آجرى قداسة البابا تواضروس حوار صحفي مع بعض الجرائد المصرية مثل ” المصري اليوم والوطن واليوم السابع” ,وفيما يلي ننشر أهم الأسئلة التي اجاب عليها قداسة البابا ..
س : قبل أيام من عيد الميلاد المجيد ما الفرق بين عيد الطفل وجيه والراهب ثيؤدور والأسقف تواضروس ثم بابا الإسكندرية؟
في طفولتي كان العيد هو فرحتي ، أنتظر الملابس الجديدة، ونأكل بعد الصوم، ونصلى بالكنيسة في قداس العيد على عكس باقي القداسات طوال السنة التي تصلى صباحًا، قداس عيد الميلاد يأتي بعد أول أصوام الكنيسة القبطية
وقبل الرهبنة كنت أحتفل مع أسرتي ونصلى معا ونأكل «لقمة»، وأحصل على العيدية من أهلي ثم أعود للكنيسة مع أصدقاء طفولتي
أما بعد الرهبنة فقد كان لدينا تقليد جميل جدًا فى دير الأنبا بيشوى، فاعتدنا أن نذهب مع أبينا الأسقف رئيس الدير، لنعايد إخوتنا الرهبان في دير السريان الملاصق لديرنا، فمن النادر وجود ديرين متجاورين، بعدها ومع عصر اليوم ننتظر معايدتهم لنا، ونستقبل إخوتنا رهبان دير السريان ونقضى الوقت نحتفل معاً، وفى عيد القيامة نكرر الأمر نفسه
ومنذ أن أصبحت أسقفًا ثم بطريرك صار العيد مناسبة لاستقبال الزيارات الرسمية وإظهار المحبة من كل طوائف المجتمع المصري، سواء في خدمتي بالبحيرة أو بعد ذلك في الكاتدرائية
س : هل مازال قداسة البابا تواضروس يستشعر فرحة العيد بعد كل هذه المسؤوليات؟
ميلاد المسيح فرحة خالصة نتذوقها بقلوبنا وأرواحنا، فننتقل من الصوم إلى الفطر والصلاة بالطقس الفرايحى وهي فرحة تخترق الوجدان.
س : ماذا يتمنى البابا تواضروس للكنيسة في عام 2020؟
أتمنى السلام لمصر كلها وليس الكنيسة فقط، السلام حين يعم يظلل حياتنا، وينتشر من مؤسسة لأخرى، ومن بيت إلى بيت ومن جيل إلى جيل.
س : يولى قداسة البابا تواضروس عناية خاصة لبرامج الرعاية الاجتماعية بسبب صعوبة الظرف الاقتصادي حاليًا… فما طبيعة هذه البرامج؟
من ست سنوات بدأنا استراتيجية محددة لبرامج الخدمة الاجتماعية فهي تشمل المساهمة في زواج البنات، ودعم التعليم الجامعي وما قبل الجامعي وحالات المرض، والعمليات والفحوصات، بدأنا في السنة الأولى بكنائس القاهرة ثم عممناها على القاهرة الكبرى ثم وجه بحرى والقناة ثم وجه قبلي كله، هذه المنظومة تدار بالرقم القومي، بحيث يتم تسجيل بيانات متلقى الخدمة، وهو ما يمنع أي صورة من صورة الاحتيال، ويقدر الاحتياجات الرعوية من خلال حصرها ومعرفتها بدقة، وبعد أن انتهينا من حصر متبرعي الكنائس بدأنا العمل على خدمة المؤسسات الخيرية، وأصبح لدينا خطة واضحة لمواردنا ومن يعمل عليها ومن يحتاج لها، وجعلنا المؤسسات الخيرية كشركاء للتنمية يعملون تحت مظلة أسقفية الخدمات.
