّعًا لتاريخ سعيد ابن بطريق»)، وحول تاريخه المعنون «كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق»، الذي صدرت منّه طبعاتٌ مختلفةٌ تعتمد على عدّةِ نسخٍ من مخطوطات هذا العمل الهام. وتناول ثلاثة محاور تعتمد عليها هذة الدراسة
أوّلاً: تحديد المُختلف منه حول تواريخ مولده ووفاته عند الدارسين المختلفين، والفصل من خلال ما سجّله عن نفسه – مُستعينًا في ذلك بالعلوم المساعدة الفلكيّة والحسابيّة الحديثة، ثم
ثانيًا: كشف النقاب عن 65 عامًا من حياته (263-326هـ) عاصر فيها ستة من خُلفاء بني العبّاس (1. المعتمد بالله: 256-279هـ ؛ 2. المعتضد بالله: 279-289هـ ؛ 3. المُكتفي بالله: 289-295هـ ؛ 4. المُقتدر بالله: 295-320هـ ؛ 5. القاهر بالله: 321هـ ؛ و6. الرّاضي بالله: 322هـ وما بعدها) – بشكلٍ أساسيّ من واقع تاريخه، مع مقارنته بمصادر أُخرى – وكيف كانت أحوال مصر وقتذاك وما مرّت به من أهوال وصعاب.
ثالثًا وأخيرًا: عرض بعض الملاحظات عن أسلوب كتابته التاريخيّة في العصر العبّاسي، مُقارنةً بما دوّنه قبل ذلك، وكذلك بأسلوب ذيل كتابه ليحيى بن سعيد الأنطاكيّ، بما قد يكشف عن أصلِه المجهول.
وقدم الباحث وجيه سامي عوض وتحليل لكتاب الواضح بالحق لابن رجا لخصة فى الاتى
الواضح بن رجا أحد المعترفين فى القرن العاشرالذى أعتنق الايمان المسيحى فى سن الشباب.تحمل كثيرا من الاّلام من أجل تمسكه بمسيحيته.ترهب بدير أبو مقار بوادى النطرون و رسم قسا و تعرف على الانبا ساويرس ابن المقفع و تصادقا على البحث والعلم ووضع ابن رجا عدة كتب منها (نوادر المفسرين)و(هتك المحجوب)و كتاب يضم سيرته و كتاب (الواضح بالحق) أو كما يسمى الاعتراف وجملة كتبه تتميز بأنها دفاعية. وهي كتب لم تحظي بالدراسة والتحقيق ولم تنل من الشهرة ما نالته كتب اخري, وهذا ما دعانا الي القاء الضوء علي كتاباته.
أما كتاب الواضح فهو اعتراف من ابن رجا أن الله هو الذى دعاه للحق و الايمان قائلا:
“أفنينا ما مضى من عمرنا فى الخصران و العمى الى أن منّ الله علينا بعين الرحمة فأستنقذنا من ذلك كله بغير يد سبقت منا اليه و لا احسانا تقدم منا لديه بل بفضله و رأفته و تحننه لم يؤاخذنا بما كنا فيه من الكفر والجهالة فبرينا اليه مما كنا فيه و تنصلنا اليه مما كنا عليه فتحققنا أنه قد قبل ذلك منا برأفته و رحمته”
وقدم الباحث اسحاق الباجوشى ورقة بحثية عن الثالوث عند ساويرس بن المقفع من خلال مقالاته الغير منشورة في كتاب الإيضاح قال فيها يُعد ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين من العلماء المُعتبرين أعمدة للتعليم في الكنيسة القبطية –المُلقبة باليعقوبية حينذاك- حيث أستطاع بن المقفع أن ينقل لنا تعاليم الآباء وشروحاتهم للعقيدة المسيحية من خلال كتاباته واقتباساته الآبائية ليُقدم تعليمًا مسيحًا خالصًا ويؤكد على تعاليم العقيدة المسيحية حول جوهر الثالوث وطبيعة الأقانيم والاتحاد الأقنومي وكذلك حياة السيد المسيح حال تجسده، وقيامته وصعوده ومجيئه الثاني، والدينونة العادلة، ويوضح في ذلك بنود قانون الإيمان النيقاوي، في فصول مطولة. لذا يحاول الباحث أن يقدم تعليم بن المقفع حول الثالوث وأقنومية الأبن والروح القدس من خلال الثلاثة مقالات الغير منشورة مقارنةً بالنص المنشور في كتاب الإيضاح، كذلك نشر نص الثلاثة مقالات والذي يعتبر النشر الأول لها، وهي ثلاثة مقالات غير منشورة من واقع خمسة عشر مقالة والذين وضح فيهم الفكر اللاهوتي والكريستولوجي لأبن المقفع ، وكيف استطاع من خلال كتاباته أن يُخرج لنا من الآباء جدد وعتقاء ويصيغها في عبارات باللغة العربية لتكون بحسب مقتضيات عصره متاحة لغير المسيحيين الناطقين بالضاد بل والذين لا يفهمون اللغة القبطية من بين الأقباط بحسب قوله وكيف قدم ذلك لفئتين على السواء قليلي الفهم والعلم وكذلك الفقهاء والعلماء.
