نظمت جمعيّــة الآثار القبطيّـــة محاضرة بعنوان ” البطاركة والجزية والقبط تحولات هامة في تاريخ القبط في القرن السابع عشر ” القاها الدكتور والمؤرخ مجدي جرجس الأستاذ بجامعة كفر الشيخ والمستشار العلمي للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ، وذلك بحضور العديد من الباحثين والمهتمين بالآثار والدرسات القبطية ..
بدأت المحاضرة بالترحيب من الأستاذ نبيل فاروق مدير مكتبة جمعية الآثار القبطية بالحضور ، ثم قام الدكتور يوحنا نسيم أستاذ القبطيات بجامعة ديفينتي بملبورن – أستراليا بتقديم الدكتور مجدي جرجس وبعد ذلك عرض الدكتور مجدى جرجس لمحة سريعة حول نصين من سجلات المحكمة الشرعية عن البابا مرقس السادس (1646-1656م). حيث قدم شرح وتحليل لهذه النصوص، كمدخل لفهم تاريخ القبط في العصر العثماني من خلال فهم التحولات الرئيسية التي حدثت في السياقات المحلية والإقليمية في تلك الفترة ومن ثم شرح هذين النصين في إطار مرحلة من التحولات الهامة تشهدها الطائفة القبطية، انعكاسًا للتحولات الرئيسية التي تحدث في مصر، وفي الدولة العثمانية، في نهايات القرن السادس عشر، واكتملت في منتصف القرن السابع عشر .. كذلك قدم الدكتور مجدى جرجس شرحاً لأهمية توظيف الأطر النظرية في التعامل مع الكتابة التاريخية، وكيفية جدل مداخل شتى تعيننا على التحليل والكتابة.
والقى الضوء على مرحلة الحكم العثمانية في مصر بإعتبارها شهدت الإضطهاد والعسف الطائفي ، وقال أن هذا الرأي بحاجة إلى مراجعة لأنه يحتوى على قدر كبير من التعميم والذي يفتقر إلى الدقة .. ففي بداية العصر العثماني وحين كانت صناعة القرار المصري تتم في اسطنبول كانت المؤسسة الدينية على رأس الطائفة القبطية بإعتبارها طائفة دينية وادى هذا الى سيطرة البطريرك والأساقفة على شؤون الطائفة حتى أن البطريرك كان مسؤولا أمام الوالي عن وفاء الطائفة بما عليها من أموال الجزية وكان البابا مرقس السادس في منتصف القرن السابع عشر آخر البطاركة الذين تحملوا هذا العبء، وفي ظل هذا الوضع توارى دور الفرد خاصة الأعيان من كبار الموظفين والمباشرين الأقباط ولم يؤخذ رأيهم في الأمور الحساسة التي تتعلق بمصير الطائفة مثل المناقشات التي دارت حول وحدة الكنيسة القبطية مع كنيسة روما إذ أن البابا يوأنس الرابع عشر منع مناقشة هذا الأمر خارج دائرة الأساقفة ·
وأشار الدكتور مجدى جرجس فى كلمتة إلى سجلات المحاكم الشرعية والتى أشارت إلى وجود أثرياء قبط في تلك المرحلة ولكن دون دور معين في شؤون الطائفة .. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، حصل والي مصر على سلطة أوسع وبدأت سطوة الدولة العثمانية في الضعف ، وأدى هذا إلى ضعف المؤسسة ولم تعد هي العنصر الحاكم وشهدت المؤسسة العسكرية تمرد بعض العناصر ، وبرزت عدة صراعات داخلها وصارت هذه المؤسسة عنصراً شكليا وانعكس هذا على أحوال الطائفة القبطية ولم يعد التعامل معها يتم عبر الممثل الشرعي أو المؤسسة وهي هنا الكنيسة القبطية وراح الوالي يتعامل مع الأعيان وأصحاب النفوذ في الطائفة ولما كان النفوذ مرتبطا الى حد بعيد بالقدرة المالية ،فإن التعامل بدأ مع المباشرين الأقباط فهؤلاء كانوا الأكثر نفوذا في الطائفة ،فضلا عن أنهم يتعاملون مع الحكومة ويعرفهم المجتمع كله وصاروا المتحدثين عن أمور الطائفة أمام الحكومة وأخفق تماماً دور الكنيسة والبطريرك وأساقفته· وأدى هذا التحول داخل الطائفة لصالح كبار المباشرين إلى الإصطدام بينهم وبين الرئاسة التقليدية للطائفة والمتمثلة في البطريرك·
