عندما نبحث عن أسباب اختفاء القبطيات، نتحدث عن عدة أسباب منها أسباب قد تعود لمشكلات أسرية أو أسباب تتعلق بالإستقطاب أواستغلال الظروف، وهنا نتحدث عن واقعة خطيرة بأدلة من خلال ضحايا يكشفون عن شركة توظيف على مواقع التواصل الإجتماعي، تظهر بصبغة مسيحية بوضع أسماء مسيحية أو صور مسيحية بهدف طمأنة الأقباط ، حتى يتسنى لهم الحصول على معلومات كاملة عن الفتاة .
نكشف اليوم عن تلك الواقعة حيث كشفت عنها عدد من الفتيات، بدأت بشركة توظيف على الفيس بوك بحساب مزيف ووضع صورة لمكرسة مع قداسة البابا تواضروس، وهو ما أعطى راحة واطمئناناً للأقباط للإتصال بهم.
وفي مكالمة تليفونية لإحدى الفتيات التي كانت تبحث عن فرصة عمل، قامت بالإتصال بالرقم فردت سيدة تدعي أنها مكرسة أسمها ثيؤدورا، والتي رحبت بالفتاة وطلبت منها إرسال السيرة الذاتية، وبالفعل أرسلتها على “الواتس آب “، وبعدها تحدثت المكرسة على أنها سكرتيرة لقداسة البابا بأسيوط ، وأنها على سلة وطيدة براهب كبير سائح – لديه شفافية لمعرفة كل شيء، وأغرت الفتاة أنها يمكن أن تجعل الراهب يتحدث معها، وببساطة وقلة خبرة الفتاة القبطية ومثل الكثير من الأقباط المحبين التحدث لمثل هؤلاء الرهبان، رحبت.
وهنا جاء دور الشخص الأخر الذي تحدث معها على إنه الراهب باسيليوس المحرقى وهو يتحدث قائلاً: ايوه يا بنتى عاملة ايه طمنيني عليكى، على فكرة يا بنتي وأنتى بتكلميني عايز أقولك إن في أرواح شريرة في شقتك ! والفتاة تتحدث دون أن تضع في إعتبارها احتمالية أن يكون هذا الشخص مزيفاً، ثم يطلب الراهب من الفتاة أن تقول بعض الكلمات حتى يطرد الأرواح من كلمات قد تصل للإباحية مثل : “آه” بصوت عال، وظل يتحدث الراهب ويعرف أسرار الفتاة الخاصة وهي بكل سذاجة تتحدث معه، ولا تعلم أنه فخ نصب لها، وبعد مكالمة طويلة تحدثت الفتاة مع هذا الراهب ثم ينقطع الإتصال.
فكرت الفتاة القبطية البحث عن هذا الرقم على مواقع التواصل الإجتماعي لتجد تحذيرًا من بعض الفتيات أن هذا الرقم لشركة نصب واحتيال وتعود الفتاة لترسل برسالة للرقم وتخبرهم أنهم شركة نصابة ، لتجد بعدها أنه تم غلق الرقم ورفع صورة المكرسة من صفحة التواصل الإجتماعي.
نحن نقوم بنشر هذه الواقعة لأن هناك العديد من عمليات النصب التي تتم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، وسبق وتم توريط بعض الفتيات في محادثات بإعتبار أنها تتحدث إلى شخصية مسيحية أو كهنوتية ، فيتم معرفة أسرارها وتبدأ عملية الابتزاز أو التهديد بفضحها لاسيما الفتيات الصغيرة التي تفقد القدرة على التفكير وتمتلئ بالخوف وتسرع للتفاوض وتتحدث مع الشخص فيزيد من تورطها ويتم استغلال بعض صورها على مواقع التواصل الإجتماعي وربما يطلب مقابلتها للتفاوض فتكون هنا الكارثة التي تصعب من أزمة الفتاة، لاسيما بعد معرفته بكل شيء عنها .
بالرجوع للكنيسة إزاء هذا الأمر، أكد القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة ، أن التواصل الإجتماعي له ضوابط يجب مراعاتها فلا يجب التواصل مع اَي شخص لا نعرفه أو التواصل مع اأي شخص غير متأكدين من هويته، على شبكات التواصل الإجتماعي .. فتوجد صفحات وحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، تنتحل صفة المسيحية – سواء بوضع أسماء قديسين أو أسماء لرجال دين مشهورين – فلا نثق في اَي صفحة إلا إذا كانت رسمية.
وحذر القس بولس بأنه لا يجب أن نبوح بأسرارنا الخاصة على وسائل التواصل الإجتماعي مع أي شخص حتي لو نعرفه معرفة جيدة حتي إن كان أب إعترافناً ، فالإعتراف مكانه الكنيسة وليس صفحات السوشيال ميديا، مؤكداً انه لابد من الحكمة في اختيار الكلمات مع الأشخاص المناسبين وفِي الوقت والمكان المناسب.