وقدم الباحث جوزيف فايق ورقة بحثية عن الحالة الفكرية للاقباط في القرن العاشر الميلادي من خلال كتاب الايضاح و المعروف بالـ”الدر الثمين في ايضاح الدين” للانبا ساويرس بن المقفع اسقف الاشمونين حيث قال ان للكنيسة القبطية الارثوذكسية كنيسة تقليدية تهتم بالحفاظ علي ايمانها المسلم لها مرة من القديسين بواسطة الروح القدس و انها تسعي دائماً للتعبير غن حقائق ايمانها مستخدمة اسلوب العصر و من هنا تظهر اهمية كتاب الايضاح و المعروف باسم (الدر الثمين في ايضاح الدين) هو اقدم كتاب لاهوتى عربي يصدر من الكنيسة القبطية الارثوذكسية فهو اول صياغة للاهوت القبطي باللغة العربية و من خلال هذا الكتاب المهم تتضح لنا الحالة الفكرية للاقباط في عصره و كيف تعاملت الكنيسة القبطية مع هذه الحالة
وطرح الباحث فى هذا الصدد المعتقدات الموجودة عند الاقباط في القرن العاشر و اسباب الحالة الفكرية التى وصل إليها الاقباط في القرن العاشر كذلك كيف تعامل اباء الكنيسة مع هذه الحالة و كيف اثر الواقع الدينى و اللغوى الجديد علي الكنيسة في صياغة تعبيراتها اللاهوتية
وقدمت الباحثة ملسيا منصور صابر ورقة بحثية عن الطبيب والمؤرخ والبطريرك الملكاني سعيد بن بطريق(868 – 940م) حيث قالت
ولد سعيد بن بطريق عام 263هـ – 868م في الفسطاط، في السنة الثامنة من خلافة المعتمد بالله الخليفة العباسي، لم نجد في المصادر المعاصرة له ما يدلي بمعلومات عن طفولته أو أسرته غير أن والده كان فراش في ديوان الحكومة العربية الإسلامية كما ذكره المسعودي وهي وظيفة لا بأس بها في الدواوين الحكومية العربية؛ حيث كان للفراشين كلمة مسموعة وطلباتهم مجابة عند رؤسائهم وكان له أخ ويدعى عيسى بن بطريق كان أيضًا طبيبًا أزدهر في النصف الأول من القرن العاشر وبرع في جزيئات المداواة والعلاج بها وعاش حياته في مدينة مصر القديمة ومات بها أيضًا، والمعلومات التي توصلنا لها عن سعيد بن بطريق كانت من خلاله كتابه التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق أو نظم الجوهر، وكذلك من خلال يحيى بن سعيد الأنطاكي الذي كان معاصرا له ويذكر أنه كان نسيب لسعيد بن بطريق وفي مرجع أخر يذكر أنه كان ابن له وقام بتكملة كتاب التاريخ المجموع عن التحقيق والتصديق في أواسط القرن الحادي عشر ويدعى كتاب الذيل، والذي ذكر فيه شيء عن حياة بن بطريق حتى موت الأخير. كما استعرضت كتابات سعيد بن بطريق بقولها
يرى بعض المؤرخين أنه اول من كتب بالعربية ، وكان له العديد من الكتابات في الطب ومنها علم وعمل وكناش، وذكر جورج جراف في موسوعته أن سعيد بن بطريق له كتاب يدعى البرهان، وأيضًا كتاب الرد على النساطرة، بالإضافة لكتابه المعروف والسابق ذكره التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق.
وقدم القس اريانوس عادل اسحق ورقة بحثية عن دور الكنيسة القبطية في المجامع المسكونية من خلال كتاب المجامع للأنبا ساويرس بن المقفع فأوضح انة كان ولا يزال للكنيسة القبطية دورًا في التعليم اللاهوتي والصياغات العقائدية، وكان لها دور بارع في الملاحم والسجالات اللاهوتية آبان القرون الأولى في الكنيسة الجامعة لما لمدرستها اللاهوتية من دور فعال في صياغات العقائد الإيمانية لذا شاركت بفاعلية في تلك المجامع وصياغات العقيدة المسيحية، لذا سيتناول البحث بعض تلك الحوارات من خلال هذا الكتاب،
وقدم القس بيجول عبد الله زكى ورقة بحثية عن قدسيين و كتاب الكنيسة القبطية من منتصف القرن ال8 الى نهاية القرن 10 فقال
الكنيسة القبطية وتاريخها مملوء من رجال الله القديسين اللذين شهدوا بحياتهم في العالم لمجد اسم الله القدوس فكانت حياتهم نور للعالم كقول السيد المسيح
فليضيء نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (مت 5: 16)
وللأسف الكثير يظن ان القداسة كانت موجودة في القرون الأولى فقط وان الشهداء هم في عصر الاضطهاد الروماني وان الشهادة هي فقط من اجل الايمان او ان القديسين هم أصحاب المعجزات …. وغيرها من الأفكار المغلوطة عن القديسين والقداسة
كذلك ان الكثير من القديسين غير معروفين نهائيا للكثرين فمازالت أسمائهم وأعمالهم في بطون كتب التاريخ وبين سطور الاحداث وغير موجودين في الكتب الكنسية المعروفة مثل السنكسار والدفنار.