وذكر الدكتور مجدى جرجس، أنه عند تولى البابا مرقس السادس عام 1646 ميلادية وقعت بينه وبين المعلم بشارة منافسة أدت الى اشتداد المقاطعة بينهما ووقوع عداء عظيم بينهما ، وإنتهت حياة هذا البطريرك بمصادرة تركته وبيعها في مزاد علني وبحضور المعلم بشارة نفسه وكان هذا الموقف رسالة إلى البطاركة ، بأن نفوذ المباشرين هو الأقوى وأنهم المعتمدون والممثلون للطائفة وصارت الكلمة لهم وخضع لهم البطاركة وسلموهم مقاليد الأمور وصاروا يتدخلون حتى في الشؤون الكنسية، بل نجحوا في اختراق الكنيسة بأن عينوا أثنين من المباشرين برتبة أسقف داخل الهيئة الدينية رغم أن التراث القبطي يقضي بأن يتم الإختيار من بين الرهبان·
وأشار الدكتور مجدى جرجس، الى مخطوط بمكتبة البطريركية عن حادث هام وقع عام 1732 ميلادية فقد قرر والي مصر زيادة الجزية المقررة على الأقباط فنظم هؤلاء شبه مظاهرة اتجهوا بها ناحية القلعة حيث مقر الحكم وهجم العسكر عليهم ،ولكن يبدو أن الهجوم لم يكن عنيفا بدليل أنه لم تقع اصابات بينهم بل أن القبط تمكنوا بالفعل من الوصول إلى الوالي وتفاوضوا معه بقيادة المعلم رزق الذي وعده الوالي خيرا ،وأهم ما تبرزه تلك الواقعة جرأة القبط ورفضهم قرارا اعتبروه مجحفا بحقهم ويثبت شعور الأقباط بمكانتهم ،ويؤكد أن الأقلية داخل المجتمع كان لها وجودها وكانت الحكومة تسمح بذلك· وفي عهد علي بك الكبير حين حاول الاستقلال بمصر ازداد وضع الأقباط تميزا، وربما تكون شهادة الجبرتي هي الدالة في هذا السياق حيث قال ،إن النصارى ارتفع شأنهم في أيام علي بك برئاسة المعلم رزق والمعلم إبراهيم الجوهري وقد آرخ الجبرتي لهذين القبطين، مما يعني أن مكانتهما كانت كبيرة حتى أن الجبرتي لم يستطع اغفالهما والمعنى العام أن الدين لم يكن عائقا عن التمثيل والبروز في الفئات الاجتماعية الصاعدة في ذلك العصر·
واستعرض الدكتور مجدى جرجس ،نماذج هامة لآراخنة القبط ﻓﻁﺎﻟﻤﺎ ﻟﻌﺒﻭﺍ ﺩﻭﺭﺍً ﺍﻴﺠﺎﺒﻴﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻁﺎﺌﻔﺘﻬﻡ ﺤﺴﺒﻤﺎ ﺃﺘﺎﺤﺘﻪ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ، ﻭﻫﻡ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻨﺘﺸﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺸﺘﻐﺎﻟﻬﻡ ﻤﻊ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ، وكانوا ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺭﺒﺔ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻓﻰ ﻤﺼﺭﻭﺤﺘﻰ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ، ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻤﻌﺎﻭﻨﻴﻥ ﻟﻠﺒﻁﺭﻴﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻤﻬﺎﻡ ﻤﻨﺼﺒﻪ ﻭﺒﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸـﺭ ﺘـﻭﻓﺭﺕ ﻟﻸﺭﺍﺨﻨـﺔ ﱠ ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻭﻀﻌﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼـﺩﺍﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﻁـﺎﺌﻔﺘﻬﻡ ﻭﻤﻜﻨﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﻘﻠﺔ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ.
