احتفلت هيئة كوبتك أورفانز، بتخرج دفعة جديدة من مجموعة من القادة الشباب ممن أنهوا تعليمهم بعد حصولهم على منحة مبادرة “قادة المستقبل”، التي تقدمها الهيئة وتهدف إلى بناء قادة من الشباب قادرين على خدمة مجتمعاتهم.
شارك بالاحتفال الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، وعدد من الشخصيات العامة.
تأتي الاحتفالية عقب ورشة عمل، تحت عنوان “المبادرات الشبابية طريقك للريادة المجتمعية”، خلال الفترة من 3 : 5 فبراير 2019 ، بهدف التدريب على التخطيط وتنفيذ المبادرات المجتمعية، حيث تحرص هيئة كوبتك اورفانز على العمل بجانب الأطفال والشباب لخلق أجيال قادرة على خدمة وتنمية وتطوير المجتمع، انطلاقًا من مبدأ المسئولية المشتركة للمجتمع المدني.
الهدف.. الإنسان
قال الأنبا بنيامين مطران المنوفية، إننا نسعد بهذه الاحتفالية والنتائج التي نراها فمنذ بداية معرفتي بالهيئة سعدت بأهدافها، والتي أهمها الاهتمام بالإنسان؛ فالله نفسه هدفه الإنسان.
وتهتم الهيئة بكافة نواحي الإنسان النفسية والشخصية والتعليمية، كما أنها متميزة وتسعى إلى التميز والتخصص، فلم تعد المعرفة تكفي بل التميز في المعرفة والتخصص.
و أشار إلى تميز هيئة كوبتك اورفانز في تأهيل شباب واعِ، وقادر على خدمة وطنه.
وصرح الأنبا بنيامين لـ”جريدة وطني”، أن هيئة كوبتك اورفانز هيئة متكاملة تهتم بالإنسان كهدف في كل الأمور، وتهتم بتشكيل الإنسان بصورة لائقة للمجتمع بأن يكون نافع ومفيد من خلال التعليم والتربية وبكل ما يجب ليصبح شخصية شبعانة ومتكاملة.
وفيما يخص المبادرات المجتمعية التي قدموها، أكد أنه ما دام الهدف هو البناء فكل الوسائل تخدم، فالهدف هو الإنسان أن يكون ذو شخصية له فكر، له قوة منطق وله قوة إقناع لا يوجد إغراءات تفسده والفساد لا يؤثر عليه، أن صناعة الإنسان ليس عملًا سهلًا.
برامج وخدمات
يقول الأستاذ ثروت جاب الله، مدير منطقة صعيد أعلى، أن منحة قادة المستقبل تضم عدة مبادرات مجتمعية أسسها الحاصلين على منحة قادة المستقبل، على مدار اربعة أعوام منذ انطلاق البرنامج عام 2016. من بينها مبادرة (تحليل فصائل الدم) في القرى ومبادرة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي ودعم عدد من الملجأ .
وأوضح الأستاذ رفيق ملاك مدير البرنامج في كلمته، أن الهيئة تسعى دائما لخلق التميز بين المشاركين ليؤثروا بشكل إيجابي في مجتمعهم من خلال التركيز على التعليم والشخصية والتطوع وعلى مدار أربعة أعوام منذ انطلاق البرنامج عام 2016. فاز بالمنحة 45 من القادة الشباب .
وتقول الأستاذة إنجي صفوت منسق ميداني عن محافظة قنا والبحر الأحمر عن عملها، إن برنامج لست وحدك مقسم إلى خمس مناطق وكل منطقة لها مدير ومعه مجموعة من المنسقين، وكمنسق ميداني أتابع المتطوعين وأحاول مساعدتهم في المشاكل التي يواجههوا مع الأسر وعمل تدريبات لهم حول موضوع تحدده الهيئة كل فترة، مثلًا في هذا العام كان الموضوع تحت عنوان “سنة الشفاء”، حيث قمنا بعمل ورش عمل عن سيكولوجية المرأة الأرملة.
وأوضحت أن هيئة كوبتك اورفانز لديها 550 متطوع في 750 قرية و 60 إيبارشية .
وذكرت أن من المكرمين بالحفل، ومن الأسر التي تقوم بخدمتها فتاة من الغردقة الطالبة كلية علوم بيولوجي جامعة حلوان، حيث استطاعت تطوير نفسها، وهي من الشخصيات الناجحة ورغم أنها في أول سنة تقوم بمساعدة الأصغر منها سنًا في الغردقة.
