كثيراً ما يبدأ الإنسان أعمالاً صالحة وهو مشحون بالهمة والعزيمة للفوز بثمرات مباركة، لكن الاستعجال وعدم التأنى لإنتظار الثمار والنتائج الإيجابية التى قد تتأخر أحياناً ربما يدفن تلك الثمار فى مهدها.
لنذكر أن أحلى الثمرات هى التى أتت بعد طول انتظار، ولد المعمدان لشيخين متقدمين فى الايام زكريا وأليصابات.. جاء صموئيل بعد ان شبعت أمه العاقر حنة تعييراً من ضرتها فننة وكان الله يتأنى والثمرة الثمينة محفوظة لتزداد بهاء وتألقاً.. كانت أمنية موسى النبى أن يرفع الذل عن بني جنسه فطال به الأمر أربعين سنة حتى أذن له الرب بأن يقف أمام فرعون ثم بعد ذلك يقود الشعب إلى أرض الموعد بيد الله العالية و ذراعه الرفيعة.
على النقيض كان نفاذ صبر إبراهيم – مع انه كان مؤمناً بصدق مواعيد الله – واستعجاله اللعين سبباً فى تكدير بيته وتكدير زوجته التى صغرت فى عينى جاريتها، وتكدر هو حين طرد ابنه اسماعيل من البيت.
لذلك يعلمنا ربنا يسوع أن الصبر هو من صفات الأرض الجيدة المثمرة فيقول “يسمعون الكلمة فيحفظونها فى قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر” ( لو١٥:٨) .
إن أى عمل فى حياتنا لكى يثمر يحتاج إلى كثير من الصبر كما يقول القديس يعقوب “هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض متأنياً عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم” ( يع٧:٥).
ربما يحرز الإنسان كثيراً من النجاحات فى حياته لكن الصبر والمثابرة تزيدها كما وكيفا وديمومة.
لقد خشى القديس بولس فى رسالته إلى العبرانيين على المؤمنين الذين تحملوا مجاهدة آلام كثيرة وخاف عليهم لئلا ينفذ صبرهم ولئلا تنحل قواهم، فكتب إليهم وإلينا يذكرنا بثمار الموعد ويستحثنا على الصبر قائلاً: “لا تطرحوا ثقتكم التى لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد لأنه بعد قليل سيأتى الآتى ولا يبطىء” (عب٣٥:١٠ )