الاكتشاف المبكر للاصابة بالفيروس ينقذ حياة الشخص من الموت.
اكتشاف المرض مبكرا عند السيدات يجنبهن نقل المرض للمواليد.
مرض الإيدز هو مرض خطير يهدد المجتمعات وهو في تزايد مستمر، فبالرغم من أن مصر تعد من الدولِ المنخفضةِ الإنتشار بين عامَّةِ السكان (0.02%) يوجد هناك زيادةً سنويةً للحالاتِ المكتشفةِ حديثًا في مصر بحوالي من 25-35٪ على مدارِ السنواتِ العشرِ الماضية. وقد يبرِّرُ هذه الزيادةَ عاملانِ أساسيانِ: الأولُّ، تحديثُ استراتيجياتِ الكشفِ عن المرضِ واستخدامِ طُرُقِ اختبارٍ حديثةٍ تكشف المرض فى بدايته في مختلفِ المرافقِ الصحية؛ والعامِلُ الآخرُ هو زيادةُ الوعيِ بخطرِ الإصابةِ بفيروسِ نقصِ المناعة البشري وخاصةً أن الأدِلَّةَ تشيرُ إلى “أن الإكتشافَ المُبْكِرَ والعلاجَ المُبْكِرَ يساوي حياةً صحيةً دونَ مضاعفاتٍ وتقلل فرص نقلِ العدوى فى حالة أخذ العلاج مبكراً حيث أن العلاجات الحديثة للمرض تقلل فرص نقل العدوى الى الاخرين”.
ولكن ما هو فيروس نقل المناعة البشرى (HIV)؟
فيروس نقص المناعة البشرى بيسبب مرض الإيدز، والإيدز مرض خطير يقلل مناعة الإنسان جدا عند أى عدوى بسيطة ممكن أن يصاب بها الإنسان، ممكن أن تكون مميتة لأن الجهاز المناعى فى جسمه فقد القدرة على مقاومة الأمراض ، وطرق انتقال مرض الإيدز عن طريق العلاقات الجنسية غير المحمية بين شخص مصاب بالفيروس وأخر غير مصاب، أو عن طريق أدوات ملوثة بالفيروس عن طريق الدم مثل مشاركة السرنجات للحقن وإبر الوشم، أو عن طريق حقن المخدرات، ويمكن أن ينتقل الفيروس من الأم لجنينها وقت الحمل ووقت الولادة وبعد الولادة عن طريق لبن الأم فى حالة الرضاعة الطبيعية.
أعراض المرض:
وأهم أعراض مرض الإيدز طفح جلدى ،إسهال مزمن، أدوار برد متكررة، أرتفاع فى درجة الحرارة.
واحتفلت أمس منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للإيدز لإلقاء الضوء على دورِ المجتمعاتِ لدعمِ زيادةِ الوعيِ بالمرضِ والفئاتِ الأكثرِ عرضةً. فهناكَ حاجةٌ ماسةٌ إلى زيادة تعبئة المجتمعاتِ لمواجهة الحواجزِ التي تَحُولُ دونَ تقديمِ الخدماتِ لتلكَ الفئاتِ والحدِّ من الوصمِ والتمييزِ. إن الدورَ القوِيَّ الذي تلعبُهُ المجتمعاتُ مطلوبٌ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى لضمانِ بقاءِ الإيدز على جدول الأعمال السياسي، واحترامِ حقوقِ الإنسان.
وقد صرح دكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر بأن ” المنظمة اختارت هذا العام شعار “الحدُّ من الضررِ، يبدأُ الآن”. لكي نتكاتف جميعا ونشعربالمسؤولية المشتركة لإنهاءِ معاناةِ المتعايشينَ مع فيروسِ نقصِ المناعةِ البشري وكذلك توفيرِ أقصى سُبُلِ الوقاية والعلاجِ لهؤلاءِ الأفراد. وأيضا لكي يستفيدَ منها الفئاتُ الأكثرُعرضةً ليس للحد من الفيروسِ المسبِّبِ للإيدز فحسبْ بلْ أيضاً باقي الأمراضِ التي من الممكنِ أن تنتقلَ عن طريقِ الدَّمِ الملوِّثِ والحَقْنِ غيرِ الآمنِ مثلَ فيروس الإلتهاب الكبدي c وb الذي يمثِّلُ تطبيقَ سياسةِ الحدِّ من المخاطرِ إحدى أهمِّ المؤشراتِ الأساسية للقضاءِ عليهم.
ولقد اتخذتْ الحكومةُ المصرية خطوةً تاريخيةً منذ عام 2014 لتأمين العلاج لأفرادِها من خلالِ التمويلِ الحكومي. وابتداءً من عامِ 2017 ، يتِم تمويلُ برنامجِ أدوية علاج فيروس الإيدز ART بالكامل محليًا من خلال الحكومة المصرية. علاوةً على ذلك، اعتمدت وزارةُ الصحة والسكان توصياتَ منظمةِ الصحة العالمية في نهج “الإختبار والعلاج” وفي توزيعِ العلاجِ منذ يوليو 2017 وأصبحَ المتعايشُ مع المرضِ يحصلُ على العلاجِ بمجرَّدِ اكتشافِ إصابتِهِ بدونِ أيِّ انتظارٍ.
