“هداية” تتمنى فتح الباب أمام الطلاب الصم للالتحاق بمختلف الكليات دون قيود
” كريستين ” تحلم بإنشاء أتيليه خاص بها
” دينا ” تتمنى أن تعمل فى مجال تخصصها
مفعمين بالأمل فى غد أفضل رغم المعوقات التى تعترض طريقهم كأشخاص صم و ضعاف سمع منذ نعومة أظفارهم ..ولكنهم تحدوا العديد من العقبات و لم يستسلموا لليأس و طالبوا بحقهم فى التعليم الجامعى مثل أقرانهم ..فلقد ظل الصم و ضعاف السمع محرومون لعقود من الالتحاق بالجامعات المصرية و لا يتاح لهم سوى الالتحاق بمدارس الأمل الخاصة بهم وأقصى مرحلة يمكنهم الوصول اليها كانت الحصول على دبلوم دون ان يكون لهم الفرصة للتقدم و الالتحاق بالجامعات …إنهم أول دفعة تخرجت فى الجامعة بعد قرار الأعلى للجامعات فى 2015 بقبول الطلاب الصم و ضعاف السمع فى كليات التربية النوعية ببعض الجامعات المصرية ..لكل منهم تجربته فى الدراسة بالجامعة ما بين تخوفات و طموحات و نجاحات وإخفاقات …” وطنى ” إلتقت بمجموعة من هؤلاء الشباب لنتعرف عن تجربتهم عن قرب و ما هى طموحاتهم للمستقبل ، و جاء اللقاء بترجمته من و إلى لغة الإشارة كلير غايس عبد الملك استشارى تعليم و مدرب و مترجمة لغة الاشارة :
جون عماد رفله – الثانى على الدفعة بكلية التربية النوعية 2019 بجامعة عين شمس – تحدث عن تجربته فى الالتحاق بالجامعة ضمن مجموعة من الطلاب الصم و ضعاف السمع ،وقال: “لما كنت فى مدارس المل للصم فى المراحل التعليمية الأولى كان نفسى أدخل مع أصحابى الكلية ،و لتحقيق هذا المطلب قدمنا نحن مجموعة من الطلاب الصم وأسرهم و المهتمين بقضايا ذوى الإعاقة رسالة ووجهناها إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى فى عام 2015 و بالفعل استجاب لمطلبنا و تم بعدها مباشرة اصدار قرار من المجلس الأعلى للجامعات بقبول الطلاب الصم فى كليات التربية النوعية والاقتصاد المنزلى ببعض الجامعات المصرية كخطوة أولى . وفى أول سنة لالتحاقى بالجامعة كنت خايف خاصة اننى عارف اننا أول دفعة من الطلاب الصم يلتحقوا بالجامعات ،كما لم يكن هناك مترجمين للغة الإشارة فى بداية السنة الدراسية و تم الاتفاق مع وزارة التضامن الإجتماعى اننا نختار مترجمين و يتم تعليمهم وتاهيلهم وبعدها يكونوا مترجمين لنا داخل المدرجات بالجامعة . “
وأضاف جون :” المترجمين كانوا بيساعدونا نفهم ، المناهج كانت بالنسبة لى صعبة جدا خاصة وان مدارس الصم المستوى التعليمى فيها للاسف ضعيف جدا ، لكن واحدة واحدة بدأنا نفهم و بعدها الطلاب اللى معانا بدا بعضهم يتعلموا لغة الإشارة شويه و يفهموها و دى حاجة كانت مفرحانى جدا و بدأت أعلم بعض أصحابى فى الكلية لغة الاشارة وبقينا نقدر نتواصل سوا ، وكمان فى دكاترة كتير بالجامعة غيروا مفاهيمهم عنا ،و اول سنة كانت صعبة خاصة انه كان فى دكاترة بيمنعونا من حقنا فى اننا نسال ونستفسر داخل المحاضرات زى باقى الطلبة من خلال مترجم لغة الإشارة
نفسى انه من الأول المدارس تكون دامجة فى التعليم الأساسى للطلاب الصم مع الطلاب الذين يستطيعوا التكلم و السمع ، فى مدارس دولية بالعالم بيعلموا باقى الطلاب لغة الاشارة علشان يقدروا يتواصلوا مع أصحابهم ،ويكون متاح لهم الالتحاق بمدارس الثانوى العام و كذلك يتم فتح أبواب الكليات المختلفة أمامهم و ليست كلية بعينها تكون مفروضه عليهم دون أن يكون لديهم المجال للأختيار
نفسى أحصل على منحة للسفر للخارج و خاصة ايطاليا لأتعلم أكثر عن فنون الرسم وأعود لأقدم ما تعلمته فى مصر
هداية أحمد عصام – خريجة تربية نوعية جامعة عين شمس قسم تكنولوجيا تعليم حاصلة على تقدير جيد جدا – قالت : ” بعد الإعدادية كنت عايزة أدخل ثانوى عام لكن وجدت انه أمر ممنوع للطلاب الصم وغير مسموح به ..؟!!! ،ودخلت فعلا ثانوى صناعى و كان الاحباط بدأ يتسلل الى لاننى بطبيعة الحال غير مسموح لى الإلتحاق بالجامعة بعد الحصول على الدبلوم بمجموع عال مثل باقى الزملاء من غير الطلاب الصم و ضعاف السمع ، لكن بعد حصولى على الدبلوم علمت بأن المجلس الأعلى للجامعات اصدر قرارا فى مايو 2015 بحقنا فى الالتحاق بالجامعة بكليات التربية النوعية والاقتصاد المنلزى فى مجموعة من الجامعات المصرية
وفعلا التحقت بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس قسم حاسب آلى ، كان نفسى اكون مهندسة و لكن الجامعات لم تسمح للطلاب الصم الا الالتحاق بكلية التربية النوعية والاقتصاد المنزلى فقط … كان صعب عليا فى الأول متابعة الدراسة خاصة ان مترجمين لغة الاشارة كانوا بياخدوا وقت طويل فى الترجمة ، لكن كان فى داكاترة مبسوطين بوجودنا و بيشجعونا ، و مجموعة تانية من الدكاترة عكس ذلك
و كنا بنحاول نبذل أقصى جهدنا و الحمد لله بعد مجهود ومثابرة نجحت بتقديرات كويسة فى السنة الاولى بالكلية و كنت فى الجزء العملى متميزة بشهادة الدكاترة والمعيدين .”
