يحتفل العالم المسيحي اليوم بعيد الغطاس والذي يحرص فيه الجميع على ممارسة عادات وطقوس خاصة، مثل طبخ القلقاس أكل القصب والفواكه الخاصة مثل البرتقال واليوسفي. ومن ضمن الطقوس الفنية في هذا العيد، هو تفريغ البرتقال واضاءه شمعة داخل القشرة الكروية المفرغة وكذلك تظهر بالشوارع عيدان القصب..
عن هذه العادات وأصلها نتكلم وسبب الاحتفال بالغطاس ليلاً وذهاب البعض للغطس في مياه الأنهار والنيل كان هذا التقرير.
ارتبط الماء بتجديد العالم حين حدث في الطوفان، الخليقة بدأت بالماء والروح “وكان روح الله يرفرف على وجه الماء”، لذلك جاء التجديد بالماء والخليقة الجديدة بالماء والروح. الماء هنا يدخل كعنصر أساسي لذلك استخدم الماء لإستعلان المخلص. وكان الجميع في نهر الأردن في مثل هذا اليوم يقرون بخطاياهم وهم يعتمدون، لذلك القديس أمبروسيوس يستخدم تعبير (غسل الخطية): “أغتسل المسيح من أجلنا أو بالحري غسلنا نحن في جسده، لذا لاق بنا أن نسرع لغسل خطايانا، لقد طهر المياه الذي لم يعرف خطية لأن له سلطان على التطهير لذلك كل من يُدفن في الماء يترك خطاياه، والرب بدون خطية دُفن في الماء ليحمل خطايا كل من أعتمد في الماء”.
المعمودية ولادة من فوق من الماء والروح، ونوال الخلاص منالخطية وغفرانها بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس وبها نلبس الرب يسوع (غلاطية3: 27) “لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح” وننال التطهير الكامل والبر والقداسة (أفسس 5: 25). لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن ولا شيئًا من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب “وأيضًا ندفن مع المسيح ونقوم “كل من أعتمد ليسوع المسيح قد أعتمد لموته” (رو 6: 3، 4) “لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه”.
كان مسيحيوا الشرق يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الأولى.. وحيث أن الرب ولد ليلًا فكان الاحتفال بالعيدين معًا ليلًا. ولكن بعد اكتشاف موعد العماد منفصلًا عن موعد الميلاد، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ظل الاحتفال ليلًا كعادتهم قبل فصل العيدين.
وهكذا أخذ الغرب عن الشرق هذه العادة، وذلك من