افتتح اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي, فعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول “إيجبس 2020” في دورته الرابعة تحت شعار “شمال أفريقيا والبحر المتوسط .. تلبية احتياجات الغد من الطاقة ” .
يشارك في المؤتمر هذا العام أكثر من 270 متحدثا من خبراء الصناعة محليا ودوليا و1600 مشارك بالمؤتمر و14 دولة و15 شركة بترول عالمية وأكثر من 450 شركة عارضة ما يضفي مزيدا من النجاح الملموس لمؤتمر إيجبس 2020 في دورته الحالية.
حضر الافتتاح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة .
وقد تم التقاط صورة تذكارية للرئيس السيسي مع رئيس الوزراء ، وزير البترول والثروة المعدنية، ورؤساء شركات الطاقة العالمية قبيل افتتاح المؤتمر .
بدأت فعاليات افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول ” ايجبس 2020 ” بعرض فيلم تسجيلي عن الطفرة الكبيرة التي حدثت في قطاع البترول، حيث أشار الفيلم التسجيلي إلى أن الرؤية الاقتصادية الجديدة التي تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي تعتمد على تحديد الإمكانيات المتاحة لضمان مستقبل مثمر للوطن وشعبه.
ذكر الفيلم التسجيلي أن العمل يجري على تنمية 11 ألف مشروع جديد بدأت بتوسعات قناة السويس ومشروعات البنية التحتية العملاقة وغيرها من المشروعات، ولفت إلى أنه تم إقرار قوانين جديدة لتنظيم سوق الغاز وتنفيذ برنامج إصلاح منظومة الطاقة، وهو ما وفر عدة فرص للقطاع الخاص للشراكة والمنافسة في كافة مراحل عمل صناعة الغاز والطاقة.
أوضح الفيلم أن مصر تؤكد مصداقيتها والتزامها بالتنمية من خلال تأمين مصادر الطاقة لتلبية احتياجات الدولة وتوفير فرص عمل حقيقية لشعبها، وذلك من الشراكات العالمية الجديدة ومواصلة تكثيف أعمال البحث والاستكشاف وتحقيق العديد من الاكتشافات وزيادة القدرات التكريرية والمعالجة، وأكد أن الدول المصرية لديها رؤية واضحة وهدف محدد وهو تحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز.
قال كريس هتسون رئيس شركة (دي أم جي تي أولين كاس) إن قدرتنا على إقامة وتنظيم المؤتمر في نسخته الرابعة تعود إلى توجيه الاستراتيجية النشطة والعمل الفعال المقدم من وزير البترول المهندس طارق الملا، مؤكدا أن المؤتمر لم يكن أن يتم دون دعم الرئيس السيسي .
أضاف أن المؤتمر أصبح على مدار السنوات الأخيرة منصة أساسية لقطاع الطاقة في أفريقيا وشرق المتوسط، معربا عن اعتزازه بتشريف الرئيس السيسي لفعاليات المؤتمر التي تبرهن على أهمية قطاع الطاقة في مصر، وأوضح أن قطاع الطاقة في مصر يحقق أهدافه المستدامة وفق رؤية استراتيجية وقيادة فنية في جميع عناصر سلسلة قيمة الطاقة في المستقبل، مشيرا إلى أن عام 2020 يعتبر عاما محوريا في صناعة الطاقة والغاز على مستوى العالم والمنطقة كمكون رئيسي.
قال وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، إن مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول ” إيجبس 2020 ” يعقد اليوم للعام الرابع على التوالي، تلك المنصة التي باتت أحد عناصر تنفيذ استراتيجية الوزارة، بما تتيحه من فرصة كبيرة لمشاركة العالم قصص النجاح التي تحققت، وكذلك الخطط والسياسات والإصلاحات والتطوير الجاري العامل بها، فهي نافذة لاستعراض الفرص المتاحة وزيادة سبل التعاون مع الشركات العالمية وخبراء صناعة البترول بما يحقق المصالح المشتركة.
أعرب الملا عن شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته للمؤتمر والتي ساهمت بدورها في تعزيز خطى المؤتمر على مدار سنواته وكذلك دعمه المستمر لقطاع البترول والذي يساهم بشكل مباشر في تحقيق نجاحات ملموسة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، وذلك خلال فعاليات المؤتمر .