ﺭﺼﺩﻨﺎ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﻻﻫﺎ ﺒﻌﺽ ﺃﺭﺍﺨﻨﺔ فى فترات متعاقبة وتعطى ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤـﻊ ﻜﺒـﺎﺭ ﺭﺠـﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓـﻲ ﺘﺴـﻬﻴل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺒل ﻭﺴﻬﻠﺕ فى إنهاء َﻤﺸﻜﻼﺕ ﺸﺭﻋﻴﺔ.
الذمي نسيم النصراني الراهب و الذمي غبريال النصراني الكاتب بخدمة الهالك و الذمي رزق النصراني و الذمي قدسي”المعلم قدسي” والذى دفع 7078 نصف فضة في وثيقة التصادق و المعلم بشارة» ،والذى توصف حالتة المادية بالغنى الفاحش.
ويأتى بعد ذلك تباعا وعلى مدار سنوات عديدة ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺒﻁـﺭﺱ ﻴﻭﺴﻑ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻅل ﻴﻌﻤل “ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ﺒﻤﻨﺯل ﺒﻨﻲ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﻜـﺫﻟﻙ ﺩﻤﻴـﺎﻥ ﻋﺒـﺩ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻴﺩ و ﺠﺭﺠﺱ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ” ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻜﻼﻫﻤﺎ ﺒﻤﻨﺯل ﺍﻟﺼـﺩﻴﻕ”
ﻭﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺭﺼﺩ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﺘﺴﻠﺴل ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﺭﺍﺨﻨﺔ وﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻴﻭﺤﻨﺎ ﺃﺒﻭﻤﺼﺭﻱ ” ،ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﻴﻥ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻷﺭﺍﺨﻨﺔ ” ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺍ ” ﺒﺎﻟﺨﺯﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺭﺓ “ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺒﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﺭﻭﺯﻨﺎﻤﺔ.
ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺠﺭﺠﺱ ﺃﺒﻭ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﺍﻟﻁﻭﺨﻲ ” ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ” ﺍﻷﺭﺨﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ “.
ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺠﺭﺠﺱ ﺃﺒﻭ ﻤﻨﺼﻭﺭ، ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻟﻁﻑ ﷲ ﺃﺒﻭ ﻴﻭﺴﻑ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻜﺩﻙ ﻜﺘﺨﺩﺍ ﻤﺴﺘﺤﻔﻅﺎﻥ ،ﻭﻟﻘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﻁﻲ ” ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻷﺭﺍﺨﻨﺔ “ﻭﻗﻴل ﻋﻨﻪ ” ﹸﱢ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﻴﻌﺎﺩﻟﻪ ﺜﺭﻭﺓ ” ،ﻭبعد أن ﺘﻭﻓﻲ ﺍﺴﺘﻜﻤل ﻤﺴﻴﺭﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺠﺭﺠﺱ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺴﺭﻭﺠﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻜﺘﺨﺩﺍ ﻤﺴﺘﺤﻔﻅﺎﻥ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﻔﻕ ﺃﻤﻭﺍﻻ ﹰ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻤﻴﻡ ﻭﺘﻌﻤﻴﺭ ﺍﻟﻜﻨﺎﺌﺱ ﻭﺍﻷﺩﻴﺭﺓ، ﻭﺭﻋﺎﻴﺔ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﺔ ﺒﻨﻔﺱ ﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻟﻁﻑ ﺍﷲ ﺃﺒﻭ ﻴﻭﺴﻑ، ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻪ ﻟﻘﺏ ﹸﱢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺒﻁﻴﺔ ” ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺠﺭﺠﺱ ﺃﺒﻭ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ.