تعاون مع مصر:
ومنظمة الصحة العالمية دائما تدعمُ الحكومةَ المصريةَ لتعزيزِ أنظمتِها الصحية ومساعدتِها على التقدُّمِ نحوَ التغطيةِ الصحيَّةِ الشاملة، بحيثُ يتمكنُ جميعُ الأفرادِ من الوصولِ إلى الخدماتِ التي يحتاجونَ إليها، دونَ مواجهةِ المصاعبِ المالية. وتعد التغطيةَ الصحيةَ الشاملة هي فرصةٌ لتسريعِ جهودِنا للقضاءِ على الإيدز وتضخيمِ تأثيرِ الإستثماراتِ في فيروس نقصِ المناعة البشري.
الوضع فى مصر:
وقد ألقى الضوء د. علاء عيد وكيل وزارة الصحة للطب الوقائى، على الوضع فى مصر والتعاون مع منظمة الصحة العالمية فى بذل الجهود لدعم مبادرة مكافحة الإيدز فىى الحقل الصحى، حيث بدأت وزارة الصحة فى خطة للقضاء على المرض منذ ظهور أول حالة مصابة بمرض الإيدز عام 1986، وكان من أهداف المباردة الحفاظ على مصر كدولة ذات أنتشار منخفض للفيروس، عن طريق التوعية بمخاطر المرض وطرق أنتشاره والمشورة الصحية والفحص المعملى وعند أكتشاف اى حالة مرضية تم تقديم العلاج فورا فى سرية تامة.
علاج الأمراض المصاحبة لمرض الإيدز مثل الكبد الوبائى والدرن:
وكان من أهم الإجراءات التى أتخذتها وزارة الصحة التأكد من سلامة الدم وخلوه من الفيروس فى جميع بنوك الدم والمراكز التى يتم فيها نقل الدم.
التعاون مع الجهات الشريكة فى مبادرة مكافحة المرض مثل وزارة التضامن الاجتماعى ووزراة الداخلية ومنظمات المجتمع المدنى.
ترصد الأماكن التى يمكن أن ينتشر منها المرض مثل أماكن تعاطى المخدرات.
بناء فرق طبية للمصابين فى كل محافظة وعمل دراسات وتحليل بيانات لمعرفة نقاط القوة والضعف حيث أن هناك محافظات يمكن أن ينتشر فيها الفيروس أكثر من أماكن أخرى فنكثف بها الجهود ويوجد حاليا 26 مركز للمشورة والفحص المبكر منها ثابت ومنها متنقل، وعند أكتشاف المرض عند اى شخص يتم تقديم العلاج له فورا مجانا ويتم تحويله الى الأماكن التى يتلقى فيها العلاج على سبيل المثال مستشفيات الحميات ومستشفيات الصدر.
ومن أهم المجهودات التى نبذلها حاليا، محاربة الوصم حيث لا ينظر لمريض الإيدز نظرة غير إنسانية وفيها إتهام بإنه شخص غير سوى فقد ينتقل المرض للشخص عن طريق الدم مثلا ولا يكون له ذنب فى الإصابة بالفيروس وحاليا يتم علاج الاشخاص بعلاجات حديثة يتعايش المريض معها بشكل طبيعى جدا مثل اى مرض مزمن أخر كمرض السكر مثلا أو ضغط الدم.
الوضع الوبائى فى مصر:
وقد ألقت د. فاتن مسئولة البرامج الوقائية والإيدز بوزارة الصحة والسكان، الضوء على الوضع بالارقام فى مصر، حيث قالت أن برنامج مكافحة فيروس الإيدز بدأ فى مصر منذ عام 1986 عند ظهور أول حالة مرضية ويوجد حاليا فى مصر منذ عام 1986 وحتى الآن 13000 حالة مرضية، وفى عام 2019 فقط ظهر 2170 حالة، ويوجد حاليا 14 مركز علاج و26 مركز مشورة ثابت ومتحرك، ومن تحليل البيانات للمصابين بالمرض تبين أن صغار السن منذ سن 17 عام يظهر عندهم الفيروس أكثر من كبار السن فمن 25 سنة إلى 34 سنة بلغت نسبة الاصابة 42% ،ومن 35 إلى 44 سنة بلغت الإصابة 27% ، ومن 45 إلى 64 بغت نسبة الاصابة 12% ، ومن 65 فما فوق الاصابة أقل من 1%.
ونحن نعمل حاليا على توعية السيدات من خلال مراكز الأمومة والطفولة بضرورة إجراء تحليل فيروس الإيدز خاصة للسيدات الحوامل حتى اذا ظهرت حالة ايجابية يتم أعطاء نصائح لها حتى تتجنب ولادة طفل مصاب بالفيروس، وعلى سبيل المثال لا الحصر أن تكون الولادة قيصرية وليس طبيعية لان هذا يقلل فرص نقل العدوى للطفل.
برنامج تثقيفى للسيدات:
وفى حديث مع الدكتور ماجد رجائى مسئول برنامج الإيدز باليونسيف تحدث قائلا يتم حاليا تنفيذ برنامج وطنى لمكافحة الإيدز بين اليونسيف والإدارة العامة للأمومة والطفولة بوزارة الصحة والدعم الفنى والنقدى يتم من خلال اليونسيف، وهو برنامج تثقيف للسيدات الحوامل لعمل الفحص الاختيارى لفيروس الإيدز فى بعض مراكز الرعاية الصحية الاساسية المختارة فى 8 محافظات وتم أختيار هذه المحافظات بناء على معايير مرتبطة بإحصائيات وبائية، وقد نجح البرنامج فى مساعدة 50000 سيدة حامل فى المعرفة الصحيحة لتجنب انتقال الفيروس من الأم للطفل.
وقد تم توصيل الحالات الإيجابية للفيروس إلى مراكز مسئولة عن الدعم والعلاج.
كما تقوم منظمة اليونسيف بدعم الأمهات والأطفال المتعايشين مع الإيدز.