عقد المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي، تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، اللقاء السنوي الخامس على التوالي لرهبان وراهبات مصر من الرهبنة الأرثوزكسية والرهبنة الكاثوليكية، تحت عنوان “وكانت كلمة الرب إلي قائلًا..”.
بحضور وتشريف نيافة الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية ممثل قداسة البابا تواضروس الثاني، ونيافة الأنبا توماس عدلي مطران كرسي الجيزة للأقباط الكاثوليك، وممثل الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك، والأب مراد مجلع الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر، والأب نادر ميشيل اليسوعي والأب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافي الفرنسيسكاني للدراسات القبطية ومنثق اللقاء والعديد من الآباء والرهبان والراهبات .
بدأ اللقاء بصلاة جماعية ذات روحانية ميلادية، استعدادًا لاستقبال ملك المجد والسلام يسوع الطفل، قادها الأخ الراهب مينا حنا، أعقبها الكلمة الافتتاحية للجنة المنظمة والتي ألقاها نيافة الأنبا مكاري أسقف شبرا الجنوبية، حيث رحب فيها بالحضور وأثنى على دور الرواد الذين تعبوا في تأسيس هذا اللقاء وهذا التقارب “آخرون تعبوا ونحن دخلنا على تعبهم”، نيافة المتنيح الانبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار، والأب كمال لبيب الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان.
وأضاف نيافته: يتم اللقاء في هذة السنة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بين الرهبنة الأرثوزكسية والرهبنة الكاثوليكية بكل فروعها، والذي دعانا لإقامتها بمركز لوجوس بالمقر البابوي؛ وذلك لتبادل الخبرات الرهبانية والروحية.
وكانت كل الموضوعات التي طرحت في اللقاءت السابقة كلها تعكس حياة الفرح والسلام والحياة الرهبانية، كيف يكون الراهب مستعد ومتيقظ في كل وقت يحافظ على هدفة بحيث لا يضيع منه الهدف واللقاء في هذا العام نتكلم فيه عن الراهب في الكتاب المقدس والصلاة والعشرة مع يسوع لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته.
ثم ألقى الاب الراهب نادر ميشيل اليسوعي، كلمة شكر فيها اللجنة المنظمة لهذا اللقاء، ثم قدم نبذة عن الرهبنة اليسوعية وعلق على هذ اللقاء بقوله:”فكانت كلمة الله إلينا.. ماذا كانت الكلمة في حياتنا فوجودنا اليوم معًا هو اكبر دليل على أن الله حي وكلمته حياة تلمس القلوب وتستولى على الإنسان.. الدليل على أن الله موجود هو كلمته الحية، وهي وجود الحياة الرهبانية، فنقول: الله استولى علينا وغير من طريق حياتنا ومسارنا قلبا وفكرا وجسدا في البدء كانت الكلمة والكلمة كانت لنا حياة”.
وحدد الأب نادر اليسوعي خمسة نقاط في كلمته استعرضها بالتفصيل، وهي: اللقاء الأول ثم الحب الشامل والرغبة في اتباع يسوع وخدمة الناس وأيضا التميز الروحي، وأخيرًا خبرة الأزمة في واقعنا الإنساني.
وبعد ذلك قدم خورس ألحان معهد الدرسات القبطية، والذي يشرف عليه نيافة الأنبا مكاري رئيس قسم الموسيقى والألحان بمعهد الدرسات القبطية، وقدمته الدكتورة إيريني القمص بيشوي فاصلًا من التسبيح والألحان، ثم قدم الراهب يوساب المقاري مداخلة وخبرة حياة، وبعد ذلك كانت الكلمة للراهب أور البراموسي، والذي تكلم عن الفضائل في الكتاب المقدس والتي يعيشها الرهبان وذكر منها البتولية العابدة وحياة الصلاة وحياة التجرد والفقر الاختياري والطاعة، وهي الدرس الأول في طريق الرهبنة وأيضا الموت عن العالم .
ثم قدمت الأخت كاترين من راهبات مرسلات قلب مريم الطاهر الفرنسيسكانيات مداخلة وخبرة حياة، وبعدها قدم خورس الحان معهد الدرسات القبطية فاصلًا آخر من التسبيح والألحان. وبعد ذلك كانت كلمة الأنبا توماس عدلي مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك، والذي قدم الشكر في البداية لقداسة البابا تواضروس الثاني والبطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق وآباء الرهبنة الفرنسيسكانية على مداومة عقد هذا اللقاء الهام، ثم تكلم عن حياة الراهب والتخلي والتجرد من كل شئ، والذي يعيشها المكرس باختياره وممارساته لحياة الطاعة؛ طاعة الحب، والفقر الاختياري، والعفة، والتبتل، فالمكرس الذي لا يعرف كيف يخلي ذاته تكون صعبة عليه.
وأشار الأنبا توماس لأكثر ناس اخترنا التخلي وإنكار الذات، هم آبائنا الرهبان في برية شهيت.