«بابا المحبة» التصق هذا الوصف بقداستكم وأنت دائم الترديد بأن «المحبة لا تسقط أبداً»؟ ماذا عن «المحبة» فى حياة البابا؟
– أولاً المحبة هى الكلمة المفصلية التى فى الكتاب المقدس، والسيد المسيح حينما أتى علمنا المحبة، وآخر وصية له قال فيها «أحبوا بعضكم بعضاً»، فالمحبة هى شغلنا ووقود حياتنا والشىء الوحيد الذى سنأخذه معنا للسماء، فكل شىء سنتركه على الأرض مثل الإيمان، ولكن عندما نذهب السماء لن نحتاجه لأننا سنكون وقتها مع الله.
فالمحبة وعملها هى الشىء الوحيد الذى سيرافقنا فى السماء، لو أنك ساعدت إنساناً، أو كلمته كلمة طيبة كل هذه الأعمال المملوءة محبة هى التى ستبقى معنا فى السماء.
هل لدى الكنيسة أرقام محددة تكشف حجم المساعدات التي تقدمها؟
في القاهرة فقط ساهمنا بما يزيد عن 11 مليون جنيه في تزويج الفتيات في 10 شهور، أي أكثر من مليون جنيه شهريًا، وهي أرقام كبيرة، وبالتوازي مع ذلك حالات العلاج الدوائي التي بلغت 12 مليون إضافة للعمليات الدقيقة مثل زرع قوقعة الأذن وفص الكلى التي تخطت 20 مليون، وهي مجرد دليل على حجم العمل، إضافة إلى مساهمات الأطباء وتبرعاتهم.
«الاستنارة والجهل» كانت كلمتكم قبل بدء اجتماع المجمع المقدس فى يونيو الماضى، قداستكم ينشد الاستنارة، فهل تعانى الكنيسة من الجهل؟
– ربما ليس من الجهل بمعناه المعروف، ولكن من نقص المعرفة، فليس كل ما يعرف يقال، وشىء طبيعى خاصة حينما نكون فى مسئوليات معينة ليس كل شىء الشخص يستطيع الحديث فيه، فهناك أشياء تتم ونستطيع أن نقولها فى مكاتبنا وهناك ما ينفع أن نقوله على مستوى عام، فنحن نخاطب أناساً بأعداد كبيرة وجماهير، فلابد أن تخرج الكلمة بحساب، وحينما لا يكون لدى الإنسان القدر الكافى من المعرفة ويتحدث فى موضوع يكون كلامه مشوهاً وغير دقيق، فالاستنارة هى العنصر المهم جداً، وعلى فكرة قضية الاستنارة والجهل تلك واجهت الإنسان منذ وجوده على الأرض ووجود الأديان والفلسفات والثقافات والحضارات، وُجِد أشخاص يفهمون هم المستنيرون، ووجد أشخاص يحتل الجهل أو الظلمة مساحة كبيرة بقلوبهم.
كيف تقسم الكنيسة برامج الرعاية الاجتماعية المناسبة لكل فئة؟
على سبيل المثال هناك برنامج يسمى «بنت الملك»، وهو دفتر توفير للفتيات من عمر 14 سنة، حتى تصل سنا مناسبة للزواج فتجد مبلغ يساعدها على الزواج بكرامة، وهي أموال تستثمر في البنوك ومكاتب البريد، أما مساهمتنا فى التعليم فهي برنامج «علم ابنك»، وهو عبارة عن مجموعات تقوية بأعداد قليلة تعقد في الكنائس لمساعدة الأسر البسيطة على تعليم أبنائها، وهي أنظمة نحولها من المساعدة النقدية إلى التنمية.
على ذكر التعليم.. ما رؤية قداسة البابا لتطوير المؤسسات التعليمية الكنسية مثل معاهد وكليات اللاهوت؟
لدينا نوعان من التعليم في الكنيسة، نظامي وغير نظامي، والنظامي هو المعاهد اللاهوتية والكليات الإكليريكية وهي تمنح شهادات إتمام التعليم، أما غير النظامي، فهو الوعظ ومدارس الأحد، ولاحظنا وجود قصور مالي في هذه المؤسسات، فطلبنا من الأقباط توجيه تبرعاتهم للمؤسسات التعليمية، وعملنا على تجويد العمل التعليمي، وقد بدأنا بمعهد الدراسات القبطية وأنشأنا فيه استديو للألحان الكنسية، وجددنا المبنى وهكذا.