بـ”ﺃﻤﻴﺭ ﻗﻭﻤﻪ ” ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻨﻴﺭﻭﺯ ﺃﺒﻭ ﻨﻭﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﺠﺒﺭﺘﻲ ﱠ َ ﺒﻠﻘﺏ “ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﻘﺒﻁ” ﻭﺃﻫﻡ ﻭﻅﺎﺌﻔﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺴﻌﺕ ﻨﻔﻭﺫﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﻜﺘﺨﺩﺍ ﻋﺯﺒﺎﻥ وﺤﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺠل ﻟﻘﺒﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺎﻟﺒﻁﺭﻴﺭﻙ ﻭﻫﻭ “ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻨﻴﺭﻭﺯ ﺃﺒﻭ ﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻴﻭﻤﺌﺫ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻴﻌﺎﻗﺒﺔ ﺒﻤﺼﺭ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ وﺠﺎﺀ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﻨﻴﺭﻭﺯ، ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺭﺯﻕ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺍﻟﺭﻭﺯﻨﺎﻤﺔ، ﻭﺼﺎﺤﺏ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ، ﻜﺎﻥ ﻤﺼﺎﺤﺒﺎ ﻟﻠﻤﻌﻠﻡ ﻨﻴﺭﻭﺯ، ﺜﻡ ﺍﺴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻨﻔﻭﺫ ﻭﺍﺴﻊ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺘﻪ، ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﺎﻡ ٣٨١ﻫـ ٧٧١ﻡ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻟﺭﺍﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ الجوﻫﺭﻱ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﺫﺭﻭﺓ ﱠ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺒﻁ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﺒﺭﺘﻲ ﻓﻲ ﻭﻓﻴﺎﺘﻪ “ﻤﺎﺕ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ.
ﻭﻟﻘﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺒﻁﻴﺔ ﺒﻠﻘﺏ “ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﻁ” ﻭﺃﺩﺭﺠﺕ ﺴﻴﺭﺘﻪ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺒﻁﻲ ﻜﺸﺄﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ ﻭﺘﺒﻌﻪ ﺃﺨﻭﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺠﺭﺠﺱ الجوﻫﺭﻱ ، ﻭﺩﺍﺌﻤﺎ ﺘﻘﺘﺭﻥ ﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺠﺭﺠﺱ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﺴـﻴﺭﺓ ﺃﺨﻴـﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠـﻡ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ الجوﻫﺭﻱ؛ ﺤﻴﺙ ﺍﺸﺘﺭﻜﺎ ﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ أعمال الخير
وشرح الدكتور مجدى جرجس ملخص لنصين من سجلات المحكمة الشرعية عن البابا مرقس السادس (1646-1656م).
والذ ى اشار فيهم لضبط وتقويم وبيع المتعلقات المُخَّلفة عن البطريرك القبطي، مرقس السادس (1646-1656م)، والتي انحصرت جميعها في “حمير ونحاس وأطمار بدن وغير ذلك”. وبيعت متعلقاته بمبلغ 7078 نصف فضة اشتراها راهب يُسمى قدسي. وبلغت جملة الديون المستحقة على التركة 9078 نصف فضة، بيانها كالتالي: 6000 نصف فضة لبيت مال الجوالي، وهذا المبلغ تبقى بذمة البطريرك “عن جوالي النصارى فى عهدة البترك المرقوم”، بالإضافة إلى مبلغ 3078 نصف فضة مصاريف ضبط وتقويم التركة. وبلغ الفرق بين إجمالي قيمة التركة والديون المترتبة عليها 2000 نصف فضة، دفع هذا الفرق كل من وكيل البطريرك (الراهب نسيم) وكاتبه الشخصي غبريال.
صادق أمين بيت مال الجوالي مع القبط المذكورين في النص على اتمام التركة، وحصول المستحقين على استحقاقهم، وتم ذلك “بمعرفة المعلم بشارة”
وأكد الدكتور مجدى جرجس على أن التركات تظهر فى محكمة القسمة في الحالات التالية:
أن يكون من بين الورثة قُصَّر.
أن يكون الورثة لا يستوعبون كامل التركة (التلاعب بالمذاهب).
إدعاء بدين، رفض الورثة سداده.
