روج الصهاينة لفكرة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.. منذ منتصف القرن التاسع عشر.. ليتمكنوا من الاستيلاء علي أرض فلسطين العربية.. وتحولت الفكرة إلي واقع.. بدعم القوي الاستعمارية الأوربية.. وأعلن اليهود قيام دولتهم.. ومنذ ذلك الحين.. ودول الغرب تحمي هذا النبت الشيطاني الذي زرعته في غير أرضه.
ومنذ أن قامت دولة إسرائيل.. في 15 فبراير ..1948 وهي لا تكتفي بحدودها التي قررتها ورسمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.. في قرارها بتقسيم فلسطين رقم 181 في 29 فبراير 1947 والذي أعطي لليهود 57.5 من الأراضي الفلسطينية.. و42.3% لعرب فلسطين.. ووضع الباقي ويضم القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة تحت الوصاية الدولية.
لم يرض اليهود بما حصلوا عليه.. واستمروا في ضم الأراضي العربية.. بالحرب والعدوان.. كما حدث في حرب ..1967 حيث استولت علي أراض من كل الدول العربية المجاورة لها. وتضاعفت مساحتها إلي أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل 4 يونيو ..1967 وعاد العرب يستجدون حقوقهم.. ويحاولون استرجاع أرضهم.. تارة بالحرب وتارة أخري بالتفاوض ـ ولم يحرك النظام العالمي الظالم ساكنا.. وواصل حمايته للكيان الصهيوني.. وخطط حماة إسرائيل.. لانشغال كل دولة عربية في نفسها, وإغراقها في مشاكل داخلية وفتن وصراعات. ولم يعد هناك من يتذكر القضية الفلسطينية, ونجحت المخططات الغربية في إلهاء كل شعب في مشاكله, لإتاحة الفرصة لإسرائيل كي تنعم بالأمن والاستقرار, وعملت الإدارات الأمريكية ـ وهي الراعي الرسمي للكيان الصهيوني منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي علي تحطيم دول الجوار التي تهدد إسرائيل, فبدأت بالعراق عسكريا, ثم بباقي الدول العربية فكريا بنشر فكرة الفوضي الخلاقة التي أطلقوا عليها زورا الربيع العربي.. ليخدعوا بها الشعوب العربية.. المتطلعة للتغيير, ولكنهم كالعميان, خربوا بلادهم ودمروها, ولم يحصلوا علي ما دغدغت به مشاعرهم.. تلك الشعارات البراقة.
وكان صعود دونالد ترامب إلي سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية نكبة للعرب, وفاتحة خير لإسرائيل.. فالحلم الذي حلمته إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 بجعل القدس العربية عاصمة للكيان الصهيوني, حوله ترامب إلي حقيقة باعترافه يوم 6 ديسمبر 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل, ونقل السفارة الأمريكية إلي القدس, وتبعته بعض الدول فيما ذهب إليه.. وفي مايو 2019 اعترف ترامب بسيادة إسرائيل علي هضبة الجولان السورية المحتلة, ويأتي مؤخرا إعلان وزير خارجية ترامب ـ مايكل بومبيو ـ نوفمبر الماضي بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تخالف الشرعية الدولية.
وتمضي إسرائيل في مخططاتها التوسعية, ويواصل العرب الشجب والإدانة, وتتحول الفكرة إلي واقع, ويذهب العرب بشجبهم وإدانتهم إلي الجحيم.
[email protected]