وأضافت هدايه : ” الدكاترة والمعيدين بعد أول دفعة للطلاب الصم فى الجامعة تفهموا الصم و ادوهم فرصة أكتر من قبل للتعلم والمشاركة والنجاح و التميز فى الكلية بالأقسام المختلفة .”
و عن أحلامها للمستقبل قالت :” أتمنى يتاح لى فرصة أنى اشتغل بعد سنوات طويلة من الدراسة والمجهود الكبير فى الجامعة ،كما اتمنى ان المجتمع يبدأ يتفهم و يتقبل فكرة اننا نقدر نشتغل زى ما قبل فكرة اننا نقدر ندرس فى الجامعة و نبقى زى زمايلنا واتمنى أن المجلس الأعلى للجامعات يفتح الباب أمام كليات جديدة يمكن للصم وضعاف السمع الالتحاق بها و لايقتصروا على كليات التربية النوعية والاقتصاد المنزلى فقط.
وأضافت هدايه : اتمنى أشتغل فى شركة على الكمبيوتر لانه مجال تخصصى وأنا بحبه وأقدر أشتغل فيه.”
كريستين عماد – تخرجت فى كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس قسم تفصيل بتقدير عام جيد – قالت : ” أول ما دخلت الجامعة كنت مبسوطة لكن خايفة خاصة انى مش عارفه فى التفصيل كويس ، لكن لما جت مترجمة للغة الإشارة علشان تساعدنا فى المحاضرات بالكلية كنت بفكر ياترى هتقدر تساعدنا فعلا و توصلنا المعلومات بشكل مبسط ،والحمد لله وجود متجمين للغة الإشارة فرق كتير فى استيعابنا للمحاضرات و كنت اتمنى انه يكون فى جزء مكتوب بالمحاضرات يتم عرضه على شاشات لمزيد من التحصيل لنا داخل قاعات المحاضرات ، العملى كنت مستمتعه به جدا أكثر من النظرى لانه كان فيه صعوبة أكبر للتحصيل “
و أضافت كريستين : أتمنى يكون فى مدارس دامجة للصم من السنوات الأولى لهم فى التعليم الأساسى وحتى الثانوى ،و على المستوى الشخصى أتمنى أنى اعمل مشروع خياطة ،ويكون لى الاتيليه الخاص بى فى المستقبل.
دينا حمدى عبد الونيس تخرجت فى كلية التربية النوعية قسم حاسب آلى بتقدير جيد جدا – قالت : “تم تدريبى على الجزء العملى بمدارس ضعاف السمع بمدرسة بمصر الجديدة فى صلاح الدين – شرح بوسائل ايضاح لمادة الكمبيوتر ،ولما دخلت الجامعة أول سنة كانت صعبة و فجأة لقيت نفسى محاطه بكتب كثيرة و انا فى المدرسة ماتعودش على كده خالص و بعد مرور الوقت الامور بقت اسهل وافضل كتير .”
و عن أحلامها قالت دينا : أتمنى انى اشتغل فى احدى الشركات فى مجال تخصصى و أبدع فيه
و أضافت كلير غايس : هناك مشكلة فى التعليم الأساسى للطلاب الصم و ضعاف السمع فى مدارس المل و المستوى التعليمى بها للاسف ضعيف ،و الطلاب الذين التحقوا مؤخرا بالجامعة نسبة ضئيله من إجمالى الطلاب الصم بالمدارس و ذلك لان الذين التحقوا بالجامعات كانوا يعتمدوا فى سنوات عمرهم الأولى فى التعلم على الجمعيات المهتمه بتنمية قدرات الطلاب الصم من صغرهم وعلمتهم القراءة والكتابة بشكل جيد ، لكن من لم يلتحقوا مثلهم بمثل هذه الجمعيات تعرضوا لمشكلات و صعوبات فى التحصيل الدراسى ،ونتمنى ان يتم الارتقاء بالمستوى التعليمى لهم بمدارس الأمل .
وأضافت غايس : على الجانب الأخر هناك مراكز و مؤسسات تحاول أن تدعم الأشخاص الصم من خلال توفير مترجمين للغة الإشارة ،و من هذه الجهات المركز الثقافى القبطى الذى يقدم كورسات لتعليم لغة الإشارة و يدربهم على ان يصبحوا مترجمين محترفين للغة الإشارة ،ومستمرين فى هذه الدورات منذ ما يقرب من 4 سنوات و نسعى إلى تدريب المترجمين على المناهج بالكليات حتى يستطيعوا الترجمة بشكل جيد للطلاب الصم فى الجامعة خاصة فيما يتعلق بالمصطلحات العلمية
و نسعى لعمل اسطوانات ممغنطة بالمواد الدراسية بالجامعة للطلاب الصم للتسهيل سواء على الطلاب أو المترجمين