أن ينشب نزاع حول التركة يتطلب فضه بواسطة المحكمة.
ومع تفاصيل أخرى لتركات غير المسلمين …
وعن طرق اختيار البطاركة في ذلك الزمان اضاف الدكتور مجدى جرجس
“كان في ذلك الزمان رجل من أكابر الأراخنة بمصر يٌدعى بالمعلم بشارة، وكانت له كلمة مسموعة بين أراخنة الشعب، فقام، هو وجماعة من الأراخنة المصريين، بالبحث عن الراهب الذي يصلح لإقامته بطريكا، فوقع الاختيار على الأب مرقس البهجوري
وفي أوائل عهد البابا مرقس وقعت بينه وبين المعلم بشارة منافسة أدت إلى اشتداد المقاطعة بينهما ووقوع عداء عظيم بينهما”.
طلع البطريرك إلى الصعيد وأقام فيه مدة أربعة سنوات .. وبعد أربعة سنوات عاد إلى مصر وكانت العداوة لم تزل قائمة بينه وبين المعلم بشارة، فلما استقر في مصر قام بزيارة المعلم بشارة، واصطلح معه وانصلح أمره قليلا .
وعلى جانب اخر اصدر البطريرك أمراً يمنع فيه الرهبان من التجول في البلاد، فتعصبوا عليه بزعامة الراهب قدسي، وقدموا شكوى في حق البابا لوالي البلاد، فقبض عليه وألقاه في السجن لإنهم ادعوا عليه عند الوالي بأنه يمد الرهبان في الفلقة ويضربهم بالكرباج، وقتل منهم من قتل .
وكان البطريرك كما ذكر أخذ أثناءهذة الفترة أموالا كثيرة من الشعب بصفة جبرية، ومع ذلك كان كثير الحمق، وضجت منه سائر الناس من أساقفة وقسوس وعلمانيين». الطائفة ؟
مما جعلهم يقولون مالنا حاجة إلى بطاركة وكفانا ما قد حصل فطلع البابا إلى الصعيد وأقام فيه مدة أربعة سنوات وتنيح وخلى الكرسي 4 سنوات بعد نياحته أربع سنوات فى الصعيد واربع سنوات بعد نياحتة وبذلك يكون الكرسى خلى لمدة ثمانى سنوات أو اكثر بدون بطريرك .
من يدير شئون الطائفة خلال ثمان سنوات هنا كان دو الأراخنة
وأصبح الصراع على تولي أمور الطائفة مرحلة حاسمة للأراخنة
واستعرض الدكتور مجدى جرجس ملخص لعدد من البابوات فى هذة الفترة :
البابا غبريال الثامن (1587- 1603م): الذى ينسب الية التقويم الغريغوري ووكانت فترة حبريتة بدايات الصرعات .
والبابا مرقس الخامس (1603- 1619م نال هذا الأب شدائد كثيرة من أهالي الوجه البحري بسبب الأصوام والزيجة، وحبسه متولي مصر في برج الإسكندرية”.حيث وشو بة وقالو عنة انة “يجلس على كرسي عالي ويأمر الناس بالسجود له ويعطوه البخور كإله، يحرم اللحم واللبن ويحلل الخمر” وبالتالى تم عزل البطريرك وتعيين بطريرك بديل .
البابا يوأنس الخامس عشر (1619- 1628م وهو آخر ضحايا التسرى حيث وضع هذا البابا فى مأزق فقد استنكر عادة التسرى لدى الاراخنة .
لم ينهى عنها ولكنة اعتبرها عمل غير مستحب ولا يليق ودس لة السم وتنيح البابا متاؤس الثالث (1628- 1646م): وفترة تولية على الكرسى المرقسى كانت فترة الهدوء الذى يسبق العاصفة بخبرات وعلاقات القمص تادرس الطوخي رئيس دير أبي مقار والذى استصدار قرار يحصنه البابا مرقس السادس 1646- 1656م): وكانت فترة حبريتة تحول جذري وجني للثمار وتغير موازين القوى فرأينا كيف يعمل الأراخنة مع النظام الشرعي .