نظم المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، معرض صور لنسخ من بعض صفحات من “كتاب الأحلام” للمخرج الإيطالي الكبير “فيديريكو فيللينى” Federico Fellini وذلك في إطار الاحتفال بمرور مئة عام على ميلاده.
وقد افتتح السيد دافيدي سكالماني, Davide Scalmani مدير المعهد الثقافي الإيطالي، المعرض قائلاً: نحن نحتفل بمرور 100 عام على ميلاد “فيلليني” ليس في مصر فقط بل في كل المعاهد الإيطالية ووزارات الخارجية الإيطالية بالعالم.
وأضاف انه سيتم خلال الاحتفال على مدار عام استدعاء كثير من الضيوف الذين سيتحدثون عن “فيلليني” وأعماله في نواحي مختلفة تتعلق بالمجال السينمائي.
وقال السيد “سكالماني”: إن معرض “فلليني” يعتبر وجهه نظر خاصة جداً ، فهذا الحدث له خصوصية تنبع من أننا بصدد رؤيه العديد من الصور التي دونها فيلليني” بنفسه في كتابه “الأحلام”، خاصة وأنه معروف أن “فيلليني” ذو رؤية وقدرة على التخيل والحلم فيما يقدمه في عالم السينما، والذي له فيه وضعه المتميز لما يخلقه من لغة جديدة في هذا العالم السينمائي من خلال أعماله الفنية، حيث أصبحت له إبداعاته وابتكاراته في عالم السينما.
وأوضح “سكالماني” أن اللوحات المعروضة هي لبعض صفحات من “كتاب الأحلام” لفيلليني، والتي توضح كيف عمل أفلامه من خلال اسكتشات تخيلية لهذه الأفلام.. وهذه الصفحات وهذه العبقرية والقدرة على الإبداع هي التي تميز “فيلليني”، إذ كان يكتب الحلم الذي يحلم به، ثم يتحول هذا الحلم الى فيلم.. وكان يستخدم في كتابة هذا الحلم قلم وفرشاة، يكتب ويرسم بهما أحلامه.. وأعماله كلها بمثابة إبحار في السيكولوجية الداخلية للإنسان، إذ كان يعمل تحليل نفسي ذاتي له علاقة بعلم النفس، وكان يتبع مدرسه العالم النفسي ” كارل جوستاف يونج ” أستاذ علم النفس في روما، أي لم يكن يقدم أفلامه اعتباطاً، ولكن بشكل علمي مدروس.
ويتابع: ستجدون في هذه الصفحات الخبرات الذاتية الخاصة لـ فيلليني” في اللاوعي لأنه يقوم بتصويرها للناس بعد ذلك، قهو يبرز انفعالاته، ويبين التأمل حول نفسه وما قام به من انفعالات.. فهذا هو عالم الفنانين.. إذ يتحدثون عما يخصهم.. ولكننا نجد أنفسنا نشاركه في خبراته لأنها تمس كل واحد فينا.
ستجدون أن الصور أيضاً تعرض أفلام فليني وما صاحبته من نقد، وهو يصحبنا في عالم السينما من هذا المنظور، ولهذا فإن اسم هذه المبادرة الفنية هو “كل سنه وأنت طيب يا مايسترو”.
حرص الفنان القدير حسين فهمي على المشاركة بفعاليات معرض “فيلليني”، وفي سؤال لي عن سبب حرصه على حضور المعرض؟ أجابني بأن “فيلليني” هو أحد المخرجين العظماء في العالم، وأنه لم يكن ليفوته هذا الحدث، خاصة وأنه أحد تلاميذ “فيلليني”.
جدير بالذكر أن الصور المعروضة بالمعرض تدور حول موضوعات عديدة، منها حلم السفر للخارج، الفن وبخاصة السينما، التاريخ، وتجسيد المجتمع وبخاصة الإيطالي.
وتُعد تلك الصور بمثابة مذكرات حميمة تُجسد أحلام “فيلليني” والتي ظلت خالدة بفضل تحويلها إلى مشاهد سنيمائية من خلال أفلامه، قد نظم المعهد الإيطالي المعرض بالتعاون مع مكتبة الأفلام وأرشيف فيديريكو فيللينى و فرانشيسكا فابرى فيللينى، و بلدية “ريميني” التي تعتبر مسقط رأس هذا المخرج المايسترو المولود في 20 يناير عام 1920 ببلدية “ريمينى” بإيطاليا.