أكد أن مصر نجحت خلال السنوات الماضية في تخطي العديد من التحديات التي واجهت الدولة، كما نجحت في صون مقدرات الشعب المصري وترسيخ الاستقرار الأمني والمجتمعي في كافة أنحاء الجمهورية بإرادة سياسية صلبة وتكاتف شعبي لافت بما في ذلك تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة ، كذلك خفض معدلات البطالة، والحد من التضخم ، فضلا عن تنفيذ مشروعات قومية كبرى ساهمت في دفع جهود التنمية وجعلت من مصر نموذجا يحتذى به فى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية .
أشار وزير البترول إلى أن قطاع البترول كان يمر بتحديات كبيرة في أعقاب ثورة يناير 2011 بل كان يمثل تحديا للاقتصاد القومي نتيجة صعوبات اقتصادية وعدم استقرار سياسي وأمني، مما أدى إلى تراكم مستحقات الشركاء الأجانب، فقدان ثقة المستثمرين ، تباطؤ الاستثمارات ، وتوقف العديد من المشروعات مما أدى إلى عجز في إمدادت الغاز والوقود.
اضاف أن قطاع البترول خاض خلال الأربع سنوات الماضية، أحد أقوى معارك التنمية والبناء والتغيير، واستطاع تحويل الأزمات والتحديات إلى قصص نجاح مبهرة أشاد بها العالم وجني ثمارها أبناء هذا الوطن، كما ساهم في النهوض بالاقتصاد القومي واستمر في أداء دوره كقاطرة للنمو.
تابع الملا قائلا إن “قطاع البترول والغاز ساهم عام 2018 – 2019 بنسبة 27% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بقيمة 1.4 تريليون جنيه، كما حقق لأول مرة منذ سنوات طويلة فائضا في الميزان التجاري عن عام 2018 – 2019″، لافتا إلى أن الاستثمارات الأجنبية والوطنية لمشروعات القطاع التي تم تشغيلها ويجري تنفيذها، بلغت حوالي تريليون جنيه، منها 35 مليار دولار استثمارات أجنبية خلال الأربع سنوات الماضية، كما ساهم القطاع في خفض مستحقات الشركاء الأجانب بأكثر من 80% مما ساهم في استعادة الثقة وانعكس إيجابيا على زيادة استثمارات شركائنا الحاليين ودخول مستثمرين جدد.
أضاف أنه تم التوقيع بالأحرف الأولى على ميثاق إنشاء ” منتدى غاز شرق المتوسط ” كمنظمة دولية مقرها القاهرة وذلك خلال 12 شهرا فقط منذ طرح مصر لهذه المبادرة؛ بهدف تعزيز التعاون من خلال حوار منهجي وصياغة سياسات إقليمية لتحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانات الغاز بالمنطقة بشكل يسهم في مواجهة التحديات السياسية وبما يعود بالنفع على شعوب المنطقة.
أوضح الملا أنه في إطار اهتمام قطاع البترول بتطوير العنصر البشري فقد تم تنفيذ برنامج وزارة البترول لإعداد وتأهيل القيادات الشابة والمتوسطة بالشراكة مع كبرى شركات البترول العالمية، منوها بأن الدفعة الأولى ستنتهي قريبا من تنفيذ برنامج مكثف اشتمل على فترة تدريب عملية في مواقع الشركات العالمية داخل مصر وخارجها بالإضافة إلى تدريبهم على المهارات المختلفة لفترات تراوحت بين 6 أشهر وعام كامل لإعدادهم لقيادة القطاع في المستقبل، معلنا فتح باب التسجيل للدفعة الثانية من البرنامج أوائل شهر مارس المقبل .
أشار إلى أهم العناصر التي ساهمت في قصص النجاح التي حققها قطاع البترول والتي تحمل في طيها جهد وعمل سنوات، وأولها..القيادة السياسية الواعية التي تمتلك رؤية وتؤمن بقدرات وطنها ومواطنيها مما مكنها من قيادة مصر بحكمة خلال فترة عصيبة من الاضطرابات والعبور بها إلى مرحلة جديدة من التنمية والبناء، ثانيا.. الاستقرار الأمني والسياسي، فكان للحفاظ على الدولة الوطنية من التفكك ودعم المؤسسات الحكومية وحمايتها باعتبارها الذراع الأساسي الضامن لاستقرار الدول الأثر الكبير في تهيئة المناخ المواتي لتحقيق خطط التنمية المستدامة.