فقال له يسوع: أبصر. إيمانك قد شفاك (لو 18: 42)
صور العمي الروحي
1ـ عمي رؤية الجمال
* قد يكون الإنسان أعمي وهو مبصر… فمن صور الإنسان الأعمي… الإنسان الأعمي عن جمال الخليقة التي أوجدها الله من أجله, كالفلك, والنجوم, والشمس, والهواء, والمياه, والبحار, والنباتات, والحيوان, وفصول السنة…. وأحيانا ننسي هذا الجمال: السموات تحدث بمجد الله, والفلك يخبر بعمل يديه (مز 119: 1), جمال الخليقة يجعل الإنسان يحافظ عليها ولا يلوثها, فتلويثها يعتبر خطية. وإذا لم يهتم الإنسان بجمال الطبيعة يحسب كأنه أعمي يحتاج إلي بصيرة.
2ـ عمي معرفة الخلاص
* من صور الإنسان الأعمي… الإنسان أعمي عن معرفة الخلاص, وغير قادر علي الإيمان بالمسيح أنه جاء وتجسد وصلب من أجله, وسفك دمه علي الصليب حبا فيه… فيعيش في الخطية بأي شكل من أشكالها.
لا توجد خطية كبيرة علي دم المسيح.
هناك من يعيش في خطايا كثيرة ويري أن الله يرفضه, وتكون النتيجة أنه لا يعيش حياته صحيحا ولا يعيش فرحة الخلاص دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1 يو1 : 7), ولكن هل نعترف بخطايانا ونتوب عنها؟! هل ننقي قلوبنا؟!
بولس الرسول يقول: وأما من جهتي, فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح (غل 6: 14), لأنه من فداه وخلصه ورفع عنه خطاياه؟!
هناك من ينظر إلي المسيح علي أنه لم يصلب للعالم فقط بل من أجل خطاياه الخاصة والشخصية, ولا سبيل للإنسان في أي مكان أن تمسح خطيته وتمحي إلا بدم المسيح وليس بأحد غيره الخلاص (أع4: 12) كما يعلمنا سفر الأعمال.
3ـ عمي جهل الكتاب
* من صور الإنسان الأعمي, الإنسان البعيد عن نور وصية الكتاب فالأفضل أن يكون هذا الكتاب محفوظا في قلبك ومعروفا في حياتك.
* هناك من هو أعمي عن عمق الإنجيل وعن فرح الإنجيل فكلمة الإنجيل في حد ذاتها تعني بشارة مفرحة, وبمجرد قراءة الإنجيل والحفظ منه والعيش به… تمتلك الفرح.
4ـ عمي شكلية العبادة
* من صور الإنسان الأعمي… الأعمي عن معني الكنيسة نصلي في قطع الساعة السادسة ونقول: إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء.
فما هو مفهوم الكنيسة عندك؟ هل هو الالتزام والمجيء لمقابلة المسيح أم هو مجرد اجتماع؟ هل تمارس أسرار الكنسية بوعي؟
أتستطيع أن تقبل ملكا بفم قذر؟.
(ق. يوحنا الذهبي الفم)
* لابد أن تكون حياتك بلمعان الأواني المقدسة التي نتناول منها… فهناك من يرتل الألحان لإظهار مهارته الشخصية, وهناك من يرتل الألحان من قلب تائب نلتهب بحب المسيح.
5ـ عمي محبة الذات
* من صور الإنسان الأعمي… الأعمي عن محبة الآخرين وخدمتهم… الله عندما خلق كل واحد منا خلقه لرسالة… لذلك يسمي الإنسان فردا وهي من كلمة فريد أي ليس له مثيل ومميز. فالله الذي أوجدنا وأوجد لنا الرسالة والهدف… من الممكن أن يجعل لأحد ما مسئولية كبيرة, ويجعل لآخر مسئولية صغيرة… فهل يوجد فينا روح خدمة الآخرين؟
* هناك من يعيش في أنانية مطلقة تجعله لا ينظر إلا نفسه.
* نحن نعيش في مجتمعات تتحلي بخدمة الآخرين. وكلمة الآخرين تعني كل إنسان. فالمسيح نفسه كان يخدم كل إنسان.
* ما يميز خدمتنا للآخرين هو الحب, ونحن عندما نقدم الخدمة فدافعها هو حبنا لله, ومصدرها هو محبة الله.
الخلاصة: فلنقف أمام الله ونطلب منه أن يفتح أعيننا حتي نري جمال الطبيعة والخليقة.
يا رب افتح عيني لكي أعرف خلاصك, وكم هو ثمين.
أعطني أن أفهم الوصية وأعيش بها.
اجعلني أن أقدر قيمة الكنيسة.
هبني أن أخدم الآخرين.