وأضاف: “يمكن نحن ككهنة بنتقوى ونتشجع بالناس من حولنا، ولكن الراهب الموجود في قلايته يمارس إخلاء الذات حرفيا وفعليا، وفي تصريح خاص لـ”وطني”، قال نيافته:”بشكر ربنا لوجودي في هذا اليوم فهذا اليوم بالفعل يسمح كثيرًا بتبادل الخبرات الرهبانية وفتح الآفاق كل رهبنة على الرهبنة الأخرى، وفكر كل كنيسة وكل تقليد رهباني سواء في الكنيسة الكاثوليكية أو الكنيسة الأرثوزكسية، حاجة جميلة جدًا بتقربنا من بعض وتجعلنا نعيش حياتنا المكرسة بمحبة بنفهمها أو نمارسها بأشكال مختلفة ولكنها تساعد كثير في تسهيل العمل المسكوني بين الكنائس، فعندما يتحد الرهبان، وهم القاعدة الكبيرة والعريضة في الكنيسة ويتبادلون الأفكار ستكون هناك فرصة جيدة للعمل المسكوني بين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية.
وفي نهاية اللقاء كانت كلمة الأب مراد مجلع الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر، والذي قال:”سعيد جدًا بأننا نتواصل مع بعض.. سعيد جدًا بقبول الآخر واحترام الآخر ومحبة الآخر وتقدير الآخر، هذا هو الهدف الأسمى من هذا اللقاء.
نريد أن نتقدم خطوة وأن نكسر الحواجز التي بيننا نلتقى كأسرة واحدة في مصر، الحياة الرهبانية منذ القديس أنطونيوس أب الرهبان وحتى اليوم حياة إنجيلية أساسها هو الإنجيل والقديس باخوميوس الكبير أب الشركة كانت كل قوانينه من الكتاب المقدس، وهكذا جيل بعد جيل نريد أن نجعل الإنجيل دستور حياة.
وقدم الأب مراد مجلع في ختام كلمته، الشكر لقدسة البابا تواضروس الثاني لدعمه واستضافته لهذا اللقاء بالمقر البابوي للجنة المنظمة، وخص بالشكر الأنبا مكاري والأنبا توماس عدلي والأب ميلاد شحاته.
كما قدم الشكر لخورس الحان معهد الدرسات القبطية ولكل الآباء الرهبان والراهبات، ثم دعا الجميع للقاء محبة وأغابي أعقبه زيارة المكتبة البابوية المركزية بالمقر البابوي، والتي تعد أول مكتبة مركزية بالكنيسة، وهي تمثل أحد أركان المنظومة التعليمية في كنيستنا.
وكما قال قداسة البابا تواضروس في افتتاحها عن دور المكتبة، والذي يتلخص في خدمة الأنشطة المعرفية والأكاديمية والدراسية، خاصة الحقبة القبطية كونها جزءًا أصيلًا من مكونات وطننا الحبيب مصر، وقد سميت بالمكتبة “البابوية”؛ لأنها تخضع لإشراف قداسة البابا المباشرو سميت “المركزية” لأنها ستكون الوعاء الرئيس للمعرفة بجوار عدد كبير من مكتبات الأديرة والكنائس.
وقام أعضاء اللقاء بصحبة الأنبا مكاري، بتفقد أقسام المكتبة في الدور الأول والدور الثاني وتعرفوا على محتوى المكتبة.
كما أخذوا عددًا من الصور التذكارية بها، وتفقدوا قلاية مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة كما هي بدون أي إضافات وبكامل عناصرها والتي تحتوي على ملابس قداسة البابا شنودة وسريرة ومكتبه الخاص، وتقع بمكان خصص لها بالدور الأول، وقد صممت المكتبة على الطراز المعماري اليوناني.
وفي نهاية اللقاء التقينا بمنثق عام اللقاء الأب ميلاد شحاته، والذي صرح لـ”وطني نت”، بأن :”اللقاء السنوي الخامس لرهبان وراهبات مصر هو لقاء عزيز جدًا على رهبان وراهبات مصر مكرسين ومكرسات وجمعيات الحياة المكرسة الخدمية والإرسالية الأرثوذكسية والكاثوليكية.
وفي هذه السنة نتذكر قامتان وقيمتان كبيرتان، نيافة الأنبا أبيفانيوس، والأب كمال لبيب، وهما اللذان أسسوا هذا اللقاء، ربنا أخذ وديعته ونتذكرهما اليوم بكل الحب والعرفان.
وفي هذا اليوم ولأول مرة نخرج من الأديرة الفرنسيسكانية بتوجيه من قداسة البابا تواضروس الثاني فقد طلب منا أن نقوم بعمل هذا اليوم في دير من اديرة آباء الصحراء، وهو الذي حدد المكان واستضفنا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي، سعدنا جدًا بالتواجد مع بعض صلينا معا وسبحنا معا وتناولنا الأغابي معا، في يوم يحمل عنوان كلمة الله “وكانت كلمة الله إلينا قائلًا.. “.
استمتعنا بلقائين كبار، الأول مع أبونا نادر ميشيل اليسوعي، والثاني مع أبونا أور البراموسي، وأيضا عملنا مداخلتين وخبرة حياة أبونا يوساب المقاري والسير كاترين من راهبات الفرنسيسكان قلب مريم الطاهر وزورنا المكتبة الجديدة بالمقر البابوي حاجة مشرفة جدا للدير ولمصر كلها نفتخر بها، كما سعدنا باليوم بكل ما فيه والله يرتب الأيام التالية في السنين القادمة”.