او للأسف يعرف الناس أسماء القدسيين دون تحديد للسنوات او القرون فيظن الناس انهم في القرون الأولى فقط .. و كذلك هناك فئة أخرى هامة اثرت في الكنيسة هم (علماء للكنيسة ) ( الكٌتاب الكنسيين ) لا يعرف الناس انتاجهم الادبى الذى مازال موجود بالكنيسة حتى اليوم
وحسب طقس الكنيسة القبطية يحتفل بالقديس يوم نياحته او استشهاده على هذا ان بحثنا يتركز على حصر القديسين و الكٌتاب اللذين ينتمون الى الفتره من منتصف القرن ال 8 والى نهاية القرن القرن ال 10
وهنا تبرز أهمية هذا البحث ليجب على بعض الاسئلة منها
من هم القديسين الاقباط الذين ينتمون لهذه الفتره والى أي فئة ينتمون شهداء ام قديسين ام معترفين وهل أسمائهم موجودة في الكتب الكنيسة وما هي تذكاراتهم وكيف كان لتغير نظام الحكم و التغيرات الاجتماعية في هذه الفتره تأثير على حياة الاقباط وقداسه حياتهم واعطى أهمية خاصة لبعض الاعمال والشخصيات وهل هناك سمات خاصة في سير هؤلاء القديسين غير موجودة في باقي السير المعروفة نظرا لتسجيلها في ظل هذه الفتره؟ وما هي المصادر التي تؤرخ لهؤلاء القديسين و ان كنا نبحث عن القداسة والاعمال الجليله فما هي أيضا سبب الشرور التي وجدت في حياة الاقباط في هذه الفتره وأخيرا كيف تؤثر معرفتنا بهؤلاء القديسين على الاقباط ونظرتهم للقداسة اليوم ان البحث عن القديسين والقداسة لهو وصية المسيح ان نكون قديسين كما هو قدوس وتأكيد على دورنا المسيحي وسط العالم ان نكون نور للعالم وملح للأرض وهنا تبرز أهمية هذا البحث
وقدم الباحث بيـشوى فـخري إسطفانوس باحث ماجستير بحث عن
التعاليم اللاهوتية و الأقتباسات الآبائية في رسالة السنوديقا للبطريرك باسيليوس الأنطاكي (923-935م)
قال فية تُعتبر رسائل “السنوديقا” أحد أبرز الدلائل لقوة العلاقات بين الكنيسة القبطية والكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية و بيان إيمانهما المشترك، و هذا النوع من الرسائل ظهر بوضوح في التراث العربي المسيحي، إذ كثُرت تلك الرسائل بعد انشقاق مجمع خلقيدونية 451م ، وبعد الفتح العربى في القرن السابع سادت اللغة العربية رويدًا رويدًا لكتابة هذا النوع من الرسائل.
و في العصر العباسي و مع ازدهار حركة الترجمة، تشبعت تلك الرسائل بأقتباسات من أقوال الآباء الأولين شهادة لامتداد نفس الإيمان منذ العصر الرسولي إلى زمن كتابة الرسالة.
و عندما رُسِمَ القديس باسيليوس بطريركًا لأنطاكية في 15 آب سنة 923م ، أرسل رسالة للبابا قزمان الثالث بطريرك الأسكندرية (920 – 932 م) ، مُعلنًا فيها عن إيمانه الذي استلمه مع التركيز على عقيدة ( الإيمان بوجود الله الواحد مثلث الإقانيم، التجسد الإلهي ، الطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد، مع شجب أفكار آريوس و أفنوميوس و نسطوريوس و مقدونيوس ) ، مُستشهدًا بأقوال ألاباء ( أغناطيوس الأنطاكي ، البابا أثناسيوس الرسولي ، القديس كيرلس الكبير، القديس يوحنا ذهبي الفم، القديس باسيليوس الكبير، القديس غريغوريوس اللاهوتي، القديس كيرلس الأورشليمي، مار يعقوب السروجي، مار إفرآم السرياني، القديس ساويرس الإنطاكي).
واختتم المؤتمربتوزيع الشهادات على الباحثين وأخذ بعض الصور التذكارية بقاعة الصفا مقر عقد اللقاء الثامن والعشرون لاصدقاء التراث العربى المسيحى مع اعضاء اللجنة المنظمة للقاء