لقاءات مع الخريجين
وخلال الحفل، قمنا بلقاء عدد من الخريجين والمكرمين لمعرفة تفاصيل عن المنحة وبماذا أثرت فيهم والمبادرات التي قدموها لمجتمعهم.
تقول مارينا صليب ليسانس علوم جامعة الأسكندرية، أنها بعد الثانوية العامة وحصولها على درجة 95 % قامت الخادمة المسئولة عنها بالهيئة بالتقديم لها في المنحة وحصل لقاء مع المسئولين وتم قبولها .
وعن أهم ما تقدمه المنحة، أوضحت أنه يوجد بالمنحة لقاءات ومعسكرات كثيرة للمناقشة مثل مشروعات التنمية البشرية؛ مثل كيفية تطوير الذات، وكورس لتنمية الأفكار والمغفرة وكيف أصبح شخص فعال داخل الجامعة وقمت بالفعل بمساعدة الطلاب بجامعتي ممن لم يكن لديهم القدرة على الحصول على تدريبات بالشرح لهم ومساعدتهم.
وتضيف ، لقد ساعدتنى المنحة على تغيير شخصيتى الانطوائية فأصبحت أشارك بالمبادرات فى المجتمع .
وعن المبادرة التي قامت بها في مجتمعها، قالت إنها قدمت مساعدات بسيطة لأطفال الملاجيء بمدينتها الأسكندرية، وبصفتها دكتورة تحاليل ساعدت بعض الأشخاص في القرى بعمل تحاليل لمعرفة الفصائل المختلفة لمساعدة الآخرين من نفس الفصيلة.
ويقول جرجس شكري خريج كلية السن قسم لغة إيطالية في سوهاج: إنه من البداية ضمن برنامج لست وحدك التابع لهيئة كوبتك اورفانز، أما منحة قادة المستقبل فقد كان من شروطها التفوق في الثانوية العامة بحد أدنى 85 % بالإضافة إلى تقديم المساعدة بالمجتمع وأن يكون مشارك في مبادرات وقابل للتغيير ويكون مؤثر في مجتمعه، وتم قبولي للمنحة.
وتضمنت المنحة معسكرات عن كيف أصبح شخص فاعل ومبادر في المجتمع وتدريبات عن القيادة والتأثير الإيجابي في المجتمع ومواكبة التطور.
ويؤكد أن ما يميز المنحة والبرنامج أن كلها حب في حب، حيث وجد السند والتشجيع والاهتمام بكل مجالات الإنسان، وكل النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية، فقد تغيرت شخصيتي تمامًا، وأصبحت شخص فاعل ومبادر ومؤثر في مجتمعي.
وقد قمنا طبقا للبرنامج بعمل مجموعة مبادرات، ومنها تحديد فصائل الدم في قرى الصعيد لعمل اكتفاء ذاتي لبنك الدم في هذه القرى وهذه المبادرات مستمرة .
أما دولاجي باقي بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة أسيوط، أوضحت أنها ضمن برنامج لست وحدك بالهيئة ومن خلال الخادم المتطوع اشتركت بمنحة قادة المستقبل ولها مميزات كثيرة أهمها المبادرات داخل مجتمعاتها ونفذت مع المجموعة مبادرة فصائل الدم بقريتها التي تحتاج إلى معرفة فصائل دمائهم ونفذنا ذلك بأربعة قرى بمدينة طما وبعد عمل الفحوصات لمعرفة فصائل الدم سلمنا البيانات إلى الكنيسة.
وفي حين وجود حوادث أو عمليات يكون لديهم االبيانات إلى من يلجأون، و تم تعميم هذه المبادرة إلى 36 قرية .
وتوضح أن المنحة أثرت في شخصيتها وتعليمها، حيث أصبحت متفوقة ومتميزة وتتقن اللغة الإنجليزية بشكل أفضل وعند التخرج ستجد فرص عمل أفضل، بالإضافة إلى الثقة بالنفس وأن تكون مسئولة، والتعاون في أي مجتمع أكون به سواء كان الجامعة او القرية أو المدينة أستطيع المساعدة وأقدمها كقائد مجتمعي.
يُذكر أن منحة قادة المستقبل هي جزء من برنامج “لست وحدك” تقدم للمتميزين من خريجي الثانوية العامة، وتهدف المنحة إلى إمدادهم بالدعم المعنوى والاجتماعي والمادي؛ لتمكينهم من مواصلة مشوارهم التعليمي وتنمية مهاراتهم القيادية وتعميق جذور التطوع والخدة لديهم .
جدير بالذكر أن منحة قادة المستقبل بدأت عام 2016 وحصل عليها 14 مشارك ووصل عدد الفائزين بالمنحة في عام 2020 إلى